غوز بيضا (تشاد) (الاتحاد)-اف ب: اوقعت الاشتباكات الدائرة منذ السبت الماضي بين القبائل العربية وغير العربية في اقصى شرق تشاد 220 قتيلا على الاقل وفقا لشهادات قرويين· وقالت متحدثة باسم المفوضية العليا للامم المتحدة للاجئين هيلين كوكس ''حسب المعلومات التي حصلنا عليها من قرويين هناك ما لا يقل عن 220 قتيلا وعدد كبير من الجرحى فقط في منطقة كيرسي بجنوب مدينة غوز بيضا بالقرب من الحدود السودانية وفي قرية دجورلو التي زرناها هناك 36 قتيلا مؤكدين و22 جريحا''·
وذكرت المفوضية أن رجالا مسلحين يمتطون جيادا ينهبون ويحرقون قرى بالقرب من الحدود منذ السبت الماضي مما دفع مئات الاشخاص إلى الفرار من منازلهم· وقال أنطونيو جوتيريس المفوض السامي للامم المتحدة لشؤون اللاجئين ''حذرنا على مدى أشهر من أن صراع دارفور يهدد بزعزعة استقرار المنطقة كلها ونؤيد الدعوة لوجود قوات دولية بشرق تشاد وبذل البلاد لمزيد من الجهود للحفاظ على الامن في المنطقة''·
واتهمت الحكومة التشادية قوات حفظ السلام الأفريقية المنتشرة في إقليم دارفور بغرب السودان بالعجز عن القيام بمهامها، وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل العاجل وإرسال قوات دولية إلى المنطقة قبل انفجار الأوضاع الأمنية بعد أن انتقلت النزاعات القبلية إلى شرق حدودها· وقال الناطق الرسمي للحكومة هورماجي موسى لـ''الاتحاد'' إن حكومة بلاده كانت تدعم انتشار قوات أفريقية في المنطقة ورعت أول اتفاقية لوقف إطلاق النار بين الخرطوم والمتمردين ولكن العدد المحدود لهذه القوات والذي لا تتجاوز سبعة آلاف جندي مع افتقارها للمعدات العسكرية والفنية اللازمة للقيام بمهامها جعلها عاجزة عن حفظ السلام· مشيرا إلى ضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي ويمارس الضغط على الحكومة السودانية للقبول بانتشار قوات دولية قادرة على فرض إرادتها في المنطقة قبل فوات الأوان·
وأوضح المسؤول التشادي إن المعارك العنيفة التي دارت في الأيام الماضية في شرق تشاد بين القبائل العربية المدعومة من الحكومة السودانية والقبائل الأفريقية وراح ضحيتها المئات من المدنيين مؤشر واضح على تطور الأحداث، فبعد أن كانت حكومة الخرطوم تقدم الدعم إلى تنظيمات متمردة على الحكومة المركزية أصبحت تسعى لزرع الفتنة بين القبائل التشادية من اجل إشعال حروب أهلية جديدة في المنطقة· وكشف أن الرئيس إدريس ديبي طالب الزعيم الليبي معمر القذافي خلال الزيارة التي قام بها إلى طرابلس الثلاثاء بضرورة التدخل والتوسط في الأزمة الحالية من اجل وقف تدهور الوضع الأمني، مشيرا إلى أن الحكومة التشادية لا تمانع في انتشار قوات دولية في شرق البلاد على المناطق الحدودية مع السودان إذا واصلت الخرطوم معارضتها لانتشار قوات دولية في إقليم دارفور·
عدد اليوم
