الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طحنون بن محمد..قلب ينبض بحب الإمارات

22 يناير 2015 20:50
هو رجل عاصر مرحلتين تاريخيتين لم يكن خلالهما مجرد شاهد على مسار الأحداث والوقائع فيهما، وإنما كان أيضاً فاعلاً في سيرورة أحداثها، ومتفاعلاً مع مجريات وقائع تاريخها. إنه رمز للتنمية الثقافية والسياسية والاجتماعية والإنسانية في الإمارات. كان مرافقاً للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، منذ نعومة أظفاره، وكان لهذه الرفقة طابع لا تخطئه العين في فكر وتصرفات وإدارة سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية، كما أنه نهل الخبرة العملية والمعرفية من الشيخ زايد؛ لأنه كان عليماً وضليعاً بأحوال أهالي العين وأخبارهم، وقد كان من كوكبة الرجال الذين وضع فيهم الشيخ زايد ثقته المطلقة، فتم تعيينه بمنصبه الرسمي بعد شهر من تسلم الشيخ زايد مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي. يشتهر سمو الشيخ طحنون بقربه من أهالي المنطقة الشرقية وتواصله المباشر معهم، وسجلّه حافل بخدمة الدولة ومواطنيها. ولقد قام سموه بدور مهم وجهود كبيرة سواءً على المستوى الشخصي أو المهني لتقديم يد العون للمجتمع في سبيل خدمة المبادرات الاجتماعية والثقافية والإنسانية، وكان لسموه الأثر الكبير في تحقيق الأهداف للوصول إلى الهدف الأساسي المتمثل في خدمة الإنسان وتعمير الأرض، فجهوده وإشرافه على الخطط والبرامج ساهمت في الارتقاء بالخدمات في مدينة العين، وكان لسموه الفضل الكبير في المحافظة على هوية المدينة الخضراء، كما اهتم سموه بتطوير المشاريع في المنطقة الشرقية اقتصادياً واجتماعياً وعمرانياً، ورفع مستوى المنظومة التعليمية والثقافية والتراثية فيها. ويعرف عن سموه اهتمامه البالغ باستقبال المواطنين في إطار حرصه على متابعة أحوالهم والخدمات التي تقدم في مدن المنطقة الشرقية كافة. كما يحرص «بو سعيد» على تبادل الأحاديث الودية مع أبناء العين، الأمر الذي يجسد عمق العلاقة التي تربط القيادة الحكيمة بالمواطنين ومدى اهتمامها ورعايتها لأبنائها وحرصها على متابعة شؤون حياتهم وتلمس احتياجاتهم وتعزيز ما يقدم لهم من خدمات تنموية في المشروعات التي تخدمهم في كل بقعة على أرض هذا الوطن المعطاء. وانطلاقاً من مفاهيمه القيادية وطبيعة حياته وقربه الدائم من المواطنين في مراحل حياته المختلفة وقف سمو الشيخ طحنون عند مبدأ حل المشاكل والاستماع لأطرافها وجها لوجه من دون عائق أو وسيط، إذ إن بساطة اللقاء تتيح له أن يستمع ويحاور في جوانب الموضوع أو الطلب حتى يكوّن رأيه الخاص، ثم يوجّه بعده بتقديم ما يراه مناسبا للمواطن. واتسم سموه أيضاً باهتمامه بزيارة المواطنين في منازلهم، ومشاركاتهم مختلف مناسباتهم، وكثيراً ما نراه ملبياً لدعوة أحد المواطنين، وبكل اللهفة والصدور المفتوحة والقلوب العامرة بالحب والولاء والاعتزاز يستقبله المواطنون شيبا وشبانا، ويتوسطهم في جلسته أو يتناول معهم الطعام ويتبادل الحديث حول أمورهم وأحوالهم، أو نراه مهنئاً في زفاف، أو حاضراً لتقديم واجب العزاء في وفاة أحد أبناء الوطن. من جانب آخر؛ شارك سموه الناس في هواياتهم، فهو يحب القنص والرياضات البحرية، إضافة إلى ولعه بالخيول العربية الأصيلة، ودعمه للرياضات بشكل عام. وهو ذو تأثير بالغ في النهوض بمستوى الرياضة في المنطقة الشرقية بشكل خاص، والإمارات بشكل عام. ومن خلال عملي في مدينة الواحات، وطوال السنوات الماضية، لاحظت مدى اهتمام سموه بمشاريع المنطقة الشرقية، وإشرافه المباشر عليها، وتوجيهه الدائم للمحافظة على هوية مدينة الواحات التي اتسمت حتى يومنا الحالي بهدوئها واخضرارها، ومن هنا كان عشقه للأصالة واضحاً على شخصية سموه، فهو يستعيد صوراً متلألئة لحياة الأجداد والماضين الأوائل، الذين صنعوا تاريخ العين وعاشوا تراثها حياة وعادات وتقاليد ومناسبات وممارسات ورياضات، جمعوها وحافظوا عليها من حياتهم فوق رمال الصحراء وفي الواحات. وفي فكر سموه حيز كبير يشغله التراث، وحرص شديد على حفظ هذا التراث الذي يعتبر المؤشر الحضاري المهم اهتداء بمقولة الراعي الأول للتراث الشيخ زايد «من لا ماض له فلا حاضر له ولا مستقبل». ويمسك سموه بيده العناوين التراثية المتعددة ويوجه بإحيائها وتفعيلها بهدف تعريف الأجيال بها والمحافظة عليها، لتبقى خالدة في قلوب وعقول المواطنين لما تمثله من موروث حضاري مهم من الأجداد والآباء إلى أجيال المستقبل. لقد كان «بو سعيد» منبعاً للطيب، ولا يزال، فشكراً له على مواقفه الأصيلة تجاه أبناء شعبه. مهرة سعيد المهيري كاتبة إماراتية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©