الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اشتباكات بين الجيش اليمني و«الحوثيين» في صنعاء

اشتباكات بين الجيش اليمني و«الحوثيين» في صنعاء
14 سبتمبر 2014 01:01
اندلعت اشتباكات أمس بين الجيش اليمني ومسلحين من جماعة الحوثيين المتمردة بالقرب من مبنى التلفزيون الحكومي في شمال العاصمة صنعاء. وقال شهود عيان لـ«الاتحاد» إن اشتباكات بالأسلحة الرشاشة اندلعت بين مسلحين حوثيين وجنود مرابطين بالقرب من التلفزيون الرسمي في شمال العاصمة ما أدى إلى سقوط جرحى من الطرفين بينهم ثلاثة جنود. وأوضح الشهود أن الاشتباكات اندلعت على خلفية اعتراض الجنود سيارة كان على متنها مسلحون من الجماعة المذهبية التي تقود منذ أسابيع حراكاً سلمياً ومسلحاً في صنعاء بهدف إسقاط الحكومة الانتقالية والتراجع عن زيادة أسعار الوقود. وأسفرت الاشتباكات عن إصابة اثنين من المسلحين الحوثيين، حسبما أبلغ (الاتحاد) مسؤول إعلامي في الجماعة. وذكر المسؤول أن الجيش أرسل جنوداً إضافيين مدعومين بمدرعة وأربع مركبات مثبت عليها رشاشات مضادة للطائرات إلى منطقة الاشتباكات المجاورة لحي «الجراف» السكني الذي يعد أحد أبرز معاقل الحوثيين في صنعاء. وبحسب أحد سكان هذا الحي، فإن قناصة حوثيين انتشروا على عدد من أسطح المنازل المطلة على منطقة الاشتباكات، مضيفاً :»الوضع متوتر واحتمال تجدد الاشتباكات وارد بشكل كبير». ويعزز هذا التوتر الذي يأتي بعد أيام على مواجهات سابقة بين الجيش والمتمردين في جنوب العاصمة، مخاوف كبيرة من نشوب حرب أهلية وشيكة وسط صنعاء خصوصاً في ظل تعثر المفاوضات الجارية بين الرئاسة اليمنية والجماعة التي ينتشر آلاف من مقاتليها عند مداخل المدينة منذ 18 أغسطس. وأتهم عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين، علي البخيتي، أطرافاً في السلطة بإعاقة التوصل إلى اتفاق تسوية نهائي «في اللحظات الأخيرة»، حسب قوله. وقال في منشور على صفحته في موقع فيسبوك :»الأجنحة الفاسدة والمتسلطة هي من تملك القرار داخل السلطة، لذا تعرقل وفي اللحظات الأخيرة أي تفاهمات تستجيب للمطالب الشعبية». وأضاف مخاطباً مؤيدي جماعته :»شدوا الأحزمة وتجهزوا للأسوأ من النظام الذي يظهر أنه سيقذف أوسخ ما في جعبته خلال الساعات القليلة القادمة». وذكر موقع أنصار الله التابع للجماعة المسلحة أن «هناك أطراف داخل السلطة تسعى لقطع الطريق دون وصول الأطراف المتحاورة إلى اتفاق من شأنه أن يحقن الدماء ويلبي مطالب الشعب المشروعة»، لافتاً إلى أن قوات العمليات الخاصة المتمركزة عند المدخل الغربي للعاصمة بدأت «ببناء المتارس وحفر الخنادق في معسكر الصباحة»، حيث يتمركز بالقرب منه مئات المسلحين الحوثيين. وقال الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي أمس إن بلاده تعيش «أوضاعاً صعبة ومعقدة وهذا يستلزم علينا جميعاً توخي الحذر والحيطة من أجل أن لا تتعرض صنعاء للمزيد من المشاكل والاحتكاكات مع ميليشيات الحوثيين المسلحة». وأضاف لدى استقباله عدداً من وجهاء منطقة «حزيز» الواقعة جنوب صنعاء وشهدت الثلاثاء الفائت مواجهات بين الجيش والمتمردين الحوثيين :«لا مانع لدينا وبموجب الدستور أن تكون هناك تجمعات سلمية ولكن محاولة اقتحام المرافق الحكومية أو المدارس وأقسام الشرطة أو البيوت يعد شيئاً محرماً ولا يجوز السكوت عليه مطلقاً»، مشيراً إلى أن «السلاح منتشر لدى كل الناس وسيدافع كل عن منزله وحقه وحرماته». لكنه أكد في الوقت ذاته أن الدولة ستعمل من أجل تجنب سفك الدماء وسط العاصمة صنعاء التي يقطنها قرابة ثلاثة ملايين شخص، داعياً سكان وأهالي منطقة «حزيز» إلى التعاون مع قوات احتياط الجيش المرابطة في المنطقة. وحث الرئيس هادي الأهالي على التهدئة وتجنب الصدام مع الحوثيين «إلا للدفاع عن النفس والمال والعرض»، مستعرضاً «الحيثيات التي تثبت تدخل إيران في شؤون اليمن»، بحسب وكالة «سبأ» الحكومية. وقال :»لقد حذرنا مراراً من أي تدخل في شؤون اليمن الداخلية ولكن ما يحدث ربما هي رسائل من أجل فرض الهيمنة الإقليمية وتعريض اليمن للمخاطر الكبيرة»، مجدداً التأكيد بأن اتفاق المبادرة الخليجية الذي ينظم المرحلة الانتقالية في البلاد منذ أواخر نوفمبر 2011 «مثل أفضل مخرج مشرف للجميع» بعد أن كان البلد على شفير حرب أهلية بسبب تصاعد الاحتجاجات ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وأصدرت مجموعة الدول العشر التي تشرف على المرحلة الانتقالية في اليمن، أمس بياناً حملت فيه جماعة الحوثيين مسؤولية «تدهور الوضع الأمني في العاصمة صنعاء» والمواجهات المسلحة الدائرة في محافظة الجوف (شمال) منذ مطلع يوليو. وقال سفراء مجموعة الدول العشر التي تضم دول الخليج العربية باستثناء قطر والدول الكبرى في مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي، :»تلاحظ مجموعة السفراء العشرة بقلق بالغ التهديدات المتزايدة على أمن اليمن المُتمثلة بالأعمال التي تقوم بها جماعات وأفراد يعترضون على التنفيذ الكامل والمُزمّنِ للمرحلة الانتقالية المستندة على مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي، وآليتها التنفيذية ومُخرجات مؤتمر الحوار الوطني». وأكدت المجموعة الدولية التأكيد على التزامها الدائم بالعملية الانتقالية السلمية وفقاً لما تضمنته مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي، ودعت جميع الأطراف اليمنية إلى «الالتزام بالمبادئ الأساسية للمبادرة والهادفة إلى الحفاظ على أمن اليمن ووحدته واستقراره». وعبر البيان عن القلق البالغ لمجموعة الدول العشر من «النشاطات العلنية» لجماعة الحوثيين «التي أدت إلى حالة عدم الاستقرار» في اليمن، معتبراً أن البيانات العلنية للحوثيين «تعني جوهرياً تهديدات بإسقاط الحكومة اليمنية. واعتبرت مجموعة السفراء العشر «الجماعة مسؤولة عن تدهور الوضع الأمني في العاصمة صنعاء، وعن عدم الانسحاب الكامل من عمران، وكذلك عن اشتراكها في مواجهات مسلحة في الجوف»، داعية الحوثيين إلى «التفاوض مع الحكومة اليمنية بحسن نية لمعالجة المطالب وحل الخلافات السياسية، وأن تنفذ جميع الاتفاقيات التي توصلت إليها مع الحكومة. ودانت المجموعة «تلك العناصر التي تسعى إلى استغلال حالة عدم الاستقرار الحالية لتحقيق أجندات سياسية ضيقة بينما تستدعي الظروف من كل اليمنيين أن يعملوا معاً لتحقيق المصلحة الوطنية. وأكدت أنها «تدرس بعناية معلومات تشير إلى أن عناصر من القوى السياسية المحلية الأخرى تشجع هذا التدهور، أو أنها تغذي عدم الاستقرار لتحقيق أهداف شخصية على حساب الشعب اليمني». وحذر سفراء الدول العشر من «أي محاولات من خارج اليمن لدعم الأعمال التي تؤدي إلى الاضطراب والفوضى العامة في اليمن».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©