تحاول أميرة السيد إقناع أولادها الصغار بتناول وجبة الفطور قبل الذهاب للمدرسة، لكن غالباً ما تصطدم برفضهم لهذه الوجبة، و«أميرة» ليست الوحيدة التي تعاني هذه المشكلة التي تؤثر كثيراً على صحة الأطفال، بل هناك الكثير من الأمهات اللواتي تسبب لهن وجبة الفطور معضلة يومية مع أبنائهن خلال فترة الدراسة، ولا تقتصر معاناة أميرة والأمهات على رفض الطفل لوجبة الفطور فحسب، بل تمتد إلى وجبة الغداء التي يمتنع عنها الصغار أحياناً بسبب تناول ما تبقى في حقيبة الطعام المدرسية في طريقه للبيت خلال رحلة العودة.
ولحل هذه المشكلة التي تؤرق الأمهات؛ يقدم الدكتور عاهد بشارات، استشاري ورئيس قسم طب الأطفال العام في مستشفى برجيل بأبوظبي، مجموعة من النصائح للأبوين حول أهمية وجبة الفطور ومحتويات الحقيبة المدرسية والتوعية بأهمية التغذية الصحية وكيفية جعل وجبة الغذاء روتيناً يومياً، قائلاً «تعتبر وجبة الفطور مهمة جداً بالنسبة للطلبة بشكل خاص وبالنسبة للأولاد بشكل عام، لأنها تمدهم بالطاقة اللازمة للدراسة واللعب، لذلك يجب أن تتضمن الوجبة نوعاً من البروتين مثل الحليب والجبن والبيض والخبز.
كما يجب أن تشتمل حقيبة الطعام المدرسية «اللانش بوكس» على وجبة خفيفة تتكون من تفاح أو كيك البرتقــال أو كرواسون مع خبز وجبن وعلبة عصير أو حليب، محذراً من تناول الصـغار المشروبات الغازية فعلبة بحجم 12 أونصة تحتوي على 10 ملاعق صغيرة من السكر، ما يمكن أن يزيد من مخاطر تعرض الطفل للبدانة بنسبة 60%.
لذلك يجب تحضير وجبات الطعام الصحية الخفيفة التي تشتمل على الفاكهة والمكسرات ومنتجات الألبان قليلة الدسم، ويفضل تناول الحليب أو العصائر الطازجة.
ويؤكد بشارات أن محتويات حقيبة الغذاء المدرسية يجب أن يتم تناولها أثناء الفسحة المدرسية من خلال نظام محدد تتبعه المدرسة، بتخصيص مشرفات أو مشرفين على الطلبة يوجهونهم ويحثونهم على تناول وجبة الفطور في موعدها، مشيراً إلى ضرورة التوعية بأهمية تناول هذه الوجبات بين الفسحات كونها تمد الطالب بالطاقة اللازمة، وحتى يتجنب الأطفال تناول ما تبقى من الأكل خلال رجوعهم إلى البيت ما يجعلهم لا يقبلون على وجبة الغذاء، وعن هذه الوجبة يقول بشارات إن «المسؤولية تقع على أولياء الأمور، حيث يجب تحديد وقت معين لاجتماع الأسرة حولها، وكذلك وضع كل الأكل الذي يجب أن يكون منوعاً ومحبباً للأطفال ومغرياً على المائدة ليكون ذلك روتيناً يومياً يتعود عليه الصغار حتى يتناولوا وجبة الغذاء الأمر الذي يسهم في تمتعهم بصحة جسدية وعقلية أيضاً، كما يجب الحرص على وضع تشكيلة متنوعة من الفواكه على المائدة إلى جانب المكسرات النيئة كون الصغار يجبون تناول الأكل على دفعات وليس دفعة واحدة».
ولمعالجة موضوع فقدان الشهية لدى الأطفال خلال الأيام الدراسية وخاصة في الفترة الصباحية، ينصح بشارات بضرورة استشارة طبيب متخصص، مع إمكانية تناول شراب فاتح الشهية للأعمار الصغيرة، مطالباً بالاستعاضة عن ذلك بالأكل الطبيعي والفواكه والخضراوات والمكسرات والحليب، أما الفواكه فيفضل تقديمها للأطفال مقطعة وليست عصيراً لاحتفاظها بالألياف الضرورية للجسم.
عدد اليوم
