الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ضفاف الكلام ·· جديد إبراهيم مبارك

ضفاف الكلام ·· جديد إبراهيم مبارك
6 يناير 2008 01:16
صدر حديثاً ضمن منشورات دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة كاتب جديد للقاص إبراهيم مبارك بعنوان ''ضفاف الكلام''، وقسم الكاتب إبراهيم مبارك كتابه هذا إلى خمسة أقسام، فهو يبدأ بـ''الوطن'' ثم ''ثقافة'' و ''وجد'' و''أماكن'' وينتهي بـ''عرب''، وقد جاء الكتاب في 190 صفحة من القطع الوسط· ويقدم الكتاب الناقد عبد الفتاح صبري، حيث يكتب ''حادي الماء·· حارس البحر والنوارس الذي لم يخف ولعه بالبحر، كأنه عاشه قبل أن يولد·· كتاباته معطرة بملحه وهدوئه وثورته وأصدافه، يطوف شواطئ الحرف باحثا عن قصة تدور في أعماقه أو خلاله أو فيه حتى أنه أطّر لقيم الماء ومبادئ الغياب فيه، غياب الحضور، غياب الحياة، غياب الماضي الذي كان والملح الذي ابتدأ حينما تجاهل الإنسان البحر وتطلع إلى الإسمنت والمدن الجديدة، فتعثرت وتوقفت حياة الأجداد فكان البكاء وكان الحنين وكان السفر في الماضي وفي مجهول المياه المتسعة بعمق اللانهاية، يصطاد المحار واللؤلؤ وينثره قصصاً للحنين وللحياة وللإنسان''· ويضيف صبري في تقديمه: ''إبراهيم مبارك في إجمالي تجربته اهتم بالوطن وبالإنسان وبالتراث، وفنيا إنه مستقبل القصة شرط أن يستمر في العطاء والتأمل، كما أنه في كتاباته السردية الأخرى اهتم بالوطن والمعضلات التي تواجه صعوده نحو المجد متخذاً من القضايا الثقافية والسياسية والاجتماعية ميداناً للبحث وإبراز المعوقات والحلول والأمنيات حاثاً الجميع على التكاتف من أجل البناء والمستقبل الواعد على كل الصعد ، وهاهو في هذا الكتاب يفتح صفحات جديدة للوطن''· في الفصل الأول يتناول مبارك موضوعات ''الاتحاد''، و''في وداع زايد''، و''اتحاد الطلبة''، و''مساكن صفيح''، و''عطاء النخيل''، و''تراث''، و''مدن''، وهو في هذا الفصل يتناول مسيرة اتحاد الإمارات وفضل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في هذا التوحيد، كما يتناول في مقالات قصيرة بعض ملامح الدولة وخيراتها، لكنه لا يتورع عن تناول السلبيات المتمثلة في بيوت الصفيح التي تؤشر على الفقر والبؤس مقابل مظاهر الثراء والبذخ في الدولة، ويختم بالمدن التي تركت أثرها في ذاكرته مثل قرطبة وغرناطة· وفي الفصل الثاني من كتابه يتناول مبارك موضوعات ثقافية مختلفة، فهو يبدأ بموضوع العزوف عن القراءة في زمن ''السيل العارم من برامج الوسائل المرئية''، ويتناول تجربة الروائي ''العملاق'' نجيب محفوظ على عجل معتبرا أنه ''عنوان هؤلاء العرب وبوصلة أدبهم وثقافتهم التي وصلت إلى العالمية من خلال إبداعه''، كما يتناول تجربة الروائي الإماراتي علي أبو الريش معتبراً أنه ''رائد الرواية في الإمارات مهما سبقه هذا أو ذاك، ومهما عاصره البعض وزامنه في كتابة الرواية، لكنه يظل الأكثر عطاء وإخلاصاً لفنه والأكثر دراية وتجربة في هذا المجال، حيث إنه الوحيد الذي أنتج أكثر من رواية وهو يعمل بإصرار ومنهجية للاشتغال على فنه، كما أن أعماله تتطور بشكل واع من رواية إلى أخرى··''· وفي المشهد الثقافي الإماراتي يقرأ مبارك ما يتعلق بالمؤسسات الثقافية وتطورها والمتغيرات التي جرت في وسائل الاتصال، معتبرا أن المؤسسات مثل السلحفاة البحرية التي ''تبيض في الشتاء، ثم تعود إلى السبات أشهراً طويلة، ووحدها الدائرة الثقافية في الشارقة تبدو نجما في فضاء الثقافة''، ويخصص مبارك أكثر من مقالة لشارقة الثقافة في معرض الكتاب وأيام المسرح وسواها، ويتناول بالتحديد من بين الأعمال المسرحية عمل مرعي الحليان ''التراب الأحمر''، ويتوقف عند كتاب ناصر جبران ''عطر الحقول''· وفي باب ''وجد'' يأخذنا الكاتب في رحلة إلى البيئة المحلية الإماراتية، من طيور وشجر وطبيعة وأمكنة عتيقة، حيث ''أصوات العيالة تسري على امتداد الساحل، والبحر يبتسم خلف بيوت الصيادين، انضم للصفوف بعد أن حمل عصا وأنشد معهم أخذوا ينشدون بأصوات عالية والعصي تذهب شمالا وجنوبا: البارحة ساهرا وأجر أنا الونة''· أما باب الأمكنة فهو يشتمل على أمكنة محلية وأخرى من دول بعيدة، وهو يتعامل مع المكان في النص الأدبي بوصفه ''المادة الأهم والمنبع الذي يرفد الفكرة ويغذي الخيال الإبداعي، بل إن أعمالا كثيرة كان جمالها وقوتها يأتيان من استشراف الأمكنة وتأثيراتها على العمل الأدبي''، ويذكرنا بالشاعر رسول حمزاتوف في نصه المعروف ''بلدي'' عن داغستان، ومن هنا فهو يتناول دبي وعدداً من المدن الإماراتية، ويلفت النظر إلى ليوا عبر قصيدة من الشعر الشعبي الإماراتي غناها الفنان الراحل جابر جاسم تقول: جو ليوا ولا جو لبنان لا من سهام ولا من رطوبة له رسته ما بين نجيان سهلة ولا فيه صعوبة وفي الباب الأخير ''عرب'' ثمانية مقالات تتناول شؤوناً وطنية وعربية، ما بين العراق وفلسطين ولبنان واليمن، ومن أعراس الدم إلى الغارات على طائر الفينيق، فهو يختم كتابه بمقال ''سوق الملح والمطر'' في اليمن، حيث الوجوه العربية الأصيلة ''تطل من كل زاوية وزقاق حجر ينطق بمجد عظيم وأرض كالوردة وأزهار تخرج من شقوق الجدران من الحصاة الصغيرة النابتة في جدار قديم من زوايا اللبان والحناء والصندل''·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©