السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

موسى يدعو إلى إقامة نظام عربي جديد

موسى يدعو إلى إقامة نظام عربي جديد
14 سبتمبر 2014 00:45
دعا عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية إلى إقامة نظام عربي، وأن تكون لدى الدول العربية خطة لبناء هذا النظام، تجتمع عليه لبحث مدى حاجتنا إلى نظام سياسي واقتصادي وأمنى، مؤكداً أنه على الدول العربية أن ترتقي إلى مستوى المسئولية التاريخية في هذه المرحلة التي تمر بها المنطقة والعالم. وأكد موسى أن المنطقة تموج بالعديد من التيارات، ووصفها بالتعبير المصري الدارج بـ»أنها على كف عفريت»، وأن العفاريت بالمنطقة كثيرون، مشدداً على أن عودة مصر إلى دورها الإقليمي، الذي يتسم بالسياسة المتوازنة البعيدة عن التطرف والقريبة من التعقل ستكون عاملاً كبيراً في استقرار وتوازن المنطقة، داعياً إلى ضرورة التفكير في إقامة نظام إقليمي عربي من أجل مستقبل المنطقة على أن نضع في اعتبارنا ما قامت به الدول العظمى في عام 1914 واتفاقية «سايكس بيكو»، حيث قررت الدول الكبرى رسم خريطة جديدة للمنطقة وتقسيمها. وقال موسى في محاضرة بعنوان: «تطورات الوضع في العالم العربي والشرق الأوسط» في المنامة إنه يجب على الدول الكبرى أن تعي أن هناك مصالح إقليمية عربية، مشدداً على أن عام 1914 لن يتكرر في عام 2014، لافتاً إلى أن الحديث عن تغيير أو فيدرالية لابد أن يكون قراراً عربياً، وفي حال نظام إقليمي عربي يطرح على المائدة للمناقشة بالجامعة العربية. وأكد موسى أن تركيا وإيران لا تستطيعان الادعاء بأنهما تديران المنطقة، لأن المنطقة عربية خالصة، ونحن نمثل الأغلبية ما دام أننا نوثق عملاً لمصالحنا ليلحق العرب بركب القرن الحادي والعشرين، مشدداً على أن تركيا تستخدم المقاربة الناعمة، أما إيران فهي تستخدم المقاربة الخشنة، ومصر بين الاثنين، تستطيع أن تنافس تركيا وإيران إذا تطلب الأمر. وحول التدخلات الإيرانية في المنطقة قال موسى إن طهران لها أخطاء فادحة، خاصة فيما يتعلق بالتدخل في الشؤون الخليجية والتعامل تجاه قضايا السنة والشيعة من خلال اللعب بورقة الطائفية، مطالباً طهران بضرورة أن تكون لديها القدرة والنية والرغبة للتفاوض مع جيرانها، وأن التعامل بالقوة ليس في صالح استقرار المنطقة. وأكد موسى أن أمن واستقرار مملكة البحرين جزء لا يتجزأ من الأمن العربي والخليجي، وليس المصري فقط، وهي قضية معلومة وواضحة أمام الجميع منذ عهود طويلة، لافتاً إلى أنه من غير المقبول الحديث خلاف ذلك من أي طرف آخر أياً كان. وأوضح موسى أن حكم رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، وطريقة إدارته للأمور، ومعاداته للسنة والأكراد في العراق، واستنصاره الدائم بطهران وخلقه للون الطائفي أظهر كيانا مثل داعش، محذراً من تكرار مثل تلك التصرفات التي قد تعيد تنظيمات إرهابية أخرى بمسميات مختلفة. وأعرب موسى عن دهشته من غزو مثل تلك التنظيمات دولة بحجم العراق بهذه السهولة، مشيراً إلى أنه يرجع ذلك إلى الإحباط الشديد الموجود لدى الشعب العراقي، وأكد موسى أن هذا التنظيم لا يمثل الإسلام نهائياً، وإنما يمثل الإرهاب. وأشار إلى أن الجامعة العربية قد أدت دورها على مدى 60 عاماً أو أكثر وأن المتغيرات الحالية تتطلب بحث تطوير الوضع العربي الحالي أو بناء نظام جديد يلبي حاجة الدول العربية والتحديات القائمة، مشيراً إلى أن التطوير هو سنة الحياة طالما أن التغيير قد حدث بالفعل في بالمنطقة. وقال إنه أن الأوان أن نجلس الآن سوياً لبحث هذا الأمر وما إذا كان النظام العربي الحالي بحاجة إلى التطوير أو التغيير الجذري والبحث في مستقبل المنطقة ككل وتحديداً فيما يتعلق بالنظام الإقليمي والأمن الإقليمي وهذا الطرح يجب أن يكون طرحاً شاملاً وفق ما نحتاجه ووفق مصالحنا في إطار أي نظام إقليمي جديد. وأوضح السيد عمرو موسى أنه لابد على العرب أن يتقدموا بمبادرة تتعلق بنظام الأمن الإقليمي لأنه لن يستتب الأمن في المنطقة إلا من خلال طرح نظام جديد يكون نابعاً من إرادتنا العربية وتصورنا لطبيعة التحديات التي تواجهنا ورؤيتنا لمنطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، وذلك بعد التغيرات الجذرية التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أنه إذا لم نتقدم نحن بهذه المبادرة، وهذه الرؤية سيتقدم بها غيرنا وستفرض علينا. وأضاف أن المشكلة في مصر قبل ثورة 25 يناير كانت تتمثل في سوء إدارة الحكم وتراكم الممارسات الخاطئة في مختلف القطاعات والملفات والمؤشرات والفشل في إدارة الأمور، خاصة أن نحو نصف المواطنين المصريين يعيشون حول خط الفقر، بالإضافة إلى تراجع دور مصر الإقليمي بصورة لا تتماشى مع إمكانات الدولة المصرية الحديثة، التي بدأت منذ عصر محمد علي في 1805، ما أخرج هؤلاء المواطنين إلى الميادين. ورأى موسى أن الشعب المصري خرج في ثورة يناير لإصلاح ومعالجة الخلل والمجيء بحكم يعيد لمصر احترامها لذاتها واحترام العالم لها، ويعيد للناس حقوقهم غير أن هذا لم يحدث في ظل حكم الإخوان المسلمين، حيث تحول الحال في مصر من سيئ إلى أسوأ مع عدم وضوح الرؤية ما أخرج المصريين مرة أخرى للثورة في 30 يونيو. وقال موسى إن ثورة 30 يونيو 2012 في مصر جاءت لفشل جماعة الإخوان في الحكم، مشيراً إلى أن فشلهم كان على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بل إنهم حتى فشلوا في كتابة دستور توافقي يعبر عن كل المصريين، ويلبي تطلعاتهم إلى المستقبل. وأضاف السيد عمرو موسى إن ما حدث في مصر كان نقلة نوعية كبيرة حمتها من المصير، الذي رأيناه في عدد من الدول العربية الأخرى، وأصبح هناك الآن لدينا نوع من التعقل في التصرف المصري حماها من الوقوع في الكثير من المنزلقات الخطيرة. وأكد رئيس لجنة الخمسين لكتابة الدستور المصري إننا الآن في مصر على الطريق السليم، ويمكنني أن أصف ذلك بأننا على طريق الديمقراطية الحقيقية التي ستمكننا من الدخول نحو المستقبل الجديد. وأضاف إن مصر تمضي في خارطة الطريق في ظل التصويت على الدستور الجديد، وانتخاب الرئيس ويتبقى الانتخابات البرلمانية، التي ستجرى خلال الشهور المقبلة، فيما عادت عملية إعادة البناء، والتي تتضح معالمها الآن، مثل مشروع قناة السويس الجديدة العملاق بالإضافة إلى المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وهي في طريقها للشفاء واستئناف دورها الريادي في المنطقة. وأضاف أنه يجب ألا نخشى الديمقراطية ونعطيها الفرصة سيما أن تراجع الملفات في جميع القطاعات خلال الفترة السابقة لم يكن أن تحدث في أجواء ديمقراطية. (المنامة-وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©