إنجاز «الأولمبي» يسحب البساط من تحت أقدام «خليجي 20»

عندما تكون المنافسات ساخنة بين فرق “خليجي 20” داخل المستطيل الأخضر، تكون عادة أكثر سخونة على شاشات البطولة من خلال استوديوهات التحليل، والبرامج المصاحبة الأخرى، خصوصا أن كل قناة من القنوات التي اشترت حقوق النقل قطعت عهداً على نفسها على أن تكون الأكثر مشاهدة، والأقرب إلى قلوب الجماهير. وبعد منافسات أمس الأول من البطولة، كانت هناك أمور كثيرة فرضت نفسها على كل الحوارات والأحاديث، منها ما يخص البطولة مثل التحكيم في مباراة عمان والبحرين، والجدل الكبير الذي دار حول الحكم الكويتي الذي أدار اللقاء، والآراء المختلفة الكثيرة حول قراراته على مدار الشوطين. وفرضت قضية أخرى نفسها بقوة مع ظهور المدرب المواطن البحريني سلمان شريده وهو على رأس الجهاز الفني لمنتخب بلاده، ليكون المدرب المواطن الوحيد في البطولة بين 7 مدربين أجانب آخرين، على رأس الأجهزة الفنية لكل المنتخبات المتبقية. ملف المدرب المواطن نوقش بقوة على قنوات أبوظبي الرياضية، ودبي الرياضية، والدوري والكأس، والكويتية، والجزيرة الرياضية في استوديوهات التحليل وباقي البرامج الأخرى، ولاقى تأييداً كبيراً بين كل آراء المشاركين، لا سيمـا أن البحريني قدم أداء طيباً في الشوط الثاني أمـام العمانـي حامل اللقب، وتمكن من تعديل النتيجة، وكان الأقرب للفوز على ضوء الفرص الكثيرة والخطيرة التي أتيحت له في أعقاب التغييرات الفنية التي أجراها شريدة في التشكيلة، وفي مراكز اللاعبين، والتي أدت إلى إجبار منتخب عمان على التراجع، والالتزام بالأدوار الدفاعية. أما عن أبرز ملف فرض نفسه على كل برامج الفضائيات في ليلة أمس الأول، وسحب البساط من تحت أقدام “خليجي 20” رغم أنه ليست لها علاقة بالبطولة، فهو ملف الإنجاز الإماراتي الكبير الذي تحقق بأقدام لاعبي المنتخب الأولمبي في آسياد جوانزو بالصين، من خلال الفوز على كوريا الجنوبية في نصف النهائي بهدف غالي للموهوب أحمد علي في الثواني الأخيرة من الوقت الإضافي الثاني، والتأهل إلى نهائي الدورة للعب على الميدالية الذهبية اليوم أمام اليابان الذي تأهل هو الآخر على حساب المنتخب الإيراني. حرصت كل الفضائيات سواء المحلية في الإمارات أو الخليجية في الكويت وقطر، والسعودية، والبحرين وعمان على تهنئة الفريق بهذا الإنجاز، والإشادة بالإنجاز الذي يتحقق للكرة الإماراتية لأول مرة، ولم تكتف بذلك بل عرضت لقطات من المباراة أمام كوريا الجنوبية، واعتبرت أن الإنجاز الإماراتي إنجازاً لكل أبناء الخليج. لم يتوقف تأثير تلك المباراة عند هذا الحد بل أن كل لاعبي المنتخب الأول الإماراتي أكدوا في تصريحاتهم بعد لقاء العراق أن السبب في التماسك والصمود الذي أدى إلى انتزاع نقطة من بين أنياب “أسود الرافدين” هو الدافع المعنوي الكبير الذي حصل عليه الفريق من إنجاز المنتخب الأولمبي، واعتبروا أن ما قدموه في تلك المباراة لا يرقى إلى نصف أو ربع ما قدمه “ الأبيض” الأولمبي في الصين أمام منتخبات قوية تضم لاعبين محترفين بالدوريات الأوروبية، ودولاً لديها قاعدة قوية من الناشئين. وبخلاف تلك القضايا والموضوعات التي احتلت مساحات واسعة على شاشات “خليجي 20” بدأت ملامح الفوضى تدب في بعض الأستوديوهات، ونشبت معارك كلامية تحولت إلى ملاسنات واتهامات شخصية، لا تفيد المشاهد بأي شيء من قريب أو بعيد، بل بالعكس يمكنها أن تندرج تحت بند “المشادة”، وأبرز مثال على ذلك “وصلة الردح” التي استمرت ربع ساعة على “الدوري والكأس” في برنامج المجلس الذي يقدمه الزميل خالد جاسم بين فيصل هيات الصحفي البحريني، واللاعب العماني السابق أحمد الرواس، والتي اتخذت شكلاً شخصياً في الكثير من أجزائها، وتعود في أصلها إلى خلافات في الرأي بدأت بين الطرفين في حلقة سابقة حول مدى استعدادات اليمن لاستضافة “خليجي 20”.