الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قيمة الوقت

14 سبتمبر 2014 01:26
الكل يدرك مدى قيمة الوقت وأهميته الكبرى في حياتنا، ولكن البعض، إن لم يكن أغلبنا يتجاهل هذه الأهمية، من حيث التساهل وعدم الالتزام بمواعيده، وتنفيذ خططه وأهدافه التي من المفترض أن يُحدد لها وقتٌ مُعين في تنفيذها. تنظيم الوقت، في منظومة حياتنا وبشكل عام، يجب أن يكون من أولوياتنا، التي يتوجب علينا الالتزام بها، وليس مجرد حالة طارئة، في مناسبة مُعينة. ولو أمعنا النظر، وتفكرنا في صميم منظومة قيمنا الدينية والمتمثلة في أركان الإسلام، كالصلاة والصيام ومناسك الحج، فسنجد أن هذه الأركان تُمثـل قمة وأرقى معاني الحث على الالتزام بالوقت. فالصلاة مثـلاً لها وقت محدد لأدائها، وكذا لباقي الأركان كالصيام في شهر رمضان المبارك، وأداء مناسك الحج، في أماكن وأوقات محددة في البقاع المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة. الكثيرون يغفلون عن هذه الحقيقة، التي يجب أن نستمد منها، لما يرشدنا ويحثـنا على الالتزام بأهمية وقيمة الوقت. والحقيقة أن الالتزام بالوقت وتنظيمه يؤدي إلى ارتفاع وارتقاء مستويات الإنتاج لدى الفرد والجماعات، فالأمم التي حرصت وتحرص في تنظيم وقتها والالتزام به، نراها قد تفوقت وحققت من الإنجازات والتقدم الحضاري والعلمي في المجالات كافة. تنظيم الوقت يُعتبر سلوكاً حضارياً، ترتقي فيه النفوس بمشاعرها، وتسمو به القلوب في تفكيرها، وليس مجرد عادة، كما يعتقد البعض، وما أحوجنا أن ننتهج ونتبع هذا السلوك في خطوات عمل في كل شؤون حياتـنا. ولمَّا كان العمرُ قصيرًا، والوقتُ ثمينًا أكَّد الله تعالى على قيمته - في القرآن الكريم - فقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62) [الفرقان: 62]، ولقد ذكر الله تعالى لنا حال المتَحسِّرين على تضييع أوقاتهم سُدًى، فقال - حاكيًا قول المفرِّطين يوم القيامة -: يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) [الفجر: 24]، رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ [إبراهيم: 44]، فيجب على العاقل أن يتذكَّر أن هذه الحياة إنما هي مرحلة عبور ووقتها قصير، والإنسان العاقل من استـثمر وقته فيما يُفيده، بحيث لا يُضيعه ويهدره، فكم من أوقاتنا مهدورة؟. وهدر تلك الأوقات يُمثـل خسارة كبرى لدى الفرد والجماعة، ولذلك يشعر الكثيرون منا بتلك الخسارة التي تولد الحسرة والندم في القلب لضياع الفرص من هدر تلك الأوقات الثمينة التي لا تعوض. ولكن ماذا تفيد تلك الحسرة والندم بعد ضياع الفرص؟! فالوقت كما تعلمنا في الصغر هو ( كالسيف الحاد، إن لم نقطعه فيما يُفيد قطعنا ). وإنسان اليوم يشكو بأنه لا يملك الوقت الكافي، لأداء بعض المهام والأعمال، وبصفة خاصة المهام الاجتماعية التي تتمثـل في الزيارات المتبادلة بين الأهل والأقارب، وأيضاً الأصدقاء الذين لهم علينا واجب وحق التواصل معهم في كل الأوقات. والحقيقة غير ذلك، فالوقت موجود، ولكن ما يـنقصنا هو التنظيم الجيد للوقت والالتزام به. فنحن بحاجة إلى تطبيق هذا الالتزام في تنظيم أوقاتنا بشكل مستمر، بحيث يكون بمثابة سلوك دائم نـتخذه في كل الأوقات. وهكذا، يجب أن يكون حرصنا على الالتزام بتنظيم أوقاتنا. همسة قصيرة: لنجعل من تنظيم أوقاتنا سلوكاً حضارياً. صالح بن سالم اليعربي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©