الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إعلان العصر

10 نوفمبر 2006 23:37
إنه وبحق إعلان العصر وبلا منازع فتلك البشرى التي زفتها وسائل الإعلام المختلفة منذ أيام قلائل لا يمكن ان يقال عنها سوى انها ''بشرى سارة'' ليس لفئة البدون فقط وانما لنا أجمع، ان ما نص عليه المرسوم الرئاسي الأخير والذي أكد على ضرورة الإسراع في منح الجنسية لفئة البدون ممن قدموا الى الدولة قبل قيام الاتحاد وتعديل وضع الآخرين لهو خطوة حضارية وإنسانية لا يمكن ان تمحى من تاريخ الدولة· وبالصدفة وقبل صدور المرسوم بيوم واحد كنت قد قرأت مقالة مأساوية لشاب إماراتي تمثل معاناة هذه الفئة التي ضلت قضاياها ومشاكلها حبيسة للادراج حتى الآن· وفي هذه المقالة الإنسانية تحدث هذا الشاب عن معاناته والتي كان من أهمها عدم قدرته على إكمال دراسته أو السفر لأداء العمرة أو حتى مجرد الشعور بالانتماء والوطنية· وكنتيجة لهذا الإعلان التاريخي تناقلت وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة ردود أفعال الجماهير ونقل مشاعرهم وفي أحد البرامج الإذاعية المحلية التي كانت أول من تواصل مع الجمهور وفتح المجال أمامهم للحوار حول هذه البشرى وما سيترتب عليها من تغييرات ونتائج اكد البعض ان تمسك بعض أفراد هذه الفئة بلهجاتهم الأم وعاداتهم الاصيلة يخل بشروط الجنسية وبأن الجنسية أمر يلزم المتجنس بالالتزام باللهجة المحلية وما يترتب عليها من مظهر وعادات اجتماعية وتقليدية، بينما أكد البعض الآخر على ان اللهجة والشكل والعادات لا تعتبر المحدد لأحقية أم لا، وبأن تمسك بعض فئات البدون بعد التجنس بلهجاتهم الاصلية لا يعتبر إخلالاً بشروط الوطنية والمواطنة·والجدير بالذكر ان بعض الدول الغربية تعتبر ان اللهجة المحلية أحد أهم شروط منح الجنسية وبالرغم من ان أغلب الذين حصلوا على هذه الجنسيات الجديدة اتقنوا اللهجات الجديدة ايضاً! الا انهم ما زالوا يفخرون بالانتماء لأصولهم الحقيقية ويلتزمون بعاداتهم المتوارثة وايضاً المستحدثة· ولكننا هنا نتحدث عن أشخاص كانوا يملكون جنسيات وتخلوا عنها في مقابل الحصول على جنسيات أخرى، وكما أعلم فإن فئة البدون لا يملكون أي جنسية بالرغم من انتمائهم لأصول معروفة وبالتالي فإن موضوع ضرورة التزامهم باللهجة المحلية أولاً يمكن الاستناد فيه إلى قوانين الحصول على جنسية المحلي من حيث الالتزام· خصوصا وان أحد أهم الآثار السلبية للعمالة الوافدة هو التأثير على اللهجات المحلية·قد يكون من المنطقي ان يتم اشتراط تعلم اللهجة المحلية على من يرغب في الحصول على الجنسية ولكن أعتقد ان فئة البدون هي فئة تواجدت على هذه الأرض منذ سنوات وسنوات وبالتالي تلاحمت واختلطت مع المواطنين حتى صارت جزءا لا يتجزأ منهم فجمعتهم اللغة والعادات والتقاليد وايضاً التاريخ والمعاناة والرخاء وبالتالي موضوع اللهجة أمر مفروغ منه· تحدثنا كثيراً وكثيراً عن عدم رضانا عن تقليد بعض الجنسيات للمواطنين وارتداء الأزياء الوطنية ومدى خطورة هذه الظاهرة وبالرغم من ان البعض يرى ان تقليد بعض الجاليات للمواطنين ''النساء تحديداً'' في الزي المحلي وخاصة العباءة اصبح أمراً دينياً ويدعو للحشمة أكثر منه للتقليد وللتشبه الا انه امر كثر فيه اللغط والحديث حتى وصلت ليقين ان لكل دولة رداءها الخاص بالحشمة والالتزام وليس من الضرورة ارتداء زينا للالتزام! ما يميز أي دولة عن أخرى هو لهجتها وتاريخها وعاداتها أما العمارة الحديثة والتطور فقد أصبحت امرا مكررا وعالميا ولا يحفظ لأي دولة خصوصيتها وبالتالي فإن ضرورة الالتزام بما يميزنا عن غيرنا هو ما سيبقي تاريخنا ووطنيتنا وفي الحقيقة وبالرغم من انني من مؤيدي التطور ولكنني لا أؤمن بأن تميزنا عن الآخرين سيقف عائقا أمام مفهوم القرية الصغيرة· ضبابة الرميثي العين
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©