الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

وفد جائزة الشيخ زايد للكتاب إلى طوكيو ومدريد لفتح باب الحوار الثقافي

وفد جائزة الشيخ زايد للكتاب إلى طوكيو ومدريد لفتح باب الحوار الثقافي
14 سبتمبر 2014 01:21
جهاد هديب (أبوظبي) يغادر أبوظبي اليوم متوجها إلى العاصمة اليابانية، طوكيو، وفي وقت لاحق إلى العاصمة الإسبانية مدريد، وفد جائزة الشيخ زايد للكتاب، الذي يتكون من الدكتور علي بن تميم، أمين عام الجائزة، وسعيد حمدان مدير عام الجائزة، والأكاديمي اللبناني مسعود ضاهر الذي أنجز أكثر من كتاب حول تجربة النهضة اليابانية وما تثيره من تأملات معرفية على الصعيد العربي. وكانت «الاتحاد» قد زارت مقر الجائزة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة والتقت الدكتور علي بن تميم وسعيد حمدان وخرجت بهذه الحصيلة بشأن الزيارتين والغاية منهما. وبدءا، فقد بات معلوما أن اللغتين اليابانية والإسبانية قد انضمتا لجائزة الشيخ زايد للكتاب - فرع حضور الثقافة العربية في اللغات والثقافات الأخرى، بالإضافة للانجليزية، الأمر الذي يستدعي توضيح الكثير من سياقات الجائزة والثقافة العربية للمعنيين من باحثين ومؤلفين وخبراء وأكاديميين، بالإضافة للجان التحكيم التي عادة ما يجري اختيارها من الخبراء بالثقافة العربية ولغتها في الثقافتين اليابانية والإسبانية وهو ما يتم وفقا لمعايير متشددة كون هذه اللجان هي التي تقوم بترشيح هذا الكتاب أو ذاك للهيئة العلمية التابعة للجائزة حيث تقوم هذه الهيئة بالرد على تقارير اللجان وإبداء الملاحظات عليها وإعادتها إلى المصدر ثانية لو اقتضى الحال. وهذا المسعى من جائزة الشيخ زايد للكتاب بإضافة فرع حضور الثقافة العربية في الثقافات الأخرى ولغاتها، وبالتالي، الزيارة والغاية منها هي التعرف على المنجز الثقافي والدراسات الخاصة التي جرى ويجري إنجازها في الثقافات الأخرى. وبالتالي فإن إطلاق هذا الفرع في الجائزة قد جاء بناء على دراسة ثقافية مسبقة، إذ أن هناك ضعفا عربيا شديدا في إنتاج خطاب ثقافي عربي متماسك فيما يتصل حول الأوضاع الراهنة مثلا أو حول إعادة إنتاج خطاب تراثي يتسم بالمعاصرة. من هذا المنطلق فقد تصل إلينا عبر «قناة» هذا الفرع آراء قد تكون مثيرة للجدل، وهذا إيجابي تماما فقد يولدّ ذلك أطروحات مضادة، وذلك بالإضافة إلى أنه من الصعب الوصول إلى مثل هذه الدراسات، فالأمر يحتاج إلى جهد كبير وإلى تبادل مستمر في المعلومات. مثلا يوجد في الصين ما يقارب المائة ألف ناطق بالعربية من المهتمين بالثقافة العربية وغيرهم. هؤلاء سوف تختلف نظرتهم إلى الثقافة العربية عن نظرة زملائهم الآخرين مثلما سوف تختلف عن نظرتنا نحن أيضا. وقِسْ على ذلك بالنسبة للثقافات الأخرى. ومن هنا تأتي زيارة طوكيو ثم مدريد، بهدف الالتقاء بالنخب من المثقفين البارزين المعنيين بالثقافة العربية من منظورهم هم ومن منظور ثقافتهم، وبالتالي مهما كان الاختلاف بين اللغتين والثقافتين العربية واليابانية، فإنهما ينتميان إلى هذا القوس الآسيوي الواسع من الثقافات واللغات التي كانت على اتصال مع بعضها البعض منذ العالم القديم. أما اللغة والثقافة الإسبانيتين فإن الجدل معهما أوسع بسبب ذلك الإرث والتاريخ المشترك. ويوضح وفد الجائزة أن الزيارة لا تستهدف جمع أكبر كمٍّ من الدراسات حول الثقافة العربية بل تستهدف النوعي من بينها، والمتوقع منه أن يثير جدلا في ثقافتنا ويحرك ما هو راكد فيها. كذلك فإن الزيارة لكلا العاصمتين، سيتم خلالها البحث في أنجع السبل والوسائل من أجل خلق مقاربة أخرى مختلفة بين الثقافة العربية وهاتين الثقافتين عبر الإعلان عن البدء باستقبال ترشيحات الكتب المعنية لجائزة الشيخ زايد للكتاب في هذا الفرع في العاصمتين نفسيهما وليس في أبوظبي وحدها، فضلا عن أنه سوف تنعقد بعض النقاشات الجانبية التي تهدف إلى اختيار بعض الكتب اليابانية لترجمتها إلى العربية. وجرى التنويه إلى أنه سوف تتم الاستعانة بمختصين يابانيين لترجمة العناوين المختارة نظرا إلى أنه ما من مترجمين عرب على هذا الصعيد بما يكفي لإدخال تلك العناوين إلى التنافس على جائزة الشيخ زايد. أما في إسبانيا فتم الكشف عن أنه سوف يتم عقد العديد من الجلسات والنقاشات ضمن ندوة تعقد في البيت العربي بمدريد، يتحدث خلالها مثقفون وأكاديميون وباحثون حول العلاقة بين الثقافتين العربية والإسبانية، حيث تمتد الأخيرة إلى ما تنتجه أيضاً قارة أميركا اللاتينية، ما يشكل تحدياً كبيراً أمام لجنة التحكيم، خاصة وأن المطلوب منهم هو ترشيح الكتب دون العودة إلى مؤلفيها بل بناء على ما يتضمنه متنها من جدة وتميز.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©