قتيل بمصادمات بين الأمن المصري ومتظاهرين

لقي شاب قبطي مصرعه وأصيب 67 من بينهم 20 من رجال الشرطة بينهم نائب مدير أمن الجيزة وقائد قوات الأمن المركزي بالجيزة و5 ضباط و13 جنديا وتم إلقاء القبض على 133 قبطيا وذلك في المصادمات التي شهدتها محافظة الجيزة أمس بين قوات الأمن والأقباط خلال احتجاجهم على قرار وقف البناء في مبنى خدمات كنسي بحي العمرانية بالجيزة يرغبون في تحويله إلى كنيسة. وتم إحالة المقبوض عليهم إلى النيابة التي باشرت التحقيق معهم. وصرح مصدر مسؤول بوزارة الداخلية المصرية بأنه في السادسة من صباح أمس تجمع حوالي 600 من الأقباط أمام مبنى الخدمات التابع لطائفة الأقباط الارثوذكس بشارع الإخلاص المطل على الطريق الدائري بحي العمرانية بالجيزة في محاولة منهم لاستكمال أعمال البناء في المبنى وتحويله إلى مبنى كنسي رغم عدم الحصول على ترخيص نهائي باستكمال البناء لوجود مخالفات هندسية عديدة في مقدمتها تشييد قباب بالمبنى تمهيدا لتحويله إلى كنيسة لممارسة الشعائر الدينية بالمخالفة لما هو مثبت في أعمال البناء من كونه مبنى مخصص للخدمات. وقال المصدر إن تجمع المتظاهرين الأقباط استمر على مدار 3 أيام متواصلة أمام المبنى لفرض الأمر الواقع على الجهات المعنية من خلال استكمال البناء بالقوة وإدخال سيارات نقل محملة بمواد البناء مستغلين في ذلك مناخ الانتخابات البرلمانية وتصاعد وتيرة الحملات الدعائية الخارجية ضد مصر مؤخرا رافضين الاستجابة للنصح والتحذير بالالتزام بالإجراءات القانونية المتبعة في هذا الشأن. وأضاف المصدر الأمني الرسمي : في تمام الساعة السادسة والنصف من صباح أمس بادر الأقباط المتجمعون أمام المبنى بتصعيد تحركهم بتسلق مبنى الخدمات وقصف قوات الأمن المتواجدة بالحجارة وزجاجات المولوتوف الحارقة وقطع الطريق الدائري وتم التنبيه عليهم بالانصراف دون استجابة واستمروا في تعديهم على القوات مما اضطرها إلى تفريقهم بالقوة وفتح الطريق باستخدام الغازات المسيلة للدموع وتم ضبط 93 قبطيا من مثيري الشغب ومتزعمي التحرك. وقال المصدر : على إثر ذلك تجمع 3 آلاف من الأقباط ومعهم أحد القساوسة أمام ديوان عام محافظة الجيزة أمس وقاموا بتعطيل الحركة المرورية بشارع الهرم الرئيسي مرددين بعض الهتافات الطائفية ، وقاموا بإلقاء الحجارة على العقارات السكنية والابنية وإشارات المرور ومبنى المحافظة وتم احتوائهم وصرفهم بالتنسيق مع قيادات الكنيسة وأسفرت وقائع التعدي عن إصابة اللواء محمود إبراهيم نائب مدير أمن الجيزة واللواء محمود ماهر قائد قوات الأمن المركزي بالجيزة ومجموعة من الضباط والمجندين كما توفى طالب مسيحي متأثرا بإصابته بطلق ناري من فرد خرطوش بالفخذ بعد نقله إلى مستشفى أم المصريين لإسعافه، كما أصيب بعض المتجمهرين ومثيري الشغب من الأقباط وتم ضبط 40 آخرين من مثيري الشغب وإحالتهم للنيابة. وأكد محافظ الجيزة اللواء سيد عبدالعزيز السيطرة على أحداث الشغب معربا عن اسفه لهذه الأحداث التي لا تمت لأخلاق المصريين بصلة.وقال - في مؤتمر صحفي امس بمبنى المحافظة - إن ما حدث لا يتعدى كونه خروجا على القانون من قبل بعض المواطنين المصريين، مؤكدا أن هذا الموضوع سيتم حله جذريا.وقال إن مجموعة من الأخوة الأقباط تجمهروا صباح أمس أمام مبنى المحافظة وأخذوا يرشقونه بالحجارة وشرعوا في تحطيم سيارات وممتلكات السكان احتجاجا على ما وصفوه بـ“تعنت من قبل المحافظة بشأن منحهم ترخيصا لإقامة مبنى خدمي للإخوة المسيحيين”. وأوضح المحافظ أن لجان الإسكان بالمحافظة فوجئت بأن بعض الأخوة الأقباط يحاولون تحويل المبني الخدمي بالعمرانية إلى كنيسة، وذلك عن طريق إقامة قبة لهذا المبنى وسلم خارجي وحاولت المحافظة بشتى الطرق السلمية إثناءهم عن هذا إلا أنهم استمروا في محاولاتهم.وأضاف أنه استضاف مجموعة من القساوسة بمبنى المحافظة وتم التوصل إلى حل وسط بشأن المبنى وأنهم هتفوا أثناء خروجهم “يحيا الهلال مع الصليب” إلا أن المحافظة فوجئت عقب ذلك باستمرار أعمال البناء المخالف وتغطية قمة المبنى بغطاء يخفي ماتحته وحاولت قوات الأمن وقف هذه الأعمال بالطرق السلمية وطبقا للقانون إلا أن الأخوة الأقباط رشقوا قوات الأمن بالحجارة ومكونات البناء مما اضطر قوات الأمن للتعامل معهم.وقال المحافظ إن بعض الإخوة الأقباط قاموا أمس بالتجمهر أمام مبنى المحافظة ورشقوه بالحجارة، مما دفع بقوات الأمن للتصدي لهم لمنعهم من اقتحام المحافظة. وأكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور عبدالرحمن شاهين أن عدد حالات الإصابة التي نتجت عن أحداث الشغب التي وقعت أمس بالجيزة وصلت إلى 67 مصابا من رجال الأمن والأقباط بالإضافة إلى حالة وفاة واحدة لشاب قبطي يبلغ من العمر 19 عاما من محافظة سوهاج كان قد وصل إلى مستشفى أم المصريين جثة هامدة.وأوضح شاهين أن المصابين تتراوح إصاباتهم ما بين جروح وكسور وقامت الفرق الطبية بالمستشفيات بعمل الإشاعات والتحاليل والإسعافات اللازمة للمصابين المحجوزين بهذه المستشفيات وتم تحويل أحد المصابين بناء على طلبه إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة لاستكمال العلاج بها. واستنكرت قيادات الكنيسة القبطية الأحداث التي شهدتها محافظة الجيزة أمس.وقال مصدر بالكنيسة إن البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية أعلن رفضه التام لتلك الأحداث وطالب قيادات الكنيسة القبطية بالتحرك وتهدئة الأوضاع ومنع تفاقمها. وانتقل فريق من محققي نيابة جنوب الجيزة الكلية إلى المواقع التي تعرضت لأحداث الشغب لإجراء معاينات لكل من مبنى الخدمات التابع لكنيسة العمرانية، والذي لم يكتمل بناؤه ومبنى محافظة الجيزة ومبنى حي العمرانية ومخزن حي العمرانية والتي تعرضت للإتلاف جراء إلقاء للحجارة والزجاجات الحارقة عليها من جانب المتظاهرين الأقباط.