السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«ولدت غداً» في رثاء عبدالكبير الخطيبي

«ولدت غداً» في رثاء عبدالكبير الخطيبي
14 سبتمبر 2014 01:23
محمد نجيم (الرباط) في طبعة أنيقة، أصدرت دار سيلكي إخوان في طنجة، الكتاب الجماعي الذي يقع في 167 صفحة، لتكريم روح المفكر والكاتب المغربي الراحل عبدالكبير الخطيبي (1938– 2009). وساهم في الكتاب الذي صدر في شقين، فرنسي وعربي كل من: محمد بنيس، سعيد عاهد، مراد الخطيبي، علي القاسمي، عز الدين الكتاني الإدريسي، سهام الخطيبي، ربيعة الخطيبي، أمينة العلوي، محمد فارس، زبيدة الخطيبي، مصطفى النحال، ناصر بنشيخ، عبدالمجيد بنجلون، ألفونصو دي طورو، كين هاروو، منى مارتنسون، نور الدين محقق، أليسون ريس، رضوان طويل، صامويل ويبر، جون زكانياريس، ماريا زكي، حسن وهبي، عبد الرحمن طنكول، آسية بلحبيب، فريد الزاهي... وكل هؤلاء كانوا على تواصل واحتكاك مع الراحل عبدالكبير الخطيبي، الذي يعتبر من أشهر علماء الاجتماع في المغرب والوطن العربي ممن عملوا على تحليل العلامات والرموز، مقتربا من الذات العربية والثقافة في أشكالها وأبعادها المختلفة، شأنه في ذلك شأن عالمة الاجتماع المغربية الشهيرة فاطمة المرنيسي. في هذا الكتاب الجماعي، تستوقفنا شهادة الشاعر والناقد والمترجم المغربي بنييس وفيها يقول: «كان أستاذي الكبير. تعلمت منه دروس التكوين الجديد في حياتي الشعرية والثقافية. كان المشرف على رسالتي عن «ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب»، وباقتراح منه، وتعاون معه، عملت على ترجمة كتابه «الاسم العربي الجريح»، وعلى مقربة منه أعدت اكتشاف جمالية الخط المغربي، كما تعرفت على معنى السؤال المعرفي، ولم يكن ذلك كله منفصلا عن الشعر، في أي لحظة من صداقتنا»، ويضيف بنيس في شهادته المؤثرة: «كان ينطلق من الجسد الحي، من نقد ثقافة السلطة التي تمجد الجسد المفهومي، أو بفكرة الاختلاف والتعدد، الذي كان أول من وضع أسسها الفكرية في الثقافة العربية في زمن أزمة الوحدة، أو بثقافة الدليل التي يمثلها الخط، حقول لم يكن أحد من قبل، ينتبه إليها أو لم تكن، من قبل، خضعت لمقل الرؤية التي جاءت بها في كتاباته... كنت دائما أتعلم منه... فهو كان موسوعة ثقافية حقيقية، تعتمد الأصول. كان كل مرة يدهشني بالقدرة على تناول موضوع ضيق جدا من زوايا لا تتوقف عن الاتساع، أو كان في تناوله لبعض الكتب الأوروبية أو العربية، يثير ما لم أتعود عليه... وأنا في كل ما كنت أتعلم منه، أزداد خجلا مما لا أعلم، وأزداد احتراما لإنسان نادى عليّ وأنا لا أزال طالبا في الجامعة...» قبل أن ينهي بنيس كلامه قال: «في المستشفى عانقته. وباختصار، قلنا لبعضنا: سنلتقي». أما أمينة العلوي، زوجة الراحل عبد الكبير الخطيبي، المُحتفى به هذا الكتاب، فكتبت تقول: «كان زواجي بالخطيبي حظا جميلا، لكني رغم كل ذلك لم أكن أعي قيمته الحقيقية بالشكل الذي كان ينبغي، إلا بعد رحيل هذا الزوج المثالي، وهذا الكاتب المتواضع والرفيق الرائع... كان الخطيبي شديد التنظيم سواء في حياته المهنية أو الخاصة... وكان خجولا. وهذا ما يفسر ابتعاده عن الأضواء، وتفضيله العمل في صمت». أما طليقته، الباحثة وعالمة الاجتماع منى مارتنسون، فتقول في شهادتها: «كان الخطيبي رجلا حاضرا باستمرار، وكان إنسانا اجتماعيا سلسا ومتسامحا في علاقاته مع الآخرين، وهذه الخصال متوفرة أيضا في أفراد عائلته. كان مقنعا وحكاءً، يجيد السخرية والنكتة، مثلما كان، دوما يبحث عن آفاق لتوسيع معرفته وتجاربه، بوعي منفتح على العالم والآخر، دون أن يقيم أهمية للحدود الجنسية واللغوية والجغرافية والدينية». ويتحدث مراد الخطيبي الذي أعد الكتاب عن عمه قائلا: «لن أنسى سعادتي حين أخبرتني بأنك قضيت الليلة بأكملها تقرأ الديوان معبرا لي عن إعجابك الشديد به»، مضيفاً: إن شهادات الكتاب لها دور النبش في الجانب الفكري أو الإبداعي المميز لمسيرة الراحل الطويلة اعتزازا من أصحابها بصداقتهم له، واعترافا، أيضا، بدوره الكبير في إغناء المشهد الثقافي المغربي، العربي، والعالمي». يذكر أن الراحل عبدالكبير الخطيبي خلّف الكثير من الأعمال الأدبية منها: «الذاكرة الموشومة»، «فن الخط العربي»، «الرواية المغاربية»، «تفكير المغرب»، «صيف بستوكهولم» وكتب أخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©