الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ورقة المائة دولار تفقد قيمتها خارج أميركا

ورقة المائة دولار تفقد قيمتها خارج أميركا
10 نوفمبر 2006 23:39
إعداد - محمد عبد الرحيم: في الاول من كل شهر اعتاد جيان يافيس المشرف على الكبائن في عبارة الركاب الايطالية أن يصطف أمام مكتب الصراف ليقبض راتبه وهو عبارة عن سبع ورقات من فئة المائة دولار· وإذا ما حالفه الحظ فإن هذه الأوراق النقدية سوف تبلغ قيمتها بالطبع سبعمائة دولار عندما يصل إلى إحدى الموانئ من أجل انفاقها، أما إذا لم يكن محظوظاً فإن هذه القيمة ربما تقترب من 600 دولار، ويكمن الفرق في أن الأوراق النقدية ذات القيمة الأفضل هي تلك الدولارات الجديدة التي تحمل توقيع وزير الخزانة الحالي جون دبليو سنو في حين أن الأوراق القديمة تحمل توقيع روبرت تي روبين وزير الخزانة السابق· وكما يقول جيان يافيس وهو يعرب عن شكواه بعد عودته مؤخراً إلى موطنه مدغشقر بعد انتهاء رحلته: ''كل من يصل أولاً إلى الخزينة يحصل على الأوراق النقدية الجديدة، أما أولئك المتأخرين فيعانون عادة من انخفاض القيمة بسبب أن أوراق العملة الأميركية القديمة لا تساوي قيمة الأوراق الجديدة في العديد من الدول التي ترسو فيها السفينة''· وحسبما ورد في صحيفة وول ستريت جورنال فقد اعتاد الأميركان على فكرة أن الدولار - العملة الأولى في العالم في حساب احتياطي العملات - يسري بقيمته الحقيقية في أي مكان على وجه الأرض· وكذلك فمن الناحية المبدئية فإن الولايات المتحدة لم تلجأ على الاطلاق من قبل إلى الغاء صلاحية عملتها، إلا أن الحكومة قد تعمد في بعض الأحيان إلى اضافة علامات مائية أو ادخال بعض الخيوط الأمنية أوإلى تكبير صورة وجه ''بين فرانكين'' في الورقة من فئة المائة دولار، ولكن الأوراق القديمة لا تزال تعتبر صكاً قانونياً· أما في ما وراء البحار على كل حال فإن هذا الضمان اصبح يحمل وزناً أقل في قيمته المالية· ففي العديد من الدول من روسيا إلى سنغافورة أًصبحت قيمة الدولار لا تعتمد فقط على الآليات الاقتصادية العالمية التي تحرك أسواق العملة الدولية دائماً ولكن أيضاً على عمرها وحالتها الطبيعية والفئة التي تحملها الأوراق بالطبع· وتتخوف بعض صرافات الأموال والبنوك من أن أوراق العملة الأميركية ذات الفئات العالية ربما تم تزويرها بينما لا يلقى بعضها اهتماماً بالتعامل مع الأوراق ذات الفئة الصغيرة· وفي حين ينأى البعض بنفسه من المخاطرة بعدم امكانية تمريرة الأوراق القديمة أو المتضررة إلى شخص آخر فإن البعض الآخر لا يرغب حتى في مشاهدة مثل هذه الدولارات· ويقول جون تايلور الاقتصادي في جامعة ستانفورد: ''إن الأموال النقدية لا تكتسب قيمتها إلا إذا قبل الناس بها''· ولكن الأوراق فئة 100 دولار التي تعتبر عرضة للتزييف أكثر من غيرها استمرت تصبح أكثر الاوراق التي يتم رفضها أوتنزيل قيمتها في الأسواق حيث أن حوالي 75 في المائة من أوراق المائة دولار المطبوعة التي تبلغ قيمتها الاجمالية 5,5 مليار دولار يجري تداولها في الخارج ويرفض تجار العملة والمصرفيون المحليون التعامل بها في بعض الأحيان· ويذكر أن الورقة فئة 100 دولار هي الأكبر حجماً التي يتم طباعتها بعد أن توقف الاحتياطي الفيدرالي عن طباعة الأوراق من فئة 500 و1000 و5000 و10,000 دولار منذ العام ·1989 وتقدر وكالة الخدمة السرية الأميركية أن أقل من واحد في المائة من مبلغ إلى 760 مليار دولار من النقد الأميركي الذي يتم تداوله من الأوراق المزيفة· وفي كل مرة تصدر فيها الولايات المتحدة تصميماً لعملة جديدة تطلق وكالة الخدمة السرية بالتعاون مع مجلس الاحتياطي الفيدرالي وهيئة طباعة العملات حملة ترويجية بجميع اللغات لضمان أن تحظى هذه الأوراق بقبول متسع وهي تسلط الضوء على ملامح العملة الجديدة وما تتضمنه من مظاهر مضادة للتزييف في الورقة· وعادة ما تنطلق هذه الحملة تحت شعار واحد يقول: ''إن كلا التصميمين الجديد والقديم للعملة الأميركية يجب أن يتم التداول بهما معاً على أن يتضمنا كامل القيمة الموضحة على وجهها''· ويشير ميشيل لامبرت مساعد مدير النقد الفيدرالي إلًى أن الأوراق من فئة 100 دولار لعام 2003 وهي السلسلة الأخيرة التي تم اصدارها لا تتضمن أية مظاهر اضافية خاصة بالسلامة كما أنها ليست أقل أوأكثر عرضة للتزييف من أوراق عملة روبين التي تم اصدارها في عام 1996 ويمضي قائلاً: ''على الرغم من أننا استمعنا إلى تقارير تشير إلى خفض قيمة بعض التصاميم القديمة للدولار في اسواق محلية إلا أن الدولار لايزال عملة مستقرة يسندها اقتصاد منتج ومستوى قليل من التخضم وضمانات بأنه لن يتم استرداده أوخفض قيمته المالية التي يحملها''· وبالعودة إلى جيان يافيس الموظف في العبارة الايطالية فقد اكتشف في كل ميناء يزوره أن الأوراق المالية التي تم اصدارها في العام 1996 ظل يتداول بها بقيمة تقل بمعدل يصل إلى 15 في المائة في حال أن تم قبول أصلاً· واستمر هو وزملائه من الطاقم يشتكون لرؤسائهم من دون جدوى حيث ذكر بأنه ظل يتلقى رداً واحداً ''هذا هو راتبك هل تريده أم لا؟''· ولما كان خائفاً من فقدان وظيفته فقد طالب بعدم نشر اسم عائلته أواسم صاحب العمل الذي يعمل لديه· أما روبرت روبين وزير الخزانة السابق الذي يعمل حالياً كرئيس للجنة التنفيذية في مؤسسة سيتي جروب فإنه لا ينظر للمسألة باعتبارها أمراً شخصياً على ما يبدو بشأن بيع أوراق العملة التي تحمل توقيعه بأقل من قيمتها الحقيقية حيث يقول: بالنسبة للأشخاص الذين اعتادوا دفع 85 في المائة من قيمة الدولار مقابل هذه الأوراق فإنني على اتم الاستعداد لدفع مبلغ أكبر من ذلك قبل أن اكسب الفرق في بيعها مرة أخرى''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©