معادلة الأداء والنتيجة

النتيجة التي انتهى عليها لقاء منتخبنا الوطني أمام نظيره العماني في مستهل مشواره بدورة كأس الخليج لكرة القدم، تثير مشاعر متناقضة في أوساط الشارع الرياضي البحريني، فهناك فريق يصف النقطة بـ “الثمينة” يقابل فريق آخر يؤكد على أنه “كان بالإمكان أفضل مما كان”...! ولعل اللافت هنا أن المدرب الوطني سلمان شريدة نفسه تلبسه هذا الشعور، إذ لخصت تصريحاته عقب المباراة “الحالة البحرينية المتناقضة”، فقد أعرب عن رضاه التام عن الأداء قبل أن يضيف بعدها بأنه “كان بالإمكان أن تنتهي المواجهة بنتيجة أفضل”! ومهما يكن، فإن التباين في الآراء حول “الأحمر” هو في اعتقادي أمر يعكس كثافة “الغموض” المحيط بمنتخب شريدة ومدى الارتباك في التعامل مع معادلة “الأداء والنتيجة”، فحتى الصحافة لم تعرف التعبير عن رأيها بصورة واضحة، فهي تصف نقطة التعادل بالثمينة، وما تلبث أن تستدرك لتتهم المنتخب بالتفريط في الفوز”! وفي الحقيقة إن منتخبنا، لا شك وأن المراهنة على “أدائه ونتائجه” بشكل مزدوج يعتبر “لعبا بالنار”... ذلك أنه منتخب خرج من رحم المعانات ولا يستند على قاعدة يمكن البناء عليها في التحليل والاستنتاج، إذ ربما يصفق الجميع له ويرفع القبعة في حالة خسارته بعد أداء جيد... وقد يرجم بحجارة النقد اللاذع في حالة فوزه بأداء سيء... وبين “مطرقة النقد” و”سندان التصفيق”، يبدو أن هذا المنتخب لن ينجو إلا إذا وصل إلى مرحلة التكامل وخصوصا من ناحية الأداء وليس النتيجة! لكن هل سيكون الأداء كافياً لتحقيق طموحات البحرين التي تصطف في طابور الانتظار منذ أربعين سنة على أمل خطف اللقب الأول بكأس الخليج؟! بالتأكيد لا... فلو عدنا بالذاكرة إلى مونديال جنوب أفريقيا سنكتشف أن ألمانيا قدمت أفضل العروض في البطولة، ولكنها خرجت بيد خالية أمام إسبانيا، فيما توجت هذه الأخيرة باللقب... وللعلم أن إسبانيا سجلت 9 أهداف في 7 مباريات وكانت جميع أهدافها حاسمة، بينما سجلت ألمانيا 16 هدفاً في ذات العدد من المباريات، لكن أهدافها وأداءها لم يسعفاها لتحقيق طموحاتها بإحراز اللقب الرابع في تاريخها! إذن... نحن هنا أمام معادلة من الصعب تحقيقها في عالم كرة القدم... معادلة “الأداء والنتيجة” التي لا يملك منتخبنا مقومات تحقيقها وفق ظروفه الراهنة، لذلك على الشارع الرياضي في البحرين أن يختار إما الأداء أو النتيجة، ذلك أن الجمع بينهما سيكون مستحيلاً على المدرب شريدة الذي أوكلت له الأمور الفنية قبل فترة قصيرة من انطلاق الدورة. أحمد كريم (البحرين) | a7med.karim@gmail.com