أعلن رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة في العراق حيدر العبادي أمس أنه أمر الجيش العراقي بوقف القصف الجوي والبري على المدن التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، فيما حذر رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري من مقتل مدنيين جراء الغارات الجوية الأميركية على مواقع التنظيم.
وقال العبادي في كلمة ألقاها خلال «المؤتمر الوطني للنازحين قسراً» تحت إشراف زعيم حزب «المجلس الأعلى الإسلامي العراقي» عمار الحكيم في بغداد «أصدرت أوامر بإيقاف القصف في الأماكن والمحافظات، التي يوجد فيها المدنيون ويسيطر عليها الدواعش».
وأضاف: «لن نتوقف عن ملاحقتهم، وهم يحاولون أن يتخذوا من المدنيين كمتاريس وقاية لهم.
وإذا تعرضت القوات الأمنية والمدنيون لأي هجوم، فقد أصدرت أوامر أيضاً بالاحتفاظ بحق الرد».
ورحب ائتلاف «متحدون للإصلاح» السني بزعامة نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي بقرار العبادي.
وقال، في بيان أصدره في بغداد، «إنه بادرة طيبة وإجراء حكيم يستحق التقدير، لأنه ينم عن إرادة في أن يكون بداية لعودة النازحين والمهجرين إلى مدنهم وقصباتهم».
وأضاف «في الوقت الذي يحيي فيه ائتلاف متحدون للإصلاح هذا القرار، فإنه يأمل في توفير المناخات الإيجابية لعودة النازحين ودعمهم ومساعدتهم في إعمار ما دمرته العمليات العسكرية.
هذا أمر يساعد، بكل تأكيد، في محاصرة المجاميع الإرهابية وعزلها واستهدافها من قِبَل أبناء المناطق أنفسهم».
كما أشاد رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) نيكولاي ميلادينوف بالقرار.
وقال العبادي: «إن جهد الحكومة هو الضمان للنازحين، سواء بتوفير السكن أو المتطلبات المعيشة لهم، ولذلك حرصنا على إعطاء الأمر الأولوية القصوى وقد تضمن البرنامج الحكومي موضوع النازحين».
وأكد ميلادينوف أن المساعدات فقط لن تحل مشكلة النازحين، وقال، في كلمته خلال المؤتمر، إن إقليم كردستان شمالي العراق يواجه صعوبات مالية بسبب أزمة توافد النازحين إليه.
وأضاف: «أصبح محط أنظار المجتمع الدولي، وهو شريكه في الجهود المبذولة للقضاء على الإرهاب، والخطوات الأولى في مواجهة داعش تمت بتشكيل حكومة جديدة تضم جميع أطياف الشعب العراقي».
وقال رئيس الإقليم الكردي العراقي مسعود بارزاني، في كلمة ألقاها ?نيابة ?عنه ?رئيس ?هيئة أركان ?الجيش العراقي الفريق أول ?بابكر ?زيباري «هناك أكثر ?من ?مليون ?نازح ?عراقي ?وأكثر ?من ?270 ?ألف ?نازح ?سوري، ?وكذلك ?نازحون ?من ?إيران? ?وتركيا ?في ?اقليم? ?كردستان، ?لا يمكن? ?تلبية ?أبسط ?حاجاتهم بإمكانات ?الإقليم ?المتواضعة».
وطالب ?الجبوري ?المجتمع ?الدولي بالوقوف ?مع? ?العراق، وأكد ضرورة إرسال ?رسالة ?تحدي ?للقوى ?الإرهابية ?بأن? ?العراق ?قادر ?على ?تجاوز ?المحنة.
وقال، في ?كلمة ألقيت ?نيابة ?عنه خلال ?المؤتمر: ?«إن العراقيين الآن ?بأشد? ?الحاجة ?إلى توحيد ?الجهود ?وإرسال ?رسالة ?بأنه ?لا ?يمكن ?الخوف، ?بل? ?الحياة ?آمنة، ??وأن ?قوى ?الشر ?لا ?تقلق ?عزائمنا ?ولم ?تكن ?قادرة ?على التأثير ?على ?حب ?الحياة?.
«
إلى ذلك، ذكر الجبوري أنه أبلغ وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن الغارات الجوية الأميركية على مواقع «داعش» ينبغي ألا تؤدى إلى سقوط قتلى مدنيين.
وقال، في مقابلة أجرتها معه وكالة «رويترز» بعدما التقى كيري في بغداد يوم الأربعاء الماضي.
«الحقيقة، القيد الوحيد الذي تحدثنا عنه في استخدام القصف هو أنه يجب أن يكون مركزاً ومحدداً على مجاميع إرهابية».
وأضاف أنه يتعين على القوات العراقية أن تكف فوراً القصف العشوائي بالبراميل المتفجرة وقذائف المدفعية على المناطق السنية في العراق الخاضعة لسيطرة «داعش».
وأوضح «القصف العشوائي الذي يستهدف المواطنين، نرفضه بطبيعة الحال ولا نعتبره ممارسة عسكرية هادفة لأنه سيدفع ضريبتها الأبرياء، وبالتالي الحقيقة سنخسر أرواحاً كثيرة من المواطنين، وتزداد نقمتهم».
كما حذر من خطر الميليشيات الشيعية الموالية للحكومة العراقية على السنة.
وقال «رئيس الوزراء الذي تحاورنا معه يرفض وجود الميليشيات، ولكن لابد أيضاً من تقنيات.
واحدة منها هي أننا قد نعمد لإيجاد تشريع خاص بهذا الإطار نقضي من خلاله على المجاميع الإرهابية، والمجاميع الإجرامية التي تحمل السلاح وأحيانا تصبح حالة شاذة في بناء الدولة ومكوناتها».
وتابع: «وبالتالي لا أقول إن القضية سهلة وقد تنتهي خلال فترة قصيرة ولكن قطعاً ستنتهي أو سينتهي وجود الميليشيات بقوة الدولة.
.
كلما حرصنا على أن نحترم مكوناتها ومؤسساتها سيقضي ذلك بشكل تدريجي على وجود الميليشيات والمجاميع الإرهابية».
عدد اليوم
