أردوجان يطالب اللبنانيين بالتفاهم حول «المحكمة»

دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوجان الذي بدأ أمس زيارة إلى بيروت ، اللبنانيين إلى “التفاهم لإيجاد حلول للمواضيع” المرتبطة بالمحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رفيق الحريري. والتقى اردوجان في بداية زيارته التي تستمر يومين وتحظى بمواكبة إعلامية لافتة ، كبار المسؤولين اللبنانيين وعلى رأسهم رؤساء الجمهورية ميشال سليمان ومجلس النواب نبيه بري ومجلس الوزراء سعد الحريري. وذكر بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية أن سليمان واردوجان بحثا خلال اجتماعهما في القصر الرئاسي في بعبدا شرق بيروت “تعزيز العلاقات اللبنانية التركية (...) ومستوى التعاون مع دول المنطقة”. ونقل البيان عن المسؤول التركي تشديده على “أهمية أن تبقى الساحة اللبنانية مستقرة سياسيا والتفاهم بين اللبنانيين من إجل إيجاد حلول للمواضيع ذات الصلة بالمحكمة الدولية” الخاصة بجريمة اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري. وقال اردوجان عقب لقائه بري إن بلاده “تركز على كيفية المساهمة في الحفاظ على وحدة لبنان”، مضيفا “نحن على مسافة واحدة من الجميع”. وأشار اردوجان إلى أن هناك قمة بين تركيا ولبنان وسوريا والأردن، الذين يشكلون المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي ستعقد في اسطنبول في شهر مايو المقبل، وسنوقع على 30 اتفاقية. وأمل سليمان خلال لقائه أردوجان في “تعزيز العلاقات اللبنانية - التركية في كل المجالات على المستوى الثنائي وعلى مستوى التعاون مع دول المنطقة”، شاكرا لتركيا “مساهمتها المستمرة في اليونيفيل ووقوفها إلى جانب قضية الشرق الأوسط وأهمية قيامها بدورها في الملفات الأساسية في المنطقة، إضافة إلى موقفها من حصار غزة”. وأوضح المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية ان الهدف من زيارة اردوغان هو توقيع عدد من الاتفاقات بين البلدين أنجزها الوزراء المختصون، إضافة الى موضوع التعاون الاستراتيجي الرباعي بين تركيا وسوريا والأردن ولبنان الذي يساهم بشكل كبير في تعميق علاقات التعاون والإخوة بين هذه الدول. وتـناول اللقاء أيضـا الأوضـاع في المنطقة وتأكيد وحدة العراق، إضـافة الى أهمية أن تبقى الساحة اللبنانية مستقرة سياسيا والتفاهم بين اللبنانيـين من أجل إيجاد حلول للمواضيع ذات الصلة بالمحكمة الدولية”. ونفت مصادر لبنانية اطلعت على مضمون المحادثات التي أجراها اردوجان مع المسؤولين اللبنانيين وخصوصاً مع رئيس الجمهورية أن يكون قد حمل معه أية صيغ محددة لمعالجة الأزمة اللبنانية الحالية والمرتبطة بمسألة المحكمة الدولية والقرار الظني المرتقب صدوره في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وأكدت هذه المصادر لـ”الاتحاد” أن اردوجان الذي استمع إلى وجهات نظر المسؤولين اللبنانيين، وشدد أمامهم على انه يولي اهتماماً خاصاً بالملف اللبناني وان تركيا على استعداد لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء اللبنانيين على أهمية الحوار في ما بينهم للمحافظـة على الاستقرار في لبنان. وقوبلت زيارة اردوجان إلى لبنان بالترحيب من مختلف الأطراف السياسية والروحية، باستثناء الجالية الأرمنية التي تجمع العشرات منها على طريق المطار، حيث رفعوا لافتات تندد بالزيارة وكتب على إحداها “اللبنانيون لن ينسوا ماضي تركيا الدموي في المنطقة”. في حين نظمت تظاهرة مضادة حيث حمل المتظاهرون الأعلام التركية ولافتات ترحيب بالضيف التركي.