الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«القوي» له كمال القدرة والعظمة والرهبة في قلب المؤمن

«القوي» له كمال القدرة والعظمة والرهبة في قلب المؤمن
18 أغسطس 2012
القاهرة (الاتحاد) - إنَّ العلم بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى ومعرفة معانيها من أنفع الأمور التي تقرب إلى الله سبحانه، وتحدث الخشية والرهبة في قلب المؤمن، وتدعو إلى محبة الله سبحانه وخوفه ورجائه والتوكل عليه والإنابة إليه. والقوي اسم من أسماء الله الحسنى، يثبت لله كمال القدرة على الشيء، فلا يستولي عليه العجز في حال من الأحوال، وهو إحدى صفات العظمة والكمال الدالة على القوة والجبروت، فهو قوى بنعمه، بنصرته لجنده، قوى بعلمه وبنفاذ إرادته. والقوي في أسماء الله معناه أنه الموصوف بالقوة، وصاحب القدرة المطلقة، لا يغلبه غالب ولا يرد قضاءه راد، ولا يمنعه مانع ولا يدفعه دافع، وهو القوي في بطشه القادر على إتمام فعله، له مطلق المشيئة والأمر في مملكته، والله سبحانه قوي في ذاته لا يعتريه ضعف أو قصور، قيوم لا يتأثر بوهن أو فتور، ينصر من نصره. اقتران سمى الله نفسه القوي على سبيل الإطلاق في كثير من النصوص القرآنية، وقد ورد اسم الله “القوي” في القرآن تسع مرات، سبع منها مقترنا باسمه العزيز، ومرتان مقترنا بصفته شديد العقاب، قال تعالى: (الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز)، وقال: (إن ربك هو القوي العزيز)، وقوله تعالى: (كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز)، وقوله: (ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز)، ويقول تعالى: (فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي شديد العقاب). هو القوي الذي يلطف بالخلق أجمعين، فقوته عن عزة وقدرة وحكمة، يطعم ولا يطعم ويرزق ولا يرزق، يجير ولا يجار عليه، لا ملجأ للخلائق منه إلا إليه، (الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز). الله جل جلاله هو “القوي” وحده، ولا قوي سواه، وكل قوة في الأرض مستمدة من قوته، تأييداً للمؤمنين، أو استدراجاً لغيرهم، أو تسخيراً للجمادات، لحكمة بالغة عرفها من عرفها، وجهلها من جهلها. الله جل جلاله سمى ذاته العلية باسم “القوي”؛ لأنه موصوف بالقوة لا يغلبه غالب، قوي في فعله قادر على إتمامه، قوي في بطشه لا يعتريه ضعف أو قصور، كتب الغلبة لنفسه. كمال القدرة والله “القوي” هو كامل القدرة على كل شيء، الذي لا يستولي عليه العجز، والموصوف بالقوة المطلقة، قال تعالى: (ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز)، والقوي المتناهي في القوة، الذي تتصاغر كل قوة أمام قوته، يتضاءل كل عظيم عند ذكر عظمته، له كمال القدرة والعظمة ولا يعجزه شيء. قال العلماء إنَّ الله القوي غالب لا يغلب، قوته فوق كل قوي، هو الذي لا يلحقه ضعف في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، وله كمال القوة بحيث لا يعارض في فعل من أفعاله ولا يقبل الضعف في قوته ولا يمانع في أمره. هو الممتنع عن الإدراك المرتفع عن أوصاف المخلوقات، وهو الذي جلت مكانته فلا يذل، وبعد عن الأفهام فلا يدرك، واستغنى بذاته، فلا يحتاج إلى غيره، الذي ينعدم وجود مثله، وتشتد الحاجة إليه ويصعب الوصول إليه هو الغالب الذي لا يغلب، والمنيع الذي لا يوصل إليه، وهو الذي لا يدركه طالبوه ولا يعجزه هاربوه. ومن اسم الله القوى يعلم العباد ممن يستمدون قوتهم المادية والمعنوية، وممن يبتغون منه العزة (إن القوة لله جميعاً)، فربنا سبحانه هو القوي المتين كما ما جاء في قوله تعالى: (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين). هو قوي لا يغلبه غالب، شديد عقابه لمن عصاه، قوي في بطشه، إذا بطش بشيء أهلكه كما قال: (إن بطش ربك لشديد)، فالله سبحانه الذي لا تنقطع قوته، ولا تلحقه في أفعاله مشقة، ولا يمسه لغوب أو تعب، إنه بالغ القدرة، له العزة والجبروت، والعظمة والكبرياء والسلطان، والملك والحكم، والتسبيح والتقديس. العزيز الفعال ما أعظم شأنه، وأفخر ملكه، وأعلى مكانه، وأقربه من خلقه، وألطفه بعباده، أشرقت لنوره السموات والأرض، وأنار بوجهه الظلمات، لا تراه في الدنيا العيون، ولا تخالطه الأوهام والظنون، ولا تغيره الحوادث، ولا يحيط بصفاته الواصفون. الله سبحانه ظاهر بعز سلطانه، متصرف في أكوانه، لا يخفى عليه شيء، وهو العزيز الفعال لما يريد، القدير الذي لا يغلبه ولا يقهر إرادته شيء، يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، ويحيي العظام وهي رميم، ويعيد الخلق كما بدأهم أول مرة وهو أهون عليه. والله هو القوي الذي لا تقف أمامه قوة، ويريد من عبده المؤمن أن يكون قويا بإيمانه أولا، ثم يستكمل قوته بقوة الجسم، ولا يستخدم هذه القوة إلا في نفع الناس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©