السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قواعد سلوك ضرورية تضمن الحفاظ على ثروات المتاحف عند زيارتها

قواعد سلوك ضرورية تضمن الحفاظ على ثروات المتاحف عند زيارتها
15 سبتمبر 2014 01:15
لا يقتصر دور المتحف على احتضان مجموعة من الأعمال الفنية القديمة التي تُعلق على جدرانه وفي زوايا المضاءة بأسلوب فني مبهر، إذ أن له دوراً أساسياً في تعريف زواره بالحضارات البشرية. لذلك فإنه لا بد أن يكون الزائر للمتاحف ملماً بثقافة وأصول زيارة المتاحف التي تتطلب الكثير من القواعد الأساسية الواجب اتباعها بشكل صحيح. معلومات كافية كل من يتبع اتيكيت زيارة المتاحف فيستمتع بأهمية هذا المكان وما يضمه من ثروة فنية ومقتنيات ثمينة، واضعاً في ذهنه أن معظم الإرشادات والقواعد التي وضعتها المتاحف وضعت لسبب جوهري ولمصلحة الجميع. وتَضمَن بذلك بقاء تلك اللوحات والمقتنيات صالحة وفي حالة جيِّدة لأجيال أخرى. إلى ذلك، يقول محمد المرزوقي، مدرب إتيكيت، عضو هيئة كبار المستشارين بالأكاديمية العربية العالمية للتدريب وتنمية الموارد البشرية، «كل من ينوى زيارة متاحف الدولة لابد له من تصفح الموقع الإلكتروني الخاص بالمتحف الذي يرغب بزيارته، فغالبية المتاحف أنشأت مواقع لها على الشبكة الإلكترونية لتسهل إيصال المعلومات الكافية والوافية إلى الزوار»، مضيفاً «خلال تصفح الموقع يمكن للزائر أن يطلع على المزيد من التفاصيل حول المتحف، وأخذ المعلومات الأساسية والمهمة لناحية أوقات المتحف، وما إذا كان ثمة رسوم يجب دفعها، حتى لا يتفاجأ البعض لدى وصوله بأن الدخول مثلاً يحتاج إلى شراء تذكرة دخول». ويواصل المرزوقي «مطلوب من الزوار الحرص على معرفة مكان المتحف حتى لا يضيّع الطريق ويهدر الوقت في البحث عن العنوان، ومن الأفضل كذلك الحصول على رقم الهاتف الخاص بالمتحف، ليتسنى الاتصال والاستفسار عن أي معلومة، ومن الأمور المهمة التي لابد عدم نسيانها أيضاً ويجب القيام بها هو التأكد من مواعيد عمل المتحف، إذ توجد متاحف لا تفتح أبوابها إلا في أيام وأوقات معينة». طرق التجول أثناء الوصول إلى المتحف والدخول إليه، يلفت المرزوقي إلى أن هناك طرقاً عدة لتنظم عملية التجول داخل المتحف من بينها هناك «الجولات الفردية»، وهي الجولة التي يقوم بها الزائر بمفرده داخل المتحف، وهنا يفترض أن تكون لدية فكرة واضحة عن الأعمال الفنية والمقتنيات الأثرية المعروضة، من خلال تصفحه للموقع الإلكتروني الخاص بالمتحف، وأثناء التجول أبدى اهتماماً بشيء معين، عليه الحرص على أخذ خريطة المتحف أو الحصول على الكتيبات المتوافرة في مكتب الاستعلامات، لإنها تعتبر من الأدوات الأساسية التي تساعد على اكتشاف ومعرفة المزيد عن مقتنيات المتحف المهمة وأماكن تواجدها، وهذا الأمر يوفر الكثير من البحث والجهد. وفي السياق ذاته، ينصح المرزوقي أثناء الجولة الفردية بالاستعانة بالمرشد السياحي، وهو موظف متخصص يقوم بتقديم المساعدة للتجول داخل المتحف، وهو شخص تلقى تدريباً متخصصاً في تزويد الزوار بالمعلومات الكاملة والدقيقة عن المتحف وعما يضمه من آثار ومقتنيات، وهو يقدم هذه الخدمة والجولات مجاناً، والزائر هنا غير مرغم على دفع أي رسوم للمرشد. وحول طريقة التجول بمساعدة «تسجيلات صوتية»، يقول المرزوقي إن بعض المتاحف تقدم خدمة التجول في القاعات بمساعدة تسجيلات صوتية، تحتوى على شرح وافر من المعلومات الدائمة للمتحف، وهي عادة تكون غير مجانية، إذا يتم دفع رسم محدد مقابل الحصول على الجهاز الخاص بهذا النوع من التجول. آداب التصرف عند التجول في قاعات المتحف يفضل من الزوار، وفق المرزوقي «عدم الاقتراب من العمل الفني، والحرص على ترك مسافة قدم على الأقل ليتسنى تأمل اللوحة الفنية المعروضة، وعند مشاهدة العمل الفني لابد من عدم لمسه، والنظر إلى الأمام حتى لا يقع شيء عن طريق الخطأ مثل تمثال أو آنية ثمينة، والانتباه إلى الأشخاص الآخرين الموجودين في الصالة، وعدم تعدي الحاجز الذي وضع أمام اللوحات والمقتنيات، ومن باب الذوق واللباقة عدم الوقوف أمام أي شخص وهو يتأمل اللوحة». ويضيف «من آداب التصرف التحدث بصوت خافت والتحرك بهدوء وذلك حتى لا يتم إزعاج الزوار الآخرين، في المقابل يمكن طرح أسئلة على موظفي المتحف للاستفسار عن أي معلومات. وفي الوقت ذاته ينصح المرزوقي الزوار الذين يأتون بصحبة أبنائهم لابد أن يكونوا بجانب الصغار حتى لا يحدثوا أي إزعاج أو تتعرض إحدى المقتنيات إلى التلف أو اللمس، وحتى لا يضيعوا في القاعات الضخمة، ومن الأفضل أيضاً عدم جلب الأطفال الرضع الذين قد يسببون إزعاجاً في حالة بكائهم المستمر. كذلك من باب ثقافة زيارة المتاحف غلق الهاتف المتحرك أو جعله صامتاً، حتى لا يحدث تشويشاً على الآخرين، والاستمتاع بالزيارة في أجواء هادئة في زوايا وأركان المتحف. ويشير المرزوقي إلى أنه أثناء زيارة المتاحف يفضل عدم تناول أي طعام أو شرب أي من السوائل في منطقة العرض حرصاً على عدم سكب أي شيء ما قد يسبّب ضرراً للعمل الفني أو التحفة الفنية أو ربّما يؤذي الزوار الآخرين. كما إنّ الطعام يعتبر جاذباً للحشرات، التي يمكن أن تحدث ضرراً كبيراً في الأعمال الفنية المهمة، من خلال تلف قماش اللوحات وأوراق الكتب النادرة. ويؤكد ضرورة منع وجود الأقلام أو الآلات الحادة في أرجاء المتحف، حيث إن بعض الزوار من الأطفال يمكن أن يستخدموه في «الخربشة» على لوحات وقطع فنية أثرية. ويضيف «لابد من استخدام قلم رصاص فقط لتدوين أي ملاحظات، لأنّ استعمال أقلام الحبر الجاف أو السائل، يُمكن أن يؤدي عن طريق الخطأ إلى تلطيخ عمل فني ما ببقع الحبر التي يصعب إزالتها». تروي المتاحف قصة حضارات تركت بصماتها الإبداعية على الطين، والنحاس، والفضة، والخشب وغيرها من المواد التي سخرتها الطبيعة للإنسان، لتتحول مع مرور العصور إلى شواهد على أيام زمان. وفي دولة الإمارات هناك الكثير من المتاحف التاريخية التي تضم آثاراً ومقتنيات قديمة تعبر عن بساطة الحياة خلال القرون الماضية. ومما لا شك فيه أن زيارة المتاحف بمختلف أنواعها في الدولة، تعد ثقافة تبحر في أروقة الماضي وتستحضر التاريخ في أحلى معانيه، إلا أن لزيارة المتاحف شروطاً وأصولًا لا بد من مراعاتها. قبل المغادرة قبل الخروج من المتاحف، يقول محمد المرزوقي، مدرب إتيكيت، عضو هيئة كبار المستشارين بالأكاديمية العربية العالمية للتدريب وتنمية الموارد البشرية، إنه من الأفضل الحصول على «كتيبات المتحف» لأنه يضم صوراً ذات جودة عالية ومعلومات وافية عن المعرض وما به من أقسام ومقتنيات ولوحات فنية لفنانين مشهورين، أيضاً، من المستحسن شراء تذكارات المتحف وتعزيز ذلك عند الأطفال الصغار وتذكيرهم بأهمية هذا المكان الذي لابد من المحافظة على كل ما يحتوى به من أعمال فنية معروضة. قوانين التصوير يؤكد محمد المرزوقي، مدرب إتيكيت، عضو هيئة كبار المستشارين بالأكاديمية العربية العالمية للتدريب وتنمية الموارد البشرية، أن أغلبية المتاحف تَضع قوانين حول استخدام التصوير الفوتوغرافي، وهنا لابد من الحرص على الاستفسار عن هذه القوانين قبل استخدام كاميرا التصوير الفوتوغرافي، ويفضل إن كان هناك تصوير أن يكون من دون فلاش، حتى لا يؤثر على اللوحات الفنية أو المقتنيات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©