السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخط العربي يكسب الحروف بعداً جمالياً

الخط العربي يكسب الحروف بعداً جمالياً
26 أغسطس 2013 20:42
نجح الخط العربي في أن يدخل الكلمة الميدان الجمالي عندما احتفى بحروفها وألبسها ثوباً من الجمال لم يسبق للكلمات أن ارتدته قبل الخط العربي، هذا الفن البصري الذي أبحر بالأبجدية متجاوزا قيمتها الوظيفية، ومسلطاً الضوء على القيمة الجمالية التي عانقت الحروف، فغدت الكلمات العربية عملاً فنياً خالصاً يسمى بفن الخط العربي، ورشا ثابت واحدة ممن فتنهن الخط العربي فوقعن في حبه، لتصبح خطاطة محترفة. حول بدايتها، تقول ثابت «بدايتي مع الخط كانت من خلال نشأتي في بيئة محبة للثقافة والأدب، فوالداي لهما مجال هندسي وآخر أدبي وآثار اهتمامي الخط العربي وما يكتنفه من جمال فانضممت إلى مركز الخط العربي، وكانت البداية كطفل يتعلم خطواته الأولى، وأتممت دورتين في «الرقعة والديواني»، بالإضافة إلى أصول الزخرفة، وأخيراً الخط الكوفي». وتشير إلى أن اهتمامها بالخط الكوفي المركب جاء من باب تخصصها في مجال الهندسة المعمارية، حيث تعتبر العمارة أم الفنون، وبذلك يكون الخط الكوفي هو الأقرب إليها، خاصة «المركب»، كونه يحتاج إلى تفكير هندسي من حيث تركيب النص وأبعاد الحروف والفراغ بمسافات محسوبة وموزونة. وترى في الخط العربي فن كلاسيكي راق لا يجب المساس بأصالته. وتؤكد أن الخط الكوفي المربع «المركب» يتميز عن غيره من أنواع الخط الأخرى بالاستقلالية، حيث يكتسب الممارس المختص به صفة التحدي والصبر، لأنه من الخطوط التي يصعب أن يكتمل النص به بشكل مربع أو بشكل ذي زوايا قائمة مغلقة، فضلاً عن أنه من أول الخطوط التي بنت الأحرف العربية. وتشير إلى أن «الخطاط البارع إن ود اكتساب لقب خطاط فيجب عليه إجادة أنواع الخطوط كافة، والإلمام بها حتى وإن كانت اكتساب معرفة أولويات كل خط وأساسياته، من جهة أخرى يختص بمجال معين أو خط من دون غيره ويعتبر ممارساً لهذا الخط أيا كان نوعه». وعن الخدمة التي يقدمها الخط للكلمة، تقول ثابت «اختلاف النصوص مع اختلاف الخطوط يخدم الشكل النهائي للوحة، حيث تختلف قراءة المتلقي للنص الواحد إن تعددت كتاباته بخطوط مختلفة، ومن هذا المنطلق يجب على الخطاط أن يجيد اختيار النص بمعانيه، واختيار نوع الخط المستخدم للعمل الفني». وتشير إلى أن طقوس العمل لديها متغيرة فلكل لوحة جو خاص يميزها ولكن بمجملها يخيم عليها الهدوء وصفاء الذهن وترتيب الخطوات العملية سواءا ذهنياً أو على أرض الواقع. وعن الصعوبات التي واجهتها في تعلم فن الخط العربي، تقول رشا «ضيق الوقت كان أبرزها ولكن حبي لهذا الفن الجميل جعلني أنفق جل طاقتي الإيجابية في تعلم هذا الفن الجميل، فكنت أتنقل ما بين الوظيفة والمركز عائدة إلى البيت أحمل بداخلي طاقة لا تكاد تنفذ لإكمال العمل. ولكن بتوفيق من الله والرعاية الفنية من الأستاذ فاروق الحداد وتشجيع الأهل والأصدقاء تغلبت على هذه الصعوبات وتعلمت بأنه ليس الفوز بسرعة الوصول إنما أن نصل إلى ما نريد بدقة وإتقان العمل». وتشير رشا إلى أن «فن الخط العربي لا يتوقف عند حدود الموهبة وحدها بل لا بد وأن تدعمها الدراسة والخبرة، ليصل الخطاط إلى أعلى المراكز عليه أن يتحلى بالموهبة ويتسلح بالركائز والمبادئ الأساسية من خلال الدراسة والخط العربي كامن في الذات كالأصالة لكونه أبجدية الحروف وباباً من أبواب الأداء والإبداع». وترى رشا أن «الفرق بين الخط والزخرفة هو فارق تصويري وليس تنفيذياً، فالأدوات واحدة، واليد واحدة، والتصور هنا يختلف من وجهة نظر الخطاط إن أراد أن يخرج لوحة بنص وزخرفة أو نص فقط. والخط العربي استخدم الزخرفة خاصة في الخط الكوفي، وذلك للتحويل من اليابس إلى اللين، ومن الجامد إلى المتحرك بفضل الزخرفة المضافة إليه».
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©