30 ألفاً يستفيدون من وجبات «الهلال» بالقدس

القدس (وام)- استفاد أكثر من 30 ألف فلسطيني يقيمون في البلدة القديمة في مدينة القدس من الوجبات الغذائية التي تقدمها تكية خاصكي سلطان القريبة من المسجد الأقصى المبارك، وذلك بإشراف هيئة الهلال الأحمر الإماراتية. وأعلن الشيخ عزام الخطيب التميمي مدير دائرة أوقاف القدس أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتية تتكفل منذ سنوات بإطعام فقراء القدس والأقصى الشريف في تكية خاصكي سلطان، حيث يتوافد الفقراء واليتامى والمساكين وعابرو السبيل بكثافة في شهر رمضان المبارك إلى تكية خاصكي سلطان الواقعة ضمن ساحات الأقصى الشريف في القدس ليتناول كل منهم نصيبه من الطعام الذي تعده التكية منذ نحو 500 عام. وقال الشيخ التميمي في تصريح لوكالة أنباء الإمارات، إن هيئة الهلال الأحمر الإماراتية تكفلت خلال السنوات الأخيرة بنفقات إعداد الطعام لفقراء القدس خاصة من المصلين في المسجد الأقصى وأهالي البلدة القديمة الذين يعانون ضيق الحال. وذكر أن تكية “خاصكي سلطان تقدم وجبات إفطار مضاعفة يومياً وتوزعها على الوافدين إليها من العائلات ونقل بعض هذه الوجبات إلى بيوتهم. وأشار إلى أن التكية تعد في الأيام العادية وعلى مدار العام نحو 250 وجبة لنحو 200 أسرة يومياً لكنها تضاعف هذه الكمية خلال شهر رمضان المبارك إلى ألف وجبة يستفيد منها يومياً عدد كبير من الصائمين الذين يفدون إلى المسجد الأقصى المبارك. وأوضح أن وجبات التكية مخصصة أساساً لأهالي البلدة القديمة في القدس الذين يعانون صعوبة الحياة خاصة من عاد منهم إلى المدينة المقدسة لتثبيت وجودهم فيها بعد أن بني الجدار العازل حول القدس. وأعرب الشيخ الخطيب عن شكره وتقديره للمحسنين الإماراتيين الذين يساهمون مساهمة فعالة في تقديم العون للتكية، خاصة هيئة الهلال الأحمر الإماراتية حيث تتكفل بنفقات التكية طوال العام. ولفت إلى أن تكلفة الطعام زادت يومياً بنسبة أكثر من 30 بالمائة في التكية لتغطية احتياجات أكبر عدد من العائلات التي تتناول الوجبات في بيوتها، بالإضافة إلى ازدياد الأعداد والإقبال على التكية يوم الجمعة بوجود المصلين من أبناء الضفة الغربية الكبار بالسن لتناول وجبة الإفطار في رحاب المسجد الأقصى. وتقوم التكية يومياً بإنجاز وجبات الطعام داخل مطابخها حيث يقوم فريق متخصص بهذا الجهد وتشرف عليه دائرة أوقاف القدس، حيث تقدم له عناصر المواد الغذائية الأساسية من اللحوم والخضراوات والفواكه ويعد الفريق الوجبات الغذائية اليومية للفقراء والمحتاجين على مدار السنة في حين يتم توزيع مئات الوجبات الأخرى على الصائمين والمعتكفين في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان سنوياً. وأوضح الشيخ التميمي أن التكية تتكفل منذ زمن بتوفير حاجات فقراء المدينة المقدسة نظراً لضيق الحال الذي يعانون منه خاصة بعد عودة آلاف منهم إلى منازلهم بعد بناء الجدار العازل وذلك بهدف تثبيت هويتهم والحفاظ عليها من المصادرة، ولذلك يعاني هؤلاء الفاقة لقلة فرص العمل. اما من الناحية التاريخية فتطلق الوثائق الشرعية على التكية اسم “العمارة العامرة” وهي أكبر المنشآت الخيرية العثمانية في فلسطين حيث تقدم الطعام والشراب والسكن مجاناً لعلماء القدس والفقراء والمحتاجين وأبناء السبيل والمجاورين فيها. ويؤكد علماء التاريخ الإسلامي في القدس أن التكية كانت مأوى للفقراء من الصالحين والمتصوفين المجاورين وكان الخبز والطعام يوزعان على معظم العائلات التي تعمل في خدمة المسجد الأقصى. ويقول الدكتور غسان محيبش المحاضر في جامعة القدس إن وقف خاصكي سلطان من أهم وأشهر الأوقاف الإسلامية في فلسطين بالإضافة إلى أوقاف المسجد الإبراهيمي وأوقاف المسجد الأقصى المبارك وذلك لما يشتمل عليه من مساحات شاسعة من الأراضي والمزارع والعقارات الوقفية.