إعداد - عدنان عضيمة:
صفقات استثمارية ضخمة تنتظر الآن فرصتها المواتية في دول شرقي آسيا المتفوقة في تكنولوجيا المعلومات؛ حيث تتسابق العديد من كبريات الشركات على تطوير شاشات التلفزيون والكمبيوتر إلى التخلّي عن الإمكانات التطورية المحدودة التي تتيحها تقنية الاستظهار بالبلورات السائلة LCD والتي كانت وراء تطوير الشاشات المسطحة؛ ويحتدم السباق الجديد على العودة إلى تقنية قديمة في هذا الصدد تعرف باسم (الصمامات الثنائية المصدرة للضوء) Light-emitting diods التي تعرف اختصاراً بالأحرف (LED)· ومن مزايا هذه التقنية أنها تستهلك القليل من الطاقة الكهربائية، وهي أكثر صداقة مع البيئة لأنها لا تضم معدن الزئبق السام ضمن تركيبها مما يجعلها آمنة عندما تضاف إلى أكوام النفايات بعد استهلاكها، وهي تقدم صوراً أكثر وضوحاً بكثير من التي تستظهر بالطرق المعروفة الآن·
وبمجرد أن أذيعت أخبار التطور الكبير الذي طرأ على هذه التقنية الجديدة، تسابقت الشركات الآسيوية على استغلال فرصة الاستثمار فيها بعد أن وعت أنها ستمثل تقنية شائعة في الأجيال الجديدة من شاشات المستقبل· ويؤكد المحللون المتخصصون والمدراء التنفيذيون لعدد كبير من الشركات أن وتيرة الإقبال على هذه الشاشات الجديدة سوف تتسارع خلال السنوات القليلة المقبلة؛ وسوف يتزامن ذلك مع الطلب المتنامي على شاشات الاستظهار التلفزيونية والحاسوبية ذات النوعية الأفضل· ويقول تشين لونج كيو المدير التنفيذي في شركة (تشي ماي) التي يوجد مقرها في تايوان: (نحن نعتقد أن تقنية الصمامات الثنائية المصدرة للضوء تعد استثماراً تجارياً واعداً)·
وكان لانتشار مثل هذه التصريحات أن يشجع بعض الشركات الكبرى على (التهام) الشركات الأصغر التي تعمل في هذا الاختصاص جزءاً بعد آخر، مثلما حدث عندما استحوذت (تشي ماي) على 10% من أصول شركة تهتم بإنتاج شاشات (LED) تدعى (فورموزا إيبيتاكسي)، وأعقب ذلك إقدام شركة (أوبترونيكس) على الاستحواذ على نسبة 25% من أصول شركة (لايت هاوس تكنولوجي)· وتنبأ بعض المحللين أن تسعى كبريات الشركات العالمية المتخصصة بالإلكترونيات مثل (إل جي فيليبس) الكورية الجنوبية إلى رصد مبالغ استثمارية ضخمة لتطوير الشاشات الجديدة·
وكان لتقنية الاستظهار بالبلورات السائلة دورها الكبير في تطوير عملية استظهار الصور على كل من شاشات التلفزيون والكمبيوتر المسطّحة؛ وجاءت بديلاً للطريقة القديمة التي يستخدم فيها أنبوب الأشعة المهبطية الذي يقذف الإلكترونات نحو نقاط متجاورة على شاشة الفلورسنت مما يؤدي إلى ظهور الصورة· ثم استبدلت هذه التقنية بأخرى أكثر تعقيداً هي (الاستظهار بالبلورات السائلة) التي استخدمت في البداية في استظهار أرقام الساعات الإلكترونية ثم توسع استخدامها في الكمبيوتر والتلفزيون؛ وهي التي أفسحت المجال لأول مرة لظهور الشاشات المسطحة الخفيفة· وتتألف الشاشة من طبقتين رقيقتين متوازيتين من مادة قابلة للاستقطاب الكهربائي تحصران بينهما محلولاً بلورياً سائلاً· وعندما يمر التيار الكهربائي عبر السائل تتحول كل نقطة إلى مادة تسمح للضوء بالمرور أو تحجبه، فيكون لها بذلك نفس الدور الذي تلعبه النقاط الضوئية على شاشة الفلورسنت في الشاشات التقليدية·
وجاء هذا التطور الجديد الذي أدى إلى ظهور تقنية الصمامات الثنائية المصدرة للضوء، نتيجة لبحوث التطوير التي أجريت على الطريقة القديمة، بما يوحي بأن تقنية الاستظهار بالبلورات السائلة قد تشهد نهايتها حتى قبل أن تنتشر على النحو الكافي·
عدد اليوم
