الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبناء المدخنين أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الخطيرة عن أقرانهم

أبناء المدخنين أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الخطيرة عن أقرانهم
26 أغسطس 2013 21:50
توصل المركز الأميركي للصحة البيئية في دراسة أجراها على أكثر من 4000 طفل إلى أنه كلما ازداد حجم تعرض الطفل للتبغ ساء مستواه الدراسي، وذلك من خلال قياس مستويات «الكوتينين» ـ وهي مادة ينتجها النيكوتين الموجود في تبغ السجائرـ وفحص قدرات الأطفال الاستيعابية في الرياضيات والقراءة والمنطق والمهارات العقلية. وذهبت الدراسة إلى أن هناك نقطة تراجع واحدة في كل وحدة زيادة في نسبة «الكوتينين» في المستويات التي تقل عن نانو جرام واحد. الدراسة تحذر من خطورة تعرض الأطفال لدخان السجائر أو ما يعرف بالتدخين السلبي على قدراتهم الذهنية، وقدرتهم على التعلم، وبخاصة القراءة وتحصيل الرياضيات والاستنتاج. من ثم كان القانون الاتحادي رقم 15 لسنة 2009، ولائحته التنفيذية الخاصة بحظر كل أنواع الدعاية والإعلان والترويج للتبغ ومنتجاته، وحظر التدخين أثناء قيادة السيارة الخاصة، في حال وجود طفل لا يتجاوز عمره 12 عاماً، كما حظرت التدخين في الأماكن العامة المغلقة، وفي الأماكن العامة والمدارس والجامعات، وكثير من الأماكن الأخرى التي يتواجد بها أطفال، لمردودها الإيجابي على صحة الأطفال. فما هي التأثيرات الصحية للتدخين السلبي على الأطفال، ولاسيما خلال تواجدهم في أماكن مغلقة كالسيارات أو غرف الإقامة والمعيشة في منزل الأسرة؟ الدكتور هاني سراج الدين، أخصائي الأطفال، يوضح التأثيرات الضارة للتدخين السلبي على الأطفال، ويقول: «التدخين السلبي يقصد به تأثر شخص غير مدخن من جراء الدخان المنبعث من تدخين شخص آخر يتواجد معه في نفس المكان، وخاصة الأماكن المغلقة، في المنزل أو المكاتب أو السيارة، وفي بعض الحالات قد يصل إلى حد أن الشخص غير المدخن والمعرض للدخان قد يتعرض لضرر يعادل تدخينه لعشر سجائر في اليوم، فالطفل لا يدخن، لكنه يتعرض لتأثيرات دخان من حوله خاصة الأبوين». أهم الأضرار أما عن الأضرار المتوقعة، يقول الدكتور سراج الدين: «إذا كان الطفل في المرحلة الجنينية، فإنه قد يتعرض لنقص في النمو عند تعرض أمه الحامل للتدخين بشكل مباشر، ويزيد لديه نسبة حدوث إصابات في الأذن الوسطى، أو الإصابة بالربو بشكل مبكر، وضعف وظائف الرئة، ومشاكل في المعدة والجهاز التنفسي، والجهاز العصبي، وهناك دراسات تشير إلى تزايد نسبة احتمال إصابته بالسرطان أو الأمراض القلبية الوعائية، لتعرضه لمخلفات القطران والنيكوتين وغاز أول أكسيد الكربون وغيره من المواد السامة والمسرطنة. كما تشير بعض الدراسات إلى أن أطفال الأمهات المدخنات هم عرضة لما يسمى بالموت السريري المفاجئ، بل وقد وجد أن هناك علاقة طردية بين عدد السجائر التي تدخنها الأم ونسبة احتمال حدوث الموت السريري المفاجئ للطفل. وأكثر من ذلك فقد أثبتت الدراسات تأثر الجنين في بطن أمه بالتدخين سواء دخنت الأم أم كانت موجودة فقط في محيط المدخنين «التدخين السلبي». ويضيف الدكتور سراج الدين: «لقد أكدت التجارب والأبحاث والدراسات العلمية أن الأطفال الذين يتعرضون لدخان السجائر بشكل مباشر، يكونون معرضين أكثر من غيرهم للإصابة بأمراض فقدان الشهية، وضعف التركيز والقدرة على الاستيعاب، والخمول وقلة النشاط، والأنيميا، والإصابة بنزلات البرد المختلفة، والتهابات القصبة الهوائية، والتهابات الشعب الهوائية والرئة، وأمراض الجهاز التنفسي، وحساسية الصدر، بل وبعض الأمراض النفسية مثل القلق والاضطراب، كما أن هذه المجموعة من الأطفال تزداد لديهم معدلات الاعتماد على الأدوية والعقاقير الطبية، وتأخر نسبة الشفاء من الأمراض المختلفة لضعف الجهاز المناعي، فضلاً عن انخفاض مستوى ذكاء الأطفال الذين يتعرضون للتدخين أكثر من مستوى أقرانهم الذين لا يتعرضون له، كما تشير دراسات أخرى إلى أن التعرض لدخان السجائر لمدد طويلة نتيجة لتدخين أحد الأبوين يؤدى لظهور أعراض إدمان النيكوتين على حوالي 5? من المشاركين، فالتعرض لدخان السجائر بين غير المدخنين يؤدى لظهور أعراض انسحاب إدمان النيكوتين بهم مثل العصبية ومشاكل النوم والقلق واضطراب الشهية». رئة الطفل ويكمل الدكتور سراج الدين: «غالباً ما تكون رئة الأطفال الذين يتعرضون للتدخين السلبي من قبل الأبوين أو أحدهما في المنزل أقل كفاءة وقدرة على أداء وظائفها مقارنة مع أقرانهم ممن لا يتعرضون لآثار التدخين السلبي، فالأطفال في طور النمو تكون أجسامهم في غاية الحساسية لأي متغيرات تحدث من حولهم. وقد لوحظ أن الأطفال المعرضين لآثار التدخين السلبي في المنزل هم أكثر عرضة للإصابة بنوبات الربو الشعبي الحادة المتكررة، وهي غالباً ما تكون شديدة وقد تشكل خطورة على حياتهم، وهم لا يزالون في طور النمو إلى السلبية المذكورة سابقاً عند الكبار. ولكن التأثير هنا أشد والضرر أكبر، حيث إن الرئة لا تعطى الفرصة لأن تنمو بشكل طبيعي بل تتعرض لتأثير الدخان الهدام عليها حتى من قبل أن تعطى الفرصة لتطور أساليب الحماية الضرورية واللازمة ليعيش الطفل بشكل طبيعي، كما يؤثر التدخين السلبي على مستوى ذكاء الطفل وضعف السمع».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©