الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

نتائج الشركات تقود ارتفاعات الأسهم المحلية خلال رمضان

نتائج الشركات تقود ارتفاعات الأسهم المحلية خلال رمضان
18 أغسطس 2012
عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي) - دعمت نتائج الشركات القيادية خلال الربع الثاني والتي جاءت أعلى من توقعات المحللين أداء أسواق الأسهم المحلية خلال شهر رمضان، وسط توقعات بأن تستقطب الأسواق سيولة جديدة مع عودة المستثمرين من إجازة الصيف وعيد الفطر، بحسب محللين ماليين. وأجمع هؤلاء على أن نتائج البنوك والشركات العقارية القيادية كـ”الدار” و”إعمار”، شجعت مستثمرين أجانب على اقتناص الفرص الاستثمارية التي أصبحت أكثر جاذبية مع إعلان الشركات الكبيرة عن نتائج جيدة، وباتت مكررات ربحيتها هي الأفضل تاريخيا. وسجلت أسواق الأسهم المحلية خلال شهر رمضان مكاسب قياسية تجاوزت 13 مليار درهم، حصدتها الأسواق خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة من رمضان، وذلك بعدما منيت في الأسبوع الأول من الشهر بخسائر قيمتها مليارا درهم. ويتوقع المحللون أن تشهد الفترة المقبلة دخولا مكثفا من قبل مستثمرين محليين وأجانب، بهدف محاولة تعديل مراكزهم المالية خلال الأشهر المتبقية من العام، والاستفادة من الدعم المتوقع من نتائج الشركات خلال الربع الثالث، والتي يجمع المحللون الماليون على أنها ستكون الحافز الأكبر للأسواق خلال الأشهر المقبلة. وقال عبدالله الحوسني مدير عام شركة الإمارات دبي الوطني للأوراق المالية إن أداء الأسواق خلال شهر رمضان جاء أفضل من توقعات الكثيرين، ويعطي إشارة على أنها ستشهد خلال الأشهر المتبقية من العام تحسنا مستمرا، مدفوعا بعودة المستثمرين من إجازاتهم الصيفية، واستئناف الأنشطة الاقتصادية أعمالها بشكل قوي. وأفاد بأن الارتفاع الجيد الذي شهدته الأسواق خلال شهر رمضان يعود أساسا إلى عاملين، الأول النتائج الجيدة للشركات القيادية خلال الربع الثاني خصوصاً البنوك والشركات العقارية الكبيرة، والثاني فك أسواق الأسهم المحلية ارتباطها جزئيا عن حركة البورصات الدولية وتداعيات أزمة الديون السيادية الأوروبية. وأضاف أن الأسواق تجاوبت بشكل جيد مع نتائج الشركات خلال الربع الثاني، ولاحظنا عمليات شراء مستمرة لأسهم تلك الشركات، وتركزت السيولة التي دخلت في الأسواق خلال شهر رمضان من محافظ استثمار محلية، كانت هي المحرك الأساسي للأسواق طيلة الشهر، علاوة على مشتريات خليجية، ويمكن القول إن 60 إلى 70% من السيولة التي حركت الأسواق تعود إلى مستثمرين محليين. وأوضح الحوسني أن أحجام وقيم التداولات سجلت خلال شهر رمضان وعلى غير المتوقع تحسنا ملموسا مقارنة مع مستوياتها قبل الشهر الكريم، الأمر الذي أبقى الأسواق على مسارها الصاعد طيلة 3 أسابيع، مضيفا أنه من المتوقع أن يستمر زخم السيولة في الأسواق، بعد انتهاء إجازة عيد الفطر، وموسم الصيف، حيث يعود المستثمرون للأسواق اكثر رغبة في تعديل مراكزهم المالية، بعدما رأوا خلال شهر رمضان أداء افضل للأسواق. وأضاف أنه من المأمول أن تحافظ الأسواق على مكاسبها خلال الأشهر المقبلة المتبقية من العام حيث لا تزال هي الأفضل أداء في المنطقة، موضحا أن استقرار الأسواق خلال الأشهر الستة المقبلة، يمنحها فرصة تحقيق أداء أكثر قوة واستقرارا في أحجام وقيم التداولات، مما يزيد من توقعاتنا بأن الهدف الأكبر للأسواق سيكون خلال العام المقبل 2013 وعام 2014. وبين أن تحسن أحجام التداولات في الأسواق سيكون دافعا للاستثمارات الأجنبية على رفع حجم السيولة التي تخصصها لأسواق الإمارات، وسيكون ذلك جاذبا لمحافظ وصناديق الاستثمار الأجنبية ايضا على رفع حصصها من أسهم الشركات القيادية، وتدعم هذه التوقعات النتائج الجيدة التي فاقت توقعات الكثيرين والتي أعلنتها الشركات الكبيرة عن الربع الثاني. وبحسب الحوسني، فإن الاستثمار المحلي سيعود بقوة لقيادة الأسواق خلال الفترة المقبلة، رغم تعدد الأولويات والأوعية الاستثمارية أمام المستثمر المحلي، حيث لم تعد الأسهم الأولوية الأولى له كما كان في سنوات الطفرة، حيث نلحظ توجه جزء كبير من الاستثمارات المحلية لقطاع التجارة، وقطاعات اقتصادية أخرى صارت منافسة للاستثمار في أسواق الأسهم. وأضاف أن الأداء الجيد لأسواق الأسهم العام الحالي يحفز شريحة من المستثمرين المحليين على مراجعة محافظهم الاستثمارية التي تركوها منذ عامي 2007 و2008، وإن كان ذلك سيأخذ وقتا طويلا، إلا أن تفكير عدد من المستثمرين في ذلك يعني أن نشاطا إضافيا ينتظر الأسواق خلال المرحلة المقبلة. وقال المحلل المالي وضاح الطه الذي توقع قبل بدء شهر رمضان أن يكون أداء أسواق الأسهم أفضل خلال الشهر الفضيل، إن تداولات أسواق المال الإماراتية تاريخيا ومنذ عام 2000 لم تكن الأسوأ، وهو ما ثبت أيضا خلال شهر رمضان من العام الحالي. وارجع الأداء الجيد إلى عاملين رئيسيين قال إنهما ساهما في تحسن أوضاع الأسواق خلال شهر رمضان الأول يتعلق بنتائج الشركات خلال الربع الثاني، حيث جاءت جيدة، وبعضها فاق توقعات المحللين، كما في حالة نتائج اعمار والدار العقاريتين، علاوة على استمرار البنوك في تحقيق أداء جيد، والعامل الثاني خارجي يتعلق بالضغوط القادمة من الأزمة الأوروبية، والتي كانت محدودة للغاية. وأضاف أن العاملين المحلي المتعلق بنتائج الشركات والخارجي المتعلق بمحدودية تأثير الأزمة الأوروبية، كانا معا أكثر إيجابية لأسواق الأسهم المحلية طيلة شهر رمضان، ولهذا السبب لم نر أثرا سلبيا على الأسواق التي نجحت في أن تصل بمؤشراتها خلال شهر رمضان إلى أعلى مستوياتها خلال 4 إلى 5 أشهر. وأوضح أن نتائج الربع الثالث ستكون هي الدافع لاستمرار التحسن في الأسواق خلال الفترة المقبلة، كما كانت نتائج الربع الثاني المحفز الرئيسي للأداء خلال شهر رمضان بيد انه قال “المشكلة التي تعاني منها أسواق الإمارات هي أنها لا تتحرك حسب الأساسيات وبمؤشرات الاقتصاد الكلي، بل بشكل انفعالي”. وبين ان التأثيرات القادمة من أوروبا رغم ضعف تأثيراتها حاليا ستظل تلقي بظلالها على أداء أسواق الإمارات، وأن انخفاض هذا التأثير مرحليا لا يعني أن الأسواق فكت ارتباطها بالبورصات الدولية وبالعامل الخارجي، وهو ما يجعل المستثمر الفردي في أسواق الأسهم يهتم أكثر بما هو قادم من الخارج وليس بالمعطيات الإيجابية الداخلية، لذلك سيظل هذا العامل عاملا مؤثرا سلبيا في أي وقت. واتفق وائل أبومحيسن مدير عام شركة الأنصاري للخدمات المالية مع الآراء السابقة في أن نتائج الشركات القيادية للربع الثاني هي التي وقفت وراء الأداء الجيد للأسواق خلال شهر رمضان، مضيفا أن المستثمرين الأجانب استغلوا الفرصة، وأقدموا على عمليات شراء انتقائية من أسهم الشركات القيادية بعدما أعلنت عن أداء فاق التوقعات، خصوصا شركة إعمار. وأضاف ان أسواق الأسهم وفرت فرصا مغرية خلال شهر رمضان، وما شهدته الأسواق من حركة غير متوقعة خلال الشهر يجعلنا نقول بأن شهر رمضان كان بحق “شهر الفرص”، حيث توافرت فرص جيدة لمحافظ الاستثمار الأجنبية من شراء كميات من الأسهم عند مستويات سعرية مغرية، دفعت بالأسعار إلى مستويات أعلى، وبالتأكيد سوف ترتفع نسبتها أيضا بعد عودة الأسواق للعمل من إجازة عيد الفطر، وانتهاء موسم الصيف، حيث التوقعات بأن يكون نشاط الأسواق أكبر بكثير من شهور الصيف. وأوضح أن الأسواق تجاوبت بقوة مع نتائج إعمار والدار بشكل جيد، وسجل سهم “اعمار” مستويات سعرية قياسية، بدعم من النتائج التي أعطت مؤشرا على أن إيرادات الشركة من الأنشطة غير العقارية مثل الضيافة ومراكز التسوق تعدت أكثر نصف من إجمالي الايرادات، الأمر الذي يعني ان أداء الشركة سيكون مدعوما بهذه الإيرادات التي تسجل ارتفاعا مستمرا. وارتفعت أرباح شركة اعمار خلال الربع الثاني بنسبة 146% لتصل إلى 614 مليون درهم، مقارنة مع 250 مليون درهم خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، أعلى من توقعات المحللين التي تراوحت بين 500 و550 مليون درهم، ونمت أرباح النصف الأول بنسبة 82% لتصل إلى 1,22 مليار درهم، مقارنة مع 670,5 مليون درهم. وأضاف أبومحيسن أن نتائج شركة الدار العقارية هي الأخرى جاءت أكثر ايجابية، تفاعل معها السهم، وعزز من هذه الإيجابية قرب الاعلان عن إتمام الإندماج مع شركة صروح. وقفزت أرباح شركة الدار خلال الربع الثاني بنسبة 228% لتصل إلى 418 مليون درهم، مقارنة مع 127,3 مليون درهم، ونمت أرباح النصف الأول بنسبة 183% لتصل إلى 896,1 مليون درهم، مقارنة مع 316,4 مليون درهم. وقال أبومحيسن إن الأداء الجيد للأسواق خلال شهر رمضان يعطي تفاؤلا بأن الفترة المقبلة ستشهد نشاطا متعاظما للمستثمرين الذين يعودون من إجازاتهم الصيفية أكثر رغبة في تعديل مراكزهم المالية، خصوصا أن الأسواق عادة ما تشهد في الربع الأخير من العام نشاطا أكبر من قبل المستثمرين الأفراد ومديري محافظ الاستثمار، من قناعة بأن الأداء يكون في هذه الفترة أفضل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©