الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطيور المهاجرة.. إنذار مبكر من الأمراض

الطيور المهاجرة.. إنذار مبكر من الأمراض
14 سبتمبر 2014 20:28
تعد الطيور، وخاصة المهاجرة، كما يشير المتخصصون جهاز إنذار مبكر بأي تغير مناخي أو خطر يهدد صحة الإنسان، الأمر الذي يسهم في إنقاذ ثلث محاصيل العالم من الضرر، وعلينا أن نعي أن تزايد القتل غير المبرر للطيور والصيد العشوائي يهددها بالانقراض ويعد خطراً كبيراً على البشرية، حيث إن هذا الأمر يؤثر على الموارد الأساسية للحياة. كان هناك مؤخراً احتفال باليوم العالمي للتوعية بالنسور وهي من الطيور المهمة، حيث أقيمت العديد من الأنشطة في دول عدة حول التنبيه لأهمية الحفاظ على الطيور لفوائدها المتعددة في حياة الإنسان. أسباب الانقراضوتقدر أنواع الطيور التي انقرضت منذ عام 1500 ميلادي بنحو مئة ثلاثة وخمسين ألف نوع، منها ثمانية عشر ألفا انقرضت خلال العامين الماضيين، حسب إحصائيات منظمات عالمية، ومن أسباب انقراض بعض الأنواع الاصطياد الجائر للطيور، أو بتدميره لمواطنها الطبيعية مثل قطع أشجار الغابات لبناء المساكن والتوسع الزراعي واتساع رقعة العمران والطرق، وحرق الغابات مما أدى إلى ظهور التصحر في العديد من البيئات، وأيضاً بسبب تجفيف المستنقعات أو الواحات والزحف الصحراوي، وأدى ذلك كله إلى تناقص أعدادها ومن ثم إلى انقراضها، وهناك أعداد كبيرة من الطيور يقضي عليها الإنسان عمداً إما بالبندقية أو بالشباك وأيضاً بالمصائد أو بالدبق أو بالحبوب المخدرة، وبعض الطيور تموت عند اصطدامها بخطوط الكهرباء ذات الضغط العالي، وبعضها ينفق بسبب تلوث غذائه بالمبيدات الحشرية والزراعية مثل مادة « د. د. ت» التي يؤثر تراكمها في جسم الطائر بشكل سلبي على عملية تكوين قشرة البيض ويؤدي بالتالي إلى عدم فقسه، والطيور البحرية كثيراً ما يلوث ريشها ويلتصق به زيوت متسربة من ناقلات النفط، مما يعيق حركتها بل يشلها ويؤدي إلى موتها أحياناً. تدجين الطيورويقول الدكتور محمد يسلم وكيل عمادة البحث العلمي بجامعة الطائف بالمملكة العربية السعودية: «استطاع الإنسان تدجين الطيور مثلما دجن الدجاج الذي انحدر من طيور الأدغال الحمراء في جنوب شرق آسيا، وهو مصدر مهم من مصادر اللحوم، لا سيما أن قدرته التحويلية من غذاء إلى لحم عالية جداً بالمقارنة مع الحيوانات الأخرى، وهو يزودنا كذلك بالبيض الغني بالمواد الغذائية، وأيضاً من الطيور الأخرى المدجنة والمفيدة لنا البط والإوز وديك الحبش، وكلها طيور لها إسهامات مهمة بالنسبة لما يتعلق بالبيئة المحيطة بها، وكذلك بالتربة الزراعية والحشرات والزواحف المحيطة، وقد استفاد الإنسان من الريش الزغب الذي نحصل عليه من بعض هذه الطيور في صنع المراتب والوسائد المريحة، كما تم استخدم الإنسان للحمام الزاجل لنقل الرسائل منذ 5000 سنة ولا يزال يستخدمه، وتتغذى أنواع كثيرة من الطيور على الحشرات والديدان والقوارض الصغيرة، فهي بذلك تساعد المزارعين وتقيهم شر هذه المخلوقات التي لو تركت لزادت الأضرار التي تحدثها بالمحاصيل، وتعد هذه الفائدة من أهم الفوائد للطيور بيئيا، لأنها تعمل على توزان الأنواع في البيئة التي تعيش فيها». شح في الدراسات وتعاني دول مجلس التعاون الخليجي وفقاً للدكتور محمد يسلم من شح في الدراسات الخاصة بالطيور المهاجرة، وربما يرجع ذلك لقلة عدد المتخصصين في هذا المجال، ويضيف: «وعلى أية حال فالكثير من العلماء يعتبرون الطيور مؤشراً لمعرفة أية تغيرات بالبيئة، فوجود الطيور بشكل متوازن يعني توازن تلك البيئة، لذا فإن كثير من الدول والاتفاقيات الدولية تشير إلى أهمية قيام الدول بمتابعة الطيور خاصة المهاجرة منها، ودراستها لأن ذلك يعتبر مؤشراً يكشف لنا التغيرات التي تحدث بالبيئة، كما أن الطيور المهاجرة مهمة كمصدر اقتصادي، حيث يحرص الكثير من الدول على إدخالها في برامجها السياحية، ويصل دخل بعض الدول الإفريقية من هذه السياحة إلى مليارات الدولارات سنوياً، بالإضافة لكل ذلك فمتابعة الطيور المهاجرة يمكن أن تحمي الإنسان من الأمراض، حيث إن بعض الطيور يمكن أن تكون ناقلا لعدد من الأمراض التي تؤثر على الإنسان، ولذلك فإن العمل على متابعتها واستكشافها يمكن من تسجيل دخول وخروج الطيور في الدول». مرشد للصيادين وأضاف: «ارتبطت الطيور البحرية بسكان المدن الساحلية والجزر حول العالم، حيث عرفت بأنها ترشد صيادي الأسماك بمواقع الصيد الجيدة، ففي الخليج العربي عرف الغاق السقطري بأنه يرشد الصيادين لمناطق الصيد الجيدة، فهي طيور تقوم بالصيد الجماعي مما يمكن الصيادين من مشاهدتها من مسافات بعيدة خلال غطسها بالماء وخروجها منه، وكذلك هناك طيور الخرشنة والتي أشار عدد من صيادي الأسماك بالبحر الأحمر إلى أنها كانت تدلهم على مواقع صيد الأسماك، فالطيور البحرية تقوم بمتابعة مجموعات الأسماك الصغيرة، والتي يصعب على الصيادين التنبؤ بأماكن وجودها، وهذه المجموعات من الأسماك الصغيرة يتبعها أيضا أسماك كبيرة، لذا فإن اكتشاف هذه الطيور لهذه التجمعات للأسماك، يدل الصيادين على مواقع الصيد الجيدة». مكان ملائموأكد « أن أهم ما تحتاج إليه الطيور هو المكان الملائم الذي تشعر فيه بالأمان للحصول على احتياجاتها الأساسية من غذاء ومأوى، فلا بد من وجود المكان الذي يصلح لبناء أعشاشها، ووجود الغذاء المناسب الوفير ومصادر الماء، كما تحتاج الطيور المهاجرة التي تقطع البلاد خلال انتقالها إلى حمايتها من أخطار الصيد أو الموت بفعل التلوث، مشيراً إلى أن موارد الغذاء تعتمد على عدة عوامل منها المناخ، فإذا كانت الظروف الجوية غير ملائمة لنمو النباتات أو الحشرات والثدييات الصغيرة، ستضطر الطيور إلى الهجرة إلى أماكن أخرى تتوافر فيها ظروف مناخية ملائمة وغذاء كاف، و يجب أن لا ننسى أن وجود الماء هو عامل أساسي بالنسبة لنمو الزرع، وبالتالي لتواجد كافة الكائنات التي تتغذى بالنباتات، كما يجب أن نتوقع أن وفرة الماء تتناسب وتواجد الطيور وأن غيابه أو شحه في موسم ما يؤدي إلى نزوحها أو هجرتها، وأغلب الطيور تحتاج إلى الماء لكي تشرب وتستحم أو تنظف ريشها، ومن الضروري الحرص على عدم إزعاج الطيور في أعشاشها لكي لا تهجر بيضها أو صغارها، وفي فترة الشتاء لا بد من أن تحصل الطيور على غذاء وفير كي تنمو وتتهيأ لوضع البيض». إسهامات إماراتية للحفاظ على التنوع البيولوجي تحتل الإمارات موقعاً مهماً وحيوياً في مسارات هجرة الطيور، حيث تعبرها أسراب الطيور القادمة من القطب الشمالي إلى أفريقيا لقضاء فصل الشتاء، وأيضاً أسراب الطيور في رحلاتها بين الشرق الأدنى وشبه القارة الهندية، إضافة إلى الهجرة الصيفية لطيور المحيط الهندي القادمة من سيبيريا، وللدولة إسهامات دولية بارزة تهدف للحفاظ على التنوع البيولوجي، وذلك من خلال مراكز وصناديق دولية أهمها مركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية، مما يسهم في تعزيز جهود حماية الأنواع وإثراء التنوع البيولوجي والتوازن الحيوي، والحيلولة دون انقراض الأنواع وإعادة التوازن البيئي للطبيعة، وذلك من خلال رفع مستوى الوعي بأهمية المحافظة على الكائنات الحية في العالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©