ترغب شركة جوجل في أن يعلم العالم أنها تحمل حالياً هوية جديدة - أي أنها شركة محمول الآن. غير أن آخر تقاريرها المالية يعكس الأضرار المتزايدة التي صاحبت هذا التحول.
لا يحقق الإعلان (بصفته نشاط جوجل الرئيسي) دائماً أرباحاً على الهواتف بقدر ما يحققه على أجهزة الكمبيوتر، كما انخفض السعر الذي يدفعه المعلنون مقابل الدخول على إعلانات جوجل بنسبة 16% منذ العام الماضي. فضلاً عن أن موتورولا موبيلتي شركة تصنيع أجهزة المحمول التي تمتلكها جوجل الآن تتكبد حالياً خسائر.
ومع ذلك لا تزال جوجل تمارس نشاط الإعلان البحثي وتشق طريقها في أنشطة جديدة مثل الإعلان المعروض. حقق نشاط جوجل الرئيسي بما لا يشمل موتورولا صافي دخل بلغ 10?96 مليار دولار في ربع السنة الماضي، وصافي إيرادات بلغ 8?36 مليار دولار وهو أقل مما توقعه محللون البالغ 8?41 مليار دولار، ولكن بزيادة بنسبة 21% عن العام الماضي، بحسب ما أوردت الشركة مؤخراً.
حققت جوجل إيرادات خلال الربع الثاني بلغت 12?21 مليار دولار بزيادة 35% عن ذات الفترة من العام الماضي بنسبة 35%. أما صافي الإيرادات الذي لا يشمل مستحقات شركاء الإعلان فقد بلغ 9?61 مليار دولار، بينما بلغ هذا الرقم العام الماضي 6?92 مليار دولار.
كما زاد صافي الدخل إلى 2?79 مليار دولار أو 8?42 دولار للسهم الواحد من 2?51 مليار دولار أو 7?68 دولار للسهم.
ومع استبعاد تكلفة خيارات الأسهم بلغ ربح جوجل خلال ربع السنة الثاني 10?12 دولار للسهم الواحد مقارنة بربح العام الماضي البالغ 8?74 دولار.
أشاد لاري بيج الرئيس التنفيذي لشركة جوجل بأداء هذه الفترة الربعية القوية المصحوبة بحزمة من المنتجات الجديدة الشيقة، وقال: “إننا باستحواذنا على موتورولا نتطلع إلى إمكانية تصنيع أجهزة متميزة”.
وسعى محللون إلى تفسير تقرير إيرادات جوجل لأنه للمرة الأولى شمل موتورولا، ولكن دون نتائج ربعية كاملة لموتورولا نظراً لأن الاستحواذ تم في 22 مايو. يذكر أن موتورولا خسرت 233 مليون دولار ضمن إيراداتها البالغة 1?25 مليار دولار خلال تلك الفترة - وهي نتائج يرى محللون أنها مرعبة”.
طلب باتريك بيشيت مدير جوجل المالي من المستثمرين إمهال جوجل وقتاً كافياً لأداء واجبها تجاه موتورولا. يذكر أن عدد موظفي موتورولا البالغ 20293 موظفا ضاعف إجمالي عدد موظفي جوجل تقريباً.
تواجه جوجل صعوبة في منافسة كبريات الشركات في مجال الأجهزة المحمولة. إذ أن لكل من جوجل وآبل ومايكروسوفت وأمازون أجهزة محمولة وتطبيقات وتخزينا سحابيا. وفي تلك المجالات تتنافس عمالقة التكنولوجيا.
في شهر يونيو أطلقت جوجل نكسوس 7 كلا من nexus وهو عبارة عن كمبيوتر لوحي (تابليت) نحيف، لينافس آي باد وكيندل وسرفيس Surface. كما عرضت جوجل نكسوس كيو nexus Q لأغراض الترفيه المنزلي. وجوجل جلاسز Google Glasses المتصل بالإنترنت، ونسخة جديدة من نظام تشغيلها للمحمول أندرويد يسمى جيلي بين Jelly Bean.
وتهدف الشركة إلى تقديم مزيد من أجهزة المحمول بحيث يستخدم عدد أكبر من العملاء خدمات جوجل أينما يذهبون، بدلاً من أجهزة وخدمات من منافسي الشركة.
وقال جوردان روهان محلل الإنترنت في ستيفل نيكولوس: “يدرك فريق إدارة جوجل أنه إذا تمسك المستهلكون ببيئة آبل سيكون من الصعب بيع أجهزة أندرويد لهم مستقبلاً”.
غير أنه رغم أن جوجل تلتقي بالمستخدمين على الأجهزة التي يريدون استخدامها إلا أن محللين يراقبون عن كثب ما إن كان في مقدورها تحقيق أرباح على أجهزة محمولة بالقدر الذي تحققه على أجهزة الكمبيوتر المكتبية. ذلك أن سعر الدخول على إعلانات المحمول يبلغ نحو 40% من سعر إعلانات الكمبيوتر المكتبي حسب نيكولوس، هذا فضلاً عن أن إجراء المستخدمين لعمليات الشراء على الهواتف أقل احتمالاً من إجرائهم ذلك على أجهزة الكمبيوتر المكتبية.
يذكر أن جوجل تهيمن على إعلانات المحمول بحصولها على حصة 95% من إعلانات البحث و52% من جميع أنواع إعلانات المحمول حسب مؤسسة إي ماركتر. كما زاد عدد النقرات المدفوعة على إعلانات جوجل بنسبة 42% مقارنة مع عددها في العام الماضي.
نقلاً عن: «انترناشيونال هيرالد تريبيون»
ترجمة: عماد الدين زكي
عدد اليوم
