الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إلى أبنائي الأحباء (1)

22 يناير 2011 20:34
حياتنا اليومية مليئة بالمتغيرات والأحداث، والمواضيع والأفكار والتصورات والخيالات والمفارقات، وأجمل من كل هذا وذلك التواصل مع أفراد الأسرة. يقولون: “لا تفقد الشمس إلا بعد المغيب”، ولعل هذا الأمر يشعر به من يذهب للعيش سنوات طويلة في دولة أوروبية لا تُرى فيها الشمس لأشهر، وعندما يرجع يرى جمال الشمس وقيمتها بعين مختلفة غير التي كان يراها بها، فمنظوره قد اختلف. والأمر نفسه يحدث عندما نغيب عن أوطاننا وأهلنا فنعود بقلوب مليئة بالشوق واللهفة والحب والحنان، إنها طبيعة البشر. ولكن كيف هو التواصل والحنين والشوق والمشاعر والأحاسيس بين أفراد العائلة؟ رأينا من الرسائل السابقة كيف عبر كل منهم عما يجيش في داخله بكل ذوق وفكر ومشاعر تصل إلى القلوب قبل الآذان، تماشيا مع قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال: “ما يخرج من القلب يصل إلى القلب، وما يخرج من اللسان لم يتجاوز الآذان”. وها نحن اليوم أمام رسالة كبيرة وعظيمة ترسل من الأب إلى أبنائه، فماذا تحمل يا ترى؟ أبنائي الأحباء لو تعلمون مدى حبي لكم وقيمتكم عندي لما تجرأ أحدكم أن يجرح مشاعري بكلمة أو تصرف. هل تعلمون أننا نحن الآباء نسعى ونكافح ونعمل ونقاوم الظروف لكي تكونوا سعداء مستورين متعلمين ومثقفين وعلى قدر من الأخلاق؟ إننا ننسى أن نلتفت لأنفسنا في كثير من الأحيان لأجلكم، وننسى همومنا اليومية وتعب السنين حين نرى الابتسامة على وجوهكم. ونحن نعتذر إن بدر منا ما يضايقكم، فأنتم فلذات أكبادنا. لقد مرت علينا أياماً وسنون أوصلت بعضنا للهلاك لكي نحافظ عليكم. فنحن لا نطلب ثمناً لذلك ولا جزاءً ولا شكوراَ ولكننا نريد منكم الحفاظ على مكانتنا وقدرنا. كنا نتحمل بكاءكم وشقاوتكم ومشاكلكم ومرضكم وتدريسكم، وكثير منكم اليوم يرفض حتى الاستماع لنا، يرفض تلبية احتياجاتنا ونحن في هذا العمر، بل ووصل الأمر بالبعض أن ضاق ذرعاً بوالديه فألقى بهما في دار العجزة، فأي ظلم اقترفاه حتى يكون هذا جزاؤهما؟ أبنائي الأعزاء هل أخطأنا عندما فعلنا ما يجب أن يفعل الآباء تجاه أبنائهم من تحقيق كل سبل العيش الرغيد بقدر الاستطاعة؟ هل حبنا لكم والحفاظ عليكم يمنحكم الحق في تهميشنا وإهمالنا وعدم السؤال عنا؟ هل فكرتم بنا بهدية بسيطة في مناسبة معينة كيوم عيد مثلاً؟ بكلمة حلوة من وقت لآخر؟ بزيارة عابرة أو عزيمة نجتمع فيها سوياً؟ أبنائي الأحباب الحياة مدرسة كبيرة كل منا يتعلم منها شاء أم أبى، فإني لأخشى عليكم أن تجدوا من أبنائكم من يعصيكم، فاتقوا الله فينا، وأحسنوا إلينا بالمعروف يحسن إليكم أبنائكم، واعلموا أن قلوبنا تحيا بتواصلكم ووجودكم بيننا، فلا تميتوها ببعدكم وصدكم. dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©