الشارقة (الاتحاد) - يهل هلال العيد في نهاية شهر رمضان كل عام؛ فيجد الكثيرون أنفسهم أمام أطباق وموائد مغرية مليئة بكل ما لذ وطاب من حلويات لا حصر لتنوعها، ومشروبات وأطباق يصعب مقاومتها، حيث تشهد أيام الأعياد والمناسبات الخاصة إعداد الولائم وتبادل العزائم وإعداد أصناف الحلوى والطعام الخاصة بعيد الفطر، الذي يمثل جانبا تراثيا من جوانب الاحتفالات المحلية والعربية، فتكون النتيجة الإصابة بأعراض التخمة والانتفاخ والألم خلال إجازة العيد التي يفترض أن تكون مناسبة للفرح والاسترخاء، ولهذا أصبح الهاجس الأول للعديد من خبراء التغذية توعية الناس من أجل تحسين صحة أجسامهم عبر تخلصيهم من العادات الغذائية السيئة، وتعليمهم كيفية السيطرة على الشهية لتمضية إجازة سعيدة وموفقة.
تناول المكسرات
ينصح الأطباء وخبراء التغذية بعدم الإفراط في تناول الحلويات، سواء في صباح يوم العيد والأيام التي تليه، خاصة أن أكثر الحلويات عالية جدا في محتواها من الدهون والسكريات، وهي مصدر مركز للطاقة ويؤدي الإفراط في تناولها إلى إرباك الجهاز الهضمي وحدوث تلبكات معوية، كما قد يؤدي إلى حدوث إسهال شديد مصحوبا بالكثير من المخاطر الصحية الأخرى.
ويزداد أكل المكسرات والبذور في إجازة العيد، كما تضاف بعض أنواع المكسرات في الكثير من المأكولات الشعبية وخاصة الأرز، ومن أكثر المكسرات استخداماً في إعداد أصناف الحلويات الفول السوداني والكاجو والفستق واللوز والجوز، وهي عناصر غنية بالبروتينات والدهون والملح والأملاح المعدنية، ولهذا ينصح خبراء التغذية بالإقلال من تناول المكسرات وبخاصة للأشخاص المصابين بالسمنة، خاصة أن دراسات أوضحت أن بعض أنواع المكسرات تتلوث بنوع من الفطر نتيجة تخزينها في أماكن رطبة وحارة، حيث تفرز بعض السموم الضارة التي قد تسبب تلفا لخلايا الكبد، كما ثبت على حيوانات التجارب، لذا يجب التأكد دائماً من خلو المكسرات من أي نوع من الفطريات التي تظهر عليها على شكل بقع خضراء أو بشكل بودرة وخاصة في الفستق، وينصح دائماً بشراء المكسرات من أماكن نظيفة ومغطاة ومكيفة.
التعامل مع اللحوم
فيما يتعلق بطهي اللحوم بصورة صحية خلال إجازة العيد ينصح خبراء التغذية بشراء اللحوم من المحال المتخصصة والمرخصة، كما ينصح الأطباء بعدم غسل اللحم بالماء قبل حفظه في الثلاجة أو الفريزر، حيث وجد أن الرطوبة تساعد على نمو البكتيريا، ولذلك يفضل غسل اللحوم قبل الطهي مباشرة، كما يجب حفظ اللحوم في أكياس بلاستيكية خاصة بتبريد اللحوم لمنع فقدان الرطوبة وجفاف اللحوم، مع الحرص عند حفظها في الثلاجة بوضعها في أوان عميقة لمنع تساقط السوائل منها على الأطعمة الأخرى، ويمكن حفظ اللحوم الطازجة في الثلاجة لمدة تتراوح ما بين ثلاثة وخمسة أيام، أما اللحم المفروم فيحفظ من يوم إلى يومين في الثلاجة قبل طهيه، أما حفظ اللحوم في الفريزر فله أصول وقواعد هو الآخر، فلابد أن تكون اللحوم طازجة وفي قمة جودتها قبل التجميد، فمن شأن ذلك أن يحافظ على بقاء اللحم جيدة وصالحة للاستهلاك لمدة طويلة، ويجب حفظه في عدة أكياس مخصصه تفصل فيها الكميات المخصصة لكل وجبة لتجنب تذويب الكمية كاملة مما قد يعرضها للفساد الميكروبي.
كما ينصح الأطباء وخبراء التغذية بضرورة التناول الصحي للحوم خلال الأعياد، وبخاصة تلك المليئة بالدهون والتي تسبب مشاكل كبيرة في عملية الهضم، حيث يفضل تناول اللحوم المشوية مع البقدونس الذي يمتص جزءا من الدهون، ويجب عدم تناول اللحوم في الثلاث وجبات اليومية حيث يفضل البعض ذلك، بل يجب الاكتفاء بتناول اللحوم في وجبة واحدة فقط يوميا مع الاعتدال في كمية اللحوم التي يتم تناولها خلال وجبة الغداء الرئيسية، فاللحوم تشكل عبئا ثقيلا في الصباح، لأن إنزيمات الهضم لا تعمل ويكون الجهاز الهضمي في حالة من الخمول.
نصائح واحتياطات
يمكن إجمال أبرز النصائح التي يقدمها الخبراء لتمضية إجازة عيد سعيدة بعيدا عن أقسام الطوارئ في المستشفيات بما يلي: ?•• الحذر من أن تناول كمية كبيرة من الحلوى تحت ضغوط الضيافة والإلحاح والكرم الذي تشتهر به المجتمعات العربية، وللخروج من مأزق الحرج لعدم تلبية رغبة المضيف يمكن تناول حبة فاكهة أو كوب من عصير بدلا من تناول هذه الحلويات أو المشروبات الغازية في كل زيارة.
•• الاعتدال في تناول الحلوى والشكولاتة لأنها تحتوي على كمية كبيرة من الدهون والسكريات والسعرات الحرارية التي قد يؤدي الإفراط في تناولها إلى اضطرابات هضمية وزيادة في الوزن.
••التدرج في تعويد المعدة على استقبال الطعام في الصباح، حيث يعتبر تناول إفطار ثقيل في أيام العيد أحد الأخطاء التغذوية الشائعة.
•• تجنب الإفراط في تناول الأغذية الدسمة وعسرة الهضم مثل الأطعمة المقلية والصلصات السميكة والفواكه والخضراوات غير المكتملة النضج وبعض أنواع البقول ذات القشور السميكة أغذية عسرة الهضم.
•• تناول الطعام بصورة وجبات محددة، فمن المفيد جدا البدء في تهيئة الجهاز الهضمي للعودة لاستقبال الطعام، وإعطاء بقية أعضاء الجهاز الهضمي فرصة القيام بوظائفها على نحو طبيعي.
•• تجنب عدم الجلوس على مائدة الطعام لتناول الوجبات في المواعيد المعتادة، حيث يؤدي ذلك إلى التهام كميات كبيرة من الطعام دون الشعور بذلك.
عدد اليوم
