الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الإمارات ملاذ استثماري آمن لرؤوس الأموال الأجنبية

الإمارات ملاذ استثماري آمن لرؤوس الأموال الأجنبية
24 يناير 2012
(دبي) - أكد سايمون كوبر، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لـ HSBC الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن المؤشرات الاقتصادية للإمارات، خاصة فيما يتعلق بقطاعات النفط والسياحة والتجارة والخدمات اللوجستية، تجعلها ملاذا استثماريا آمنا لرؤوس الأموال الأجنبية في ظل التحولات التي تشهدها المنطقة بسبب الربيع العربي، وتلك التي تشهدها الأسواق الأوروبية. ونوه كوبر، خلال مائدة مستديرة نظمها البنك في دبي أمس، بالخطط الاستثمارية لإمارة أبوظبي، مشيرا إلى أن الإمارة تركز على الاستثمارات التي ترى فيها فرص نمو استراتيجية. ولفت إلى أن نجاح دبي في عمليات إعادة جدولة ديونها السابقة جعلها تضع خطوة مستقرة باتجاه النمو طويل الأجل، مشيرا إلى أن الإمارة تواصل العمل باتجاه بعض الشركات التابعة لها لإعادة جدولة بعض الديون. وأضاف: “ما تم حتى الآن من إعادة هيكلة هو إيجابي ونواصل العمل مع الحكومة ونحن منخرطون في عمليات الهيكلة المستقبلية”. وأكد أن أبوظبي ودبي تشهدان استقرارا اقتصاديا، ولديهما إمكانات هائلة لاستدامة النمو. وصنَف الإمارات ضمن الاقتصادات الرئيسية التي يركز عليها في مواصلة التوسع العضوي لعملياته في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي شملت إلى جانب الدولة كل من المملكة العربية السعودية ومصر وقطر، وهي الاقتصادات الأربعة والتي يرها فيها البنك فرصا واعدة للنمو، وذلك في إطار استراتيجية البنك الجديدة للمنطقة. وعلى صعيد الإجراءات المتواصلة التي يتخذها المصرف المركزي لتعزيز فعالية القطاع، أوضح كوبر “نحن نعمل في بيئة مصرفية تزداد فيها التشريعات التنظيمية، وهذه القوانين تساعد في حماية العملاء وتوفر شفافية أكبر، ونحن ندعم هذه القرارات من قبل المنظمين”. وفيما يخص تمويل البنوك للقطاع الخاص في المنطقة وعدم التركيز فقط على القطاع العام، توقع كوبر أن تواصل الحكومات الإنفاق على البنى التحتية معتبرا أن القطاع الخاص أيضاً، شريكا أساسياً في مسيرة النمو في المنطقة خاصة في جانب توفير فرص العمل للشباب. وشدد كوبر على تنامي دور المنطقة والمرشحة للعب دور اكثر فاعلية في الخريطة الاقتصادية الجديدة، متوقعا زيادة في تركيز المستثمرين العالمين على الإمارات والمنطقة خاصة من قبل منطقة الشرق الأدنى مع زيادة الروابط التجارية بين الجانبين، الأمر الذي يعزز دور اتش اس بي سي، بتعميق هذه الروابط عبر توفير أقسام لخدمة لعملاء البنك من الصينيين والكوريين هنا في الإمارات. الأساسيات الاقتصادية الكلية وفيما يتعلق بالأساسيات الاقتصادية الكلية وموجة الربيع العربي، أشار كوبر إلى انه من المبكر جداً قياس التأثير بشكل كامل، إلا أن الملاحظ حدوث تباطؤ ملحوظ في الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتباطأت معها معاملات أسواق رأس المال. وأضاف: فيما توحي التقديرات الأولية للبنك بأن مصر سوف تستغرق أكثر من عامين لتعود إلى النمو الطبيعي، إلا انه في المقابل استفادت بعض البلدان من تحصيل العوائد باعتبارها مناطق آمنة كالإمارات وقطر، بالتزامن مع مساهمة ارتفاع سعر النفط في تمكين الحكومات المنتجة له في المضي قدماً بإنجاز المشروعات الكبيرة”. وذكر انه رغم تباطؤ الاستثمار فإن الأساسيات الاقتصادية في المنطقة لا تزال قوية لكونها تشكل نصف نفط العالم وأكثر من نصف غاز العالم وتضم 270 مليون نسمة غالبيتها من الشباب. وتوقع المحللون الاقتصاديون لدى اتش اس بي سي نمو الدخل المحلي الإجمالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 5,2% في عام 2011 و3,5% في عام 2012، مما يعكس النظرة الإيجابية للبنك للمنطقة على المديين المتوسط والطويل. بدوره تناول محمد التويجري المخاطر التي تهدد الأعمال المصرفية واقتصادات المنطقة، مشيرا إلى أن عام 2011 غيّر مفهوم المخاطرة في العالم وليس فقط في المنطقة، حيث بدأ المستثمر الأجنبي يركز على الفرص الاستثمارية في مناطق معينة في الشرق الأوسط. وضرب مثلا بقطر التي يركز فيها المستثمر على قطاع النفط والغاز أو في السعودية فيركز على قطاع النفط، أما بالنسبة للنقاط المقلقة التي ينظرون إليها فهم أيضاً يبحثون عن حلول لهذا النقاط أو المخاطر، الأمر الذي يدفع البنك إلى توفير الحلول للمستثمر. وقال: من اهم الأمور التي يسأل عنها المستثمر هي الاستقرار وقوانين العمل وغيرها. وحول توقعات البنك فيما يخص إصدار السندات والاكتتابات الأولية، قدر التويجري عدد الصفقات التي سيتم تنفيذها بنحو 72 صفقة، مشيرا إلى أن توقيت تنفيذ هذه الصفقات يتوقف على عامل المخاطر. وأكد أن شهية المستثمرين لعمليات الاستحواذ لم تنقطع، لافتا إلى أن اغلب المستثمرين الذي لديهم أموال نقدية ويريدون الاستثمار، فإنهم بكل تأكيد يبحثون عن الفرص لكن عملية الاستحواذ التي تتم هي قليلة ليس في المنطقة، بل في العالم ككل بسبب عدم الوضوح في الأسواق. سوق السندات وقال إن البنك قام الأسبوع الماضي بترتيب إصدار سندات بقيمة 4 مليارات دولار في السعودية تمت تغطيتها بمعدل ثلاث مرات ونصف من السعودية، هو ما يعكس بعض قصص النجاح، متوقعا أن تشهد أسواق السندات في الإمارات طرحا أو طرحين خلال الربع الأول من العام الحالي. وحول اختيار البنك لأربعة اقتصادات رئيسية في المنطقة للتركيز عليها في المستقبل، أشار التويجري إلى انه رغم التركيز على أسواق مصر والإمارات والسعودية وقطر فإن ذلك لا يعني أن الأسواق الأخرى غير مهمة، موضحا أن البنك ينشط في لبنان والأردن وأسواق أخرى. وتناول التويجري تأثير المخاطر الجيوسياسية على البنوك في المنطقة، موضحا أن “هذه المخاطر أمر اعتاد البنك عليه نظرا لتواجده في المنطقة منذ أكثر من 70 عاماً”. ويرى في الأسواق الأربعة التي يركز عليها البنك، أن لديها إمكانيات كبيرة سواء من مقوماتها الأساسية أو ثرواتها الطبيعية أو التدفقات الاستثمارية الأجنبية أو إنتاجها النفطي أو صادراتها. وقال: نحن في اتش اس بي سي نحسب لمثل هذه المخاطر الجيوسياسية في نموذج أعمالنا، لذا لا أرى تغيير مهم في القطاع المصرفي بسبب التوترات الجيوسياسية. خطط البنك وفيما يخص عمليات البنك في مصر وخططه للتركيز عليها، قال كوبر: إن البنك متواجد بقوة في مصر من خلال 100 فرع وآلاف الموظفين، ولديه استثمارات مهمة في مصر لأننا لسنا هناك لفترة قصيرة ومن ثم نغادر، بل إننا ملتزمون تجاه السوق المصرية ونؤمن بآفاق نموها المستقبلي وارتباطها ببقية العالم، ونؤمن بحجم الثروات نظراً للعدد السكاني الكبير. فهناك قوة عاملة عالية التعليم، كما أن هناك العديد من عملائنا العالميين ينظرون للاستثمار في مصر”. بدوره قال التويجري: إذا نظرنا إلى مصر من إطار عملي في الخدمات المصرفية العالمية والأسواق أي من منظور عملائنا الدوليين، خصوصاً عملاءنا من الصين ومن اميركا اللاتينية ممن يتطلعون للاستثمار أو تأسيس موطئ قدم لهم في المنطقة وخصوصاً في مصر فهنا يأتي دور قطاع خدمات HSBC المصرفية العالمية والأسواق. وقال: إن ليبيا تحتاج الآن كل شي بدء من مشاريع البنية التحتية، فإننا نعتقد أن لمصر دورا تلعبه في هذه المشاريع في ليبيا، ونحن موجودون في ليبيا وفي مصر، حيث يمكن أن نسهل الكثير من الاحتياجات من خلال السوق المصرية سواء بسبب وجود القوة العاملة الماهرة في مصر أو المواد الأولية المطلوبة”. تنويع الخدمات بدورها أشارت فرانشيسكا ماكدونه، الرئيسة الإقليمية للخدمات المصرفية للأفراد وإدارة الثروات في “اتش اس بي سي” الشرق الأوسط وشمال افريقيا، إلى أن البنك سيواصل مسيرة تقديم منتجاته المختلفة في السوق الإماراتية، والتي تتضمن مجموعة كبيرة من منتجات الرهن العقاري وتمويل المنازل، والتي ستكون منتجات منافسة بما يتماشى مع ظروف السوق. وقالت إن استراتيجية البنك في مجال الخدمات المصرفية للأفراد وإدارة الثروات تهدف إلى تطوير وتوفير خدمات إدارة الثروات عالمية المستوى لعملاء الخدمات المصرفية للأفراد. من جهته، قال تيم ريد الرئيس الإقليمي للخدمات المصرفية التجارية في البنك انه رغم مساهمة الاضطرابات الإقليمية خلال عام 2011 في إضعاف الانتعاش العالمي وحدوث تغيرات سياسية اجتماعية غير متوقعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن المنطقة لا تزال تبشر بنمو اقتصادي ضخم بالنسبة للبنك وعملاءه. وأكد أن دولة الإمارات تعتبر أحد المحاور التجارية الرائدة من نوعها في العالم حيث تم تصنيفها من قبل البنك الدولي كالمركز الثالث للتصدير، وإعادة التصدير على المستوى العالمي بعد هونج كونج وسنغافورة، بالإضافة إلى انه تعتبر محوراً رئيسياً في طريق الحرير في العصر الحديث. وأضاف انه على صعيد أعلى 20 دولة بالنسبة لعوائد التجارة حسب HSBC، فإن دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر والجزائر هي أعلى 5 دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتوقع أن ينمو إجمالي التجارة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حسب تقرير علاقات التبادل التجاري الصادر عن HSBC، بنسبة 84,7% في عام 2025 ما يجعله أكبر من متوسط التجارة العالمية بنسبة 73%. وقال إن القراءة الأخيرة لمؤشر HSBC للثقة في التجارة تظهر بأن شركات الأعمال التجارية في المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات هي الأكثر تفاؤلاً بشأن المستقبل القريب عالمياً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©