برنامج الإمارات النووي يثير اهتمام شركات «في معرض الكهرباء»

أبدت الشركات المتواجدة في معرض كهرباء الشرق الأوسط الذي يختتم أعماله اليوم بدبي اهتمامها بالبرنامج الإماراتي السلمي لإنتاج الطاقة النووية، مؤكدين أن الإمارات في مقدمة دول المنطقة المهتمة بتحديات الطلب على الطاقة. وأشار هؤلاء إلى جدية الاستثمارات التي أطلقتها الدولة في هذا السياق، لا سيما بعد أن أبرمت اتفاقيات حجمها 20 مليار دولار لإنشاء محطات لإنتاج الطاقة النووية. وأوضحت أنيتا ماثيوز مديرة المعارض في “آي آي آر” الشرق الأوسط والمنظمة للمعرض لـ”الاتحاد” أنه “لوحظ اهتمام كبير من العارضين البالغ عددهم 1000 شركة من 54 دولة بالدور الذي تلعبه الإمارات في قيادة المنطقة نحو مرحلة جديدة لتوليد الطاقة، وإبرام عقد مع تحالف كوري تقوده شركة “كيبكو” للقيام بتصميم وبناء والمساعدة في تشغيل محطات الطاقة النووية في الإمارات”. وأشارت إلى أن هذا العقد يأتي ضمن برنامج دولة الإمارات للطاقة النووية، ويمثل أكبر وأضخم طلبية من هذا النوع على المستوى العالمي، لافتة إلى أن شركات عالمية عديدة ستلعب دورا مهما ورئيسيا في المشروع، منها “سامسونج” و”هيونداي” و”دوسان” للصناعات الثقيلة، وشركة و”ستنجهاوس” الأميركية. وذكرت بأن مشروع الإمارات للطاقة النووية، والذي تم الاعلان عن تحالفاته قبل فترة قصيرة، سيفتح أفاقا لأعمال العديد من شركات العالم، خاصة أن المشروع طويل المدى ويشمل بناء أربع محطات للطاقة النووية، وتستمر فترة تشغيلها 60 عاما. ولفتت إلى ان خبراء الطاقة يرون في مشروع الإمارات أنه يستهدف تلبية الطلب على الطاقة لنهاية القرن. ويختتم معرض كهرباء الشرق الأوسط فعالياته اليوم الخميس، وسط توقعات بارتفاع أعداد الزوار، مع زيادة عدد المشاركين نحو 1000 شركة من 54 دولة حول العالم. كما أظهر عدد الزوار في اليوم الأول من الدورة السنوية الخامسة والثلاثين لمعرض كهرباء الشرق الأوسط، زيادة بلغت 33%، مما يؤكد على مدى قوة قطاعي الطاقة والمياه بالمنطقة. وافتتح المعرض بطي الكندي نائب رئيس مركز دبي التجاري العالمي. ويعد الحدث الأبرز من نوعه على الصعيد العالمي، ويوفر عرضا شاملا للمنتجات والخدمات التي تطرحها جميع قطاعات صناعات الطاقة والمياه والإضاءة. وافاد تشيان دور من شركة “كبيون توك” الكورية بأن مشروعات توليد الطاقة الأساسية ومشاريع البنية التحتية للمياه تأتي في مقدمة خطط النمو الاقتصادي لدول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تم الالتزام بشكل راسخ بتقديم ميزانيات بعدة مليارات من الدولارات لدعم تنميتها السريعة. وقال “لا شك ان مشروع الإمارات للطاقة النووية من اهم المشروعات”. وقالت سارة وودبريديج مديرة المجموعة لشؤون المعارض في “آي آي آر” الشرق الأوسط “في ظل مواجهة التحديات المتزايدة لتوريد كميات أكبر من المياه والكهرباء للقطاعات الصناعية والمحلية، جعلت حكومات هذه المنطقة هذه المشاريع ذات أولوية مطلقة بشكل واضح، الأمر الذي خلق طلباً كبيراً على المنتجات والخدمات التقليدية والمبتكرة التي ستساعدها في تحقيق أهدافها”. وأكدت أن الحاجة الملحة لزيادة قدرات توليد الطاقة الكهربائية والمياه تعني أن الميزانيات الإقليمية للمشاريع في هذه المجالات قد حافظت على مستوياتها التي تتحدى وضعية الركود والانكماش الاقتصادي، وفي الوقت الذي تتحرك فيه المنطقة ببطء نحو فترة من النمو المتجدد، قد تكون صناعة الطاقة والمياه بمثابة العنصر المحفز الذي من شأنه أن يساعد على دفع عجلة الانتعاش الاقتصادي بالمنطقة”. ويضم المعرض عرضاً شاملاً للمنتجات والخدمات التي يقدمها كل جانب من جوانب صناعة الطاقة. وتلقي الشركات الألمانية الأضواء على احدث التقنيات في علوم الطاقة، وتنظم الصين، أكبر جناح يضم 112 شركة عارضة صينية، منها 85% تعمل بصناعة توليد الكهرباء وبقية الشركات بمجال الإضاءة والطاقة الجديدة والمتجددة، والتي ستقوم بعرض منتجاتها وخدماتها وغيرها من المستلزمات. وأضافت وودبريدج “بإمكان العارضين في معرض كهرباء الشرق الأوسط 2010، فيما بينهم، تقديم حلول فعالة لكافة احتياجات المنطقة من الطاقة والمياه، سواء كانوا يقومون بإنتاجها أو خدمتها أو تقديم الخبرات اللازمة لها”. وستقام على هامش المعرض سلسلة من الحلقات الدراسية المجانية، يحاضر فيها عدد من كبار المسؤولين في شركات الطاقة والمياه الكبرى في العالم، وستتضمن هذه الحلقات آخر التطورات في هذه الصناعة. إلى ذلك، قالت أنيتا ماثيوز “يجسد المعرض بوضوح الأهمية الحيوية لقطاعي الطاقة والمياه في جميع أنحاء المنطقة، كما يشير العارضون إلى وجود اهتمام بالغ من جانب الزوار لما يعرضونه من منتجات وخدمات”. وأعلنت “سيمنز ترانسفورمرز”، الشركة التي افتتحت مؤخرا منشأة انتاج جديدة في جرينفيلد على مساحة تبلغ 30 ألف متر مربع لتوزيع المحولات والمحطات الفرعية في المدينة الصناعية بأبوظبي، أن تردد الزوار على جناحها بالمعرض كان كبيراً جداً. وقال فرانز هيرز مدير عام الشركة “لقد تجاوزت استجابة الزوار بالفعل كل توقعاتنا، ولدينا العديد من العملاء المحتملين الجدد. يمثل معرض كهرباء الشرق الأوسط منصة حيوية بالنسبة لنا، سواء من حيث تسويق منتجاتنا وخدماتنا، وكذلك من حيث رفع مستوى الوعي بأننا نمتلك الآن شبكة تصنيع متكاملة ونتمتع بالقدرة على دعم منتجاتنا بعد البيع في دولة الإمارات، وهو ما يتيح لنا الاقتراب من عملائنا وخدمة منطقة مجلس التعاون الخليجي بأكملها”. وقال كريستوف فون برانكوني عضو مجلس إدارة مجموعة تاجنوم، والتي تمتلك العلامة التجارية “أم تي يو”: يمثل المعرض أحد المعارض التي نرى أنها أحداث رئيسية بالنسبة للشركة في كل عام، فالشرق الأوسط هو منطقة تركيز بالنسبة لنا على صعيد توليد الطاقة الكهربائية”