الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«البرق» يخطف الأبصار بـ 15 ذهبية

«البرق» يخطف الأبصار بـ 15 ذهبية
25 أغسطس 2015 20:20
محمد حامد (دبي) بعد فوزه بذهبية سباق 100 متر في بطولة العالم لألعاب القوى المقامة حالياً في بكين، أكد أسطورة سباقات السرعة أوسين بولت سيطرته المطلقة على هذه السباقات، فقد وصل رصيده إلى 15 ميدالية ذهبية لم تغب عنها الأرقام القياسية، سواء في الدورات الأولمبية أو بطولات العالم، حيث سبق له التتويج بـ 6 ذهبيات أولمبية في سباقات 100 و200 و4 X 100 م، وتمكن من الوقوف فوق منصات التتويج لبطولات العالم معانقاً الذهب 9 مرات في نفس السباقات «100 و200 و4 X100 م». وبمضي الوقت تتأكد أسطورة بولت، ليس لأنه يحصد الذهبية تلو الأخرى ويصنع أرقاماً قياسية ثم يحطمها، ولكن لأنه أصبح يجسد صورة الرياضي الشريف الذي ينتصر لأم الألعاب بعيداً عن حمى المنشطات التي تجتاح عروس الدورات الأولمبية، كما أنه يتمتع بالتواضع وروح الدعابة والهدوء، ويسعى دائماً أن يكون قدوة للصغار. 7 أسرار تقف خلف أسطورة بولت المتوج بـ9 ميداليات ذهبية في بطولات العالم من برلين 2009 إلى كوريا الجنوبية 2011 وصولاً إلى موسكو 2013 وبكين 2015، يبدو أنه بالإضافة إلى الحماسة والموهبة، أن هناك بعض الأسرار التي مكنت بولت من تحقيق تلك الانتصارات الإعجازية التي دعت البعض إلى منح العدَّاء الذي يحصل على المركز الثاني لقب البطل، بعد أن أصبحت منافسة بولت على المرتبة الأولى درباً من الخيال. 1ـ طول القامة يأتي طول القامة على رأس أسرار تفوق بولت، فهو يتميز بالطول الفارع «1.96 سم»، وهو الذي نجح في تحطيم الاعتقاد الخاطئ الذي يسيطر على البعض، وهو أنه يجب على عدّاء سباقات السرعة أن يكون متوسط القامة كي يحقق نتائج جيدة، ولكن أوساين بولت أثبت خطأ ذلك، فهو يملك السرعة الخارقة مستفيداً من طول القامة. 2ـ الهدوء والتوازن الهدوء هو ثاني أسرار أسطورة بولت، فهو لا يعرف التوتر ويؤمن أن سباق السرعة ليس مسألة حياة أو موت، بل مجرد مسابقة رياضية يشارك فيها، ولا يجب عليه أن يكون متوتراً، بل إنه يتعمد الاحتفال وإظهار مشاعر البهجة قبل وعقب السباقات التي يخوضها، ولم يتعرض بولت لموقف ظهر خلاله التوتر سوى في مناسبة واحدة، حينما تعجل في الانطلاقة في سباق 100 ببطولة العالم في كوريا الجنوبية عام 2011 فخسر السباق، وهي المرة الوحيدة التي لم يفز خلالها بالذهبية. 3ـ احترام الذات والآخر ثالث أسرار الأسطورة بولت هو احترام الذات أولاً، واحترام المنافسين على عكس ما يروِّج له البعض، حيث يظهر أمام الكاميرات وهو يرقص ويعانق الناس، كما ينحني للجمهور، مما يجعله أقرب إلى التوازن النفسي، فهو يتمتع بعلاقات جيدة مع الجميع، سواء المنافسين أو الجمهور، وكذلك يجيد التعامل مع وسائل الإعلام، مما يجعل أقرب إلى الأسطورة الكاملة. 4ـ الطاقة الروحانية الطاقة الروحانية والإيمان بالله هما أحد أهم أسرار تفوق بولت كما يقول المقربون منه، فقد أكد طبيب الفريق هيرب إليوت، بأن ما يميّز بولت هو تدينه، فالإيمان بالله يدفع الفرد إلى تحقيق الكثير، ومن دون قدرة الله لا يمكن لأحد أن يحقق شيئاً، كما أن الطاقة الروحانية تلهم الرياضي لتحقيق أفضل الإنجازات، فالأمر لا يقتصر على الإعداد البدني والتدريب والقدرات الخاصة فحسب، بل يجب أن يتمتع البطل بطاقة روحانية ملهمة. 5ـ الغذاء الطبيعي أما خامس أسرار العداء الجامايكي أوساين بولت هو الاعتماد على الغذاء الطبيعي الخالي من أية مواد مخصبة، والتي تضاف عادة إلى النباتات لزيادة نضجها عند النمو، ويبدو أنه اكتسب هذا الأمر بصورة طبيعية نابعة من البيئة التي تربي وعاش فيها، حيث لا تعاني جامايكا من سلبيات التقدم «على الطريقة الغربية»، مما ساعد بولت على أن يكون أقرب إلى الغذاء الطبيعي. 6ـ القدوة سادس دوافع بولت للتفوق وتحقيق النصر تلو الآخر دون كلل أو ملل، هو رغبته في أن يصبح قدوة، فلم يسبق له تعاطي المنشطات، كما أنه يكره استخدام العنف والجريمة، وهي من الأمور الشائعة في عالم اليوم، ولكن بولت يتمتع بمقومات الشخصية التي تصنع منه قدوة للصغار والشباب، وهو يسعى دائماً للحفاظ على هذه الصورة. 7 ـ المحنة الملهمة أما سابع الأسرار والمفاتيح في شخصية بولت فهي قدرته على تحويل المحنة إلى ميزة تنافسية، حيث يقول طبيب فريق جامايكا لألعاب القوى بأن الأفارقة الذين انتهى بهم المطاف إلى جامايكا كانوا الأقوى في خصائصهم الجسدية، وهذا ما ساعد بولت وزملاءه في الفريق، ويضيف بأن جامايكا شهدت أكبر تمرد ضد العبودية في العالم، حيث كانت السفن تحمل العبيد الأفارقة إلى جزر الكاريبي، وهذا أدى إلى خلق ثقافة التصميم والإرادة والتي أدت إلى النجاح في رياضات ومنافسات ألعاب القوى. جرافيك «البرق بولت».. أسطورة مستمرة - أوسين ليو بولت - مواليد 21 أغسطس 1986»29 عاماً« - الجنسية: جامايكا - مكان الإقامة: كينجستون - جامايكا - بداية المسيرة الاحترافية: 2004 - الدخل السنوي: 20 مليون دولار - فوربس 2015: 73 في قائمة أكثر نجوم الرياضة دخلاً - الميداليات في جميع المسابقات: 29 ميدالية متنوعة - الذهبيات: 21 - الفضيات: 7 - البرونزيات: 1 إنجازات بولت في بطولات العالم - برلين 2009: ذهبية 100 متر «9.58 ثانية»- ذهبية 200 متر «19.19 ثانية»- ذهبية سباق 4 X 100 متر «37.31 ثانية». - كوريا ج 2011: ذهبية 200 متر «19.40 ثانية»- ذهبية سباق 4 X 100 متر «37.04 ثانية». - موسكو 2013: ذهبية 100 متر «9.77 ثانية»- ذهبية 200 متر «19.66 ثانية»- ذهبية سباق 4 X 100 متر «37.36 ثانية». - بكين 2015: ذهبية 100 متر «9.79 ثانية». إنجازات بولت في الدورات الأولمبية - بكين 2008: ذهبية 100 متر «9.69 ثانية»- ذهبية 200 متر «19.30 ثانية»- ذهبية سباق 4 X 100 متر «37.10 ثانية». - لندن 2012: ذهبية 100 متر «9.63 ثانية»- ذهبية 200 متر «19.32 ثانية»- ذهبية سباق 4 X 100 متر «36.84 ثانية». قصة الجزيرة التي تثير دهشة العالم منع الهجرة إلى أميركا يجعل جامايكا «سيدة السرعة» دبي (الاتحاد) على مدار ما يقارب 75 عاماً، تمكن نجوم جامايكا في ألعاب القوى من الفوز بـ57 ميدالية ذهبية في بطولات العالم، والدورات الأولمبية، وألعاب دورة ألعاب الكومنولث، أهمها 14 ذهبية في بطولات العالم، و13 ذهبية في الأولمبياد، وعلى الرغم من كل ما قيل عن الجزيرة الأسرع في العالم والتي لا يتجاوز عدد سكانها 2.85 مليون نسمة، فإن للتاريخ كلمته، فقد بدأ الظهور الجامايكي في سباقات السرعة منذ عام 1948، حينما فاز آرثر وينت بأول ميدالية ذهبية أوليمبية في سباق 400 متر. ومنذ هذا التاريخ فازت جامايكا بعدد هائل من الميداليات، غالبيتها في سباقات السرعة، وكم كان المشهد قاسياً ومحفزاً في الوقت ذاته حينما شاهد أبناء الجزيرة عشرات النجوم وهم يحصدون الذهب تحت علم دول أخرى، وعلى رأسهم لينفورد كريستي ودونوفان بايلي، بطلا 100 متر عامي 1992 و1996 بجدارة، ولكنهما كانا يدافعان عن بريطانيا وكندا، كما أن الكندي بن جونسون صاحب ذهبية 1988 من أصول جامايكية. تعود علاقة جامايكا بألعاب القوى لأكثر من 70 عاماً، فقد كانت الجزيرة تحت الحكم البريطاني، وتم تنظيم مسابقة لأفضل العدائين من المدارس الثانوية عام 1910، وتم تطوير هذا الحدث حتى أصبح الحدث الرياضي السنوي الأشهر في جامايكا، والذي يجذب حوالي 2000 متسابق ويشاهده الآلاف، وهو قمة هرم ممارسة سباقات العدو، فالأطفال يبدؤون في ممارسة العدو منذ سن الخامسة، وكلما رأيت ساحات فارغة في جامايكا تجد أطفالاً بها ينظمون سباقات عدو عشوائية على أمل أن تتحول تلك السباقات يوماً ما إلى بطولة. وكان هذا السباق لعقود مضت فرصة رائعة للجامعات الأميركية لاستقطاب أفضل الشباب ومنحهم الجنسية ومنحاً دراسية، وقد بدأ آنطوني ديفيز مدير القسم الرياضي في جامعة جامايكا للتكنولوجيا وهو المكان الذي تدرب فيه بولت وباول والعديد من العدائين الكبار، خطة علمية منذ ما يقرب من 30 عاماً تهدف إلى منع العدائين من مغادرة الجزيرة إلى الولايات المتحدة. وهناك الآن ما يقارب 3000 عداء في برنامج إعداد مكثف، وربما لا تكون المرافق والإمكانيات مثالية، إلا أن هناك حالة من الثقة في قدرات العدائين ورغبة في تحقيق نجاحات مثل بولت وغيره من الأبطال الذين أصبحوا مصدراً للإلهام والحماس، خاصة أنهم يحصلون على مليون دولار في السباق الواحد. جينات أم منشطات؟ دبي (الاتحاد) لأنها عادة بشرية متأصلة، لا يوجد نجاح إلا وكان له بعض الأعداء بالمرصاد، ولم يكن التفوق الجامايكي في ألعاب القوى استثناءً من ذلك، فقد شكك البعض، خاصة في الصحف الأميركية والأوروبية في نزاهة ونظافة نجوم جامايكا الذين يكتسحون سباقات السرعة في بطولات العالم والدورات الأولمبية. ومن النظريات الجدلية التي تقال عن تفوق جامايكا في سباقات السرعة تلك الفكرة التي تدور حول أن لديهم جينات تقف خلف هذا التفوق ولكنها نظرية تحتاج إلى دليل علمي، ولم يتم إثبات هذا الأمر بصورة قطعية، ويبدو أن هذا الأمر يتشابه مع أسطورة سباقات الماراثون والمسافات الطويلة التي يسيطر عليها نجوم أفريقيا. كما تردد أن نجوم جامايكا يستخدمون المنشطات التي تعزز الأداء الرياضي، وقد عانى هؤلاء النجوم من كثافة الخضوع لاختبارات الكشف عن المنشطات والتي لم تسفر عن أي إدانة، مما يؤكد نظافة الأسطورة الجامايكية، إلا أن النجاح اللافت له علامات استفهام وخاصة في عقلية المشككين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©