يرى البعض أن ضيق الأفنية المحيطة بالمنزل، وعدم توافر المساحة الجيدة، عقبة في إيجاد متنفس بيئي لهم فيه، لكن توافر وتعدد مفردات الحديقة، أمر يسهم في تنوع وإثراء الأفكار وإيجاد مناظر خلابة، غارقة في الجمال، تتلاءم مع صغر مساحات الأفنية، فتكسبها ثراء التفاصيل، وتضيف بعداً إلى مفاهيم البهجة والفرحة على الزوار.
وحول كيفية استغلال المساحة الضيقة في إيجاد متنفس بباحة المنزل وتحويلها إلى واحة من الجمال تعزف فيها أوتار الراحة والاسترخاء، يقول مهندس الديكور عمر أحمد إن هناك انحساراً ملحوظاً في مساحة بعض الأراضي السكنية، مما يصعب مهمة مهندس الديكور عند تصميم مفردات وعناصر الحديقة، ويكون عليه رسم أنماط لحدائق مختلفة تناسب طبيعة المكان، وتحقق رغبة وتطلعات الأفراد في خلق متنفس خاص لهم.
البساطة والهدوء
وأضاف: تشكل الحدائق المصغرة بطريقة يغلب عليها البساطة والهدوء، حيث تجتمع فيها تفاصيل ومفردات الحديقة وعناصرها التي يتم توزيعها بشكل احترافي وجميل دون أن تظهر الحديقة بشيء من المبالغة أو الإفراط في المظهر العام للمكان، بالإضافة إلى ضرورة أن تكون الحديقة مكملة لطبيعة ونمط البناء المعماري للمنزل، حيث نجد منها ما تسير على نهج الحدائق الصحراوية، التي تحاكي طبيعة البيئة المحلية، مما تتوافر فيها بعض الصفات والمميزات مما تجعلها قادرة على أن تتلاءم وتتأقلم مع هذه الأجواء.
وأوضح أنه عادة ما يتم استغلال المساحة الأمامية من البناء في عمل حديقة مصغرة، مستمدة تفاصيلها من روح البناء ونمطه، خاصة أنه لو تحدثنا عن البيئة المحلية، لوجدنا الكثير من العناصر التي يمكن أن ننسج بها ملامح هذه البيئة بطريقة سهلة وبسيطة وغير مكلفة، من خلال توزيع مفردات الحديقة بشكل مرتب ووفق نظام فني مدروس، حتى تكون تفاصيلها متناغمة مع بعضها البعض، وتسير على وتيرة ونمط واحدة.
الجاذبية والجمال
ولفت إلى أنه من ملامح هذا النمط من الحدائق، يمكن تخصيص بعض الزوايا في نثر قطع من الصخور التي بلا شك تمنح المكان قدراً من الجاذبية والجمال، وتوزيع النباتات من أشجار كبيرة وصغيرة، تتحمل ظروف البيئة القاسية، موضحاً أن هذه النباتات لها أشكال وألوان جذابة، حيث إن زراعة بعض هذه النباتات لا تحتاج إلى متابعة مستمرة، حيث يتم توزيعها بين عدد من الصخور التي تكسو مساحة جيدة من المكان، ومن أنواع هذه النباتات التي شكلت بها ملامح هذه الحديقة المصغرة الجذابة، نجد «الصباريات» بأنواعها وأحجامها المختلفة، حين توزع بين الصخور بطريقة فنية مدروسة، لا تشكل إعاقة أو ضيق لمرتادي الحديقة نظراً لطبيعتها الشوكية المزعجة، وتعطي منظراً أقرب إلى الطبيعة.
تنسيق الزهور
وتابع: توزيع الزهور الموسمية المتجددة والمتغيرة، وزراعتها على جوانب المدخل الأمامي للمنزل، فتكسبها إطلالة حيوية وبهيجة، كما يمكن توزيع السلال المعلقة والأحواض المتحركة، التي بلا شك تثري المكان، كما يجب أن يراعي المرء في توزيع النباتات طبيعتها، فالنباتات التي لا تقوى على الصمود صيفاً يتم زراعتها في الظل أو زراعتها تحت ظلال الأشجار الأخرى أو قرب سور المنزل، وبعيداً عن أشعة الشمس القوية، مع توزيع الإضاءة المسلطة على زوايا من الحديقة، كما يمكن إضافة بعض الإنارات المصممة بأشكال ونماذج نباتية.
عدد اليوم
