السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مصر تطالب بمواجهة شاملة للإرهاب لا تستثني أفريقيا

مصر تطالب بمواجهة شاملة للإرهاب لا تستثني أفريقيا
14 سبتمبر 2014 15:26
واصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري، حملة الحشد للتحالف الدولي ضمن الاستراتيجية الأميركية الرامية للقضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي في القاهرة أمس، حيث أجرى مباحثات مكثفة مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، مؤكداً أن مصر حليف في الحرب على الإرهاب وهي تقف على «الخطوط الأمامية» في القتال ضده في سيناء، مؤكداً التزام بلاده بدعم مصر وحرصها على استراتيجية العلاقة بين البلدين. وفيما أكد شكري أن هناك علاقات بين تنظيم «داعش» الذي يسيطر على مساحات واسعة من أراضي العراق وسوريا، وجماعات متشددة أخرى في المنطقة، داعياً إلى تحرك دولي لمواجهة هذا الخطر، شدد الرئيس السيسي على ضرورة أن يكون تشكيل أي تحالف دولي لمكافحة الإرهاب «شاملاً ولا يقتصر على مواجهة تنظيم بعينه أو القضاء على بؤرة إرهابية بذاتها»، بما يقضي على هذه الآفة في الشرق الأوسط وأفريقيا. وقال وزير الخارجية الأميركي في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري قبيل اختتام مباحثاته في القاهرة ومغادرته إلى باريس، أن مصر تقف على الخطوط الأمامية في القتال ضد الإرهاب، في إطار المساعي الأميركية لحشد دعم واسع للتحالف ضد مسلحي تنظيم «داعش». وصرح في المؤتمر الصحفي المشترك بأن «مصر تقف على الخطوط الأمامية في القتال ضد الإرهاب، خاصة فيما يتعلق بالقتال ضد الجماعات المتطرفة في سيناء»، مبيناً أن حكومته، تدعم الحملة التي تشنها مصر ضد التنظيمات المسلحة التي قتلت عشرات من رجال الشرطة والجيش المصري. وأضاف «ولهذا السبب وفي إطار جهودنا للدعم، أعلنا الشهر الماضي عن تسليم» مروحيات أباتشي للقاهرة. وعقب المباحثات مع الوزير الأميركي، أعلن السفير إيهاب بدوي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أن الرئيس السيسي أكد خلال الاجتماع مع كيري صحة التقديرات المصرية إزاء التطورات التي تشهدها المنطقة حالياً، مشدداً على ضرورة أن يكون أي تحالف دولي لمكافحة الإرهاب شاملًا ولا يقتصر على مواجهة تنظيم بعينه أو القضاء على بؤرة إرهابية بذاتها ولكن يمتد ليشمل كافة البؤر الإرهابية سواء في منطقة الشرق الأوسط أو في إفريقيا. كما نوه السيسي إلى أهمية تدارك الأبعاد الجديدة التي بدأت تطرأ على صراعات المنطقة والتي تستهدف تأجيج الخلافات الطائفية والمذهبية وهي الصراعات الناجمة عن تهميش بعض المذاهب أو الطوائف وإقصائها، معرباً عن أمله في أن تتمكن الحكومة العراقية الجديدة من تحقيق التوازن والشمول بين كافة أطياف الشعب العراقي. وحذر الرئيس المصري من تبعات انخراط المقاتلين الأجانب في بعض دول الصراع بمنطقة الشرق الأوسط، لاسيما سوريا والعراق ودورهم في تأجيج الصراع من جهة فضلًا عما يمثلونه من خطر حال عودتهم إلى دولهم الأصلية من جهة أخرى. وقال المتحدث المصري إن كيري أشار إلى أن هناك بعض الموضوعات التي قد تمثل عائقاً في بعض الأحيان أمام استئناف التعاون بين القاهرة وواشنطن وفي مقدمتها الشق الحقوقي الخاص بحرية التعبير عن الرأي واحتجاز ومحاكمة بعض الصحفيين وهو الأمر الذي يحول في بعض الأحيان دون قيام الكونجرس بالتصديق على المساعدات الأميركية المقدمة إلى مصر. وفي هذا الإطار أوضح السيسي أن مصر تؤسس لدولة القانون التي تحترم القضاء ولا تعقب على أحكامه كما تحترم وتطبق مبدأ الفصل بين السلطات وأنها حريصة في ذات الوقت على تطبيق دستورها الجديد بكل ما يحمله من حقوق وحريات والتزامات أقرها الشعب المصري. وأشار كيري إلى أن استراتيجية مكافحة الإرهاب يتعين ألا تقتصر على الجانب الأمني والعسكري لكن تشمل أيضاً الجانب الديني والثقافي حيث اتفقت رؤى الجانبين حول أهمية تفعيل دور الأزهر الشريف في التعريف بخطر هذه الجماعات المتطرفة وإيضاح مخالفتها لحقيقة الدين الإسلامي والعمل على نشر قيم الإسلام الحقيقية بسماحتها ووسطيتها واعتدالها. وأوضح السيسي أن العامل الاقتصادي والتنموي يجب أن يحتل أهمية كبيرة في استراتيجية مكافحة الإرهاب إذ أن الفقر يمثل بيئة خصبة لنمو الإرهاب والفكر المتطرف ومن ثم فإنه من الأهمية بمكان أن يعمل المجتمع الدولي على تحسين الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية لدول المنطقة، فضلًا عن تجفيف منابع الدعم المالي المقدم للجماعات الإرهابية من قبل بعض الأطراف. وأثناء مباحثاته مع شكري، أكد كيري التزام واشنطن بدعم مصر في كل المراحل الانتقالية التي تمر بها بدءاً من الإصلاحات الاقتصادية وصولًا إلى الانتخابات البرلمانية المقبلة وأن تفي بكل تعهداتها لتحقيق الاستقرار في المنطقة. وقال كيري إنه أكد للرئيس السيسي تقدير واشنطن لدور مصر في الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة ومازلنا نتناول الطريق الذي سيسلكه الطرفان للعمل من خلال القاهرة لاستمرار وقف النار. وأشار الوزير الأميركي إلى أنه تم التباحث بشأن ضرورة دعم الحكومة المنتخبة في ليبيا، موضحاً أن مصر وأميركا يتفهمان ضرورة الدفع من أجل الوصول لحل سلمي للشعب الليبي الذي انتخب حكومته إلى جانب ضرورة حل النزاع بالحوار البناء الحاسم. وتابع «ما نعرفه أن هناك انتخابات قد جرت في ليبيا والجميع عليه احترام هذه الانتخابات». ووصف كيري «داعش» بأنها منظمة شريرة ووحشية لا تعرف أي حدود وتدعي أنها تحارب باسم الإسلام وفي الواقع ليس لها صلة به»، مشيراً إلى أن ما يقوم به التنظيم الإرهابي مرفوض من جانب الأغلبية الساحقة من المسلمين في العالم. بدوره، شدد شكري على أن مواجهة التنظيمات الإرهابية مسؤولية جماعية على كل المجتمع الدولي، مطالباً بضرورة منع كافة صور التمويل والتواصل مع هذه التنظيمات والعمل على احتواء مثل هذه التنظيمات وأهمية وجود توافق وتفاهم بين أعضاء المجتمع الدولي للقضاء على الجماعات الإرهابية. (عواصم - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©