نصف مليون فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة في «الأقصى»

أدى نحو نصف مليون فلسطيني صلاة الجمعة الخامسة والأخيرة من شهر رمضان المبارك “الجمعة اليتيمة” أمس، في رحاب المسجد الأقصى المبارك بالقدس الشرقية المحتلة. وخصصت دائرة الأوقاف الإسلامية الفلسطينية مسجد قبة الصخرة المشرفة وساحته وبعض اللواوين والباحات لصلاة النساء، وبقية المصليات واللواوين والباحات لصلاة الرجال. وبدأت جموع المصلين التوافد على المسجد الأقصى من أنحاء القدس وضواحيها والأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام عام 1948 والضفة الغربية المحتلة منذ عام 1967، بعد صلاة الفجر وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في القدس الشرقية ومداخلها والحواجز العسكرية الإسرائيلية على الطرق المؤدية إليها، حيث منعت الآلاف من سكان الضفة الغربية الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً من دخول المدينة. وشهدت المعابر والحواجز العسكرية ازدحامات شديدة تخللتها تدافعات ومحاولات متعددة لدخول القدس، فيما نشرت الشرطة الإسرائيلية 5 آلاف جندي في المدينة ووضعت متاريس حديدية على بوابات البلدة القديمة والمسجد الأقصى لتفتيش المصلين، وحلقت طائرة مروحية ومنطاد راداري استخباري فوق المدينة لمراقبتهم، وعززت قوات الاحتلال انتشارها على طول مسار جدار الضم والتوسع العنصري الإسرائيلي في الضفة الغربية. ووجهت “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث الإسلامية” تحية إلى ملايين الفلسطينيين الذين شدوا الرحال إلى المسجد الأقصى طوال شهر رمضان، في رسالة واضحة للاحتلال بأنهم على استعداد لبذل الغالي والنفيس من أجل الدفاع عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. ودعت إلى مواصلة شد الرحال نحو المسجد والرباط فيه بعد رمضان، باعتبار ذلك خط الدفاع الأول عنه. في غضون ذلك، قمعت قوات الاحتلال مسيرات الضفة الغربية السلمية الأُسبوعية ضد الجدار والاستيطان اليهودي وتوغلت في حدود قطاع غزة. فقد اعتدى جنود إسرائيليون على المشاركين في مسيرة قرية المعصرة جنوب بيت لحم ومنعوهم من الوصول إلى موقع إقامة مقطع الجدار على الأراضي المصادرة هناك. وأُصيب طفل وستة صحفيين بجروح جراء اعتداء قوات الاحتلال عليهم بالضرب المبرح، خلال قمع مسيرة قرية كفر قدوم بين نابلس وقلقيلية، قبل أن يقتادهم جنودها إلى مستوطنة “قدوميم” المقامة على أراضي القرية. وذكر شهود عيان أن قوات إسرائيلية اقتحمت القرية وأقامت حاجزاً عسكرياً على مدخلها وأعلنتها منطقة عسكرية مغلقة ومنعت سيارات الإسعاف من دخولها. وأطلق جنود الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية باتجاه المشاركين في مسيرتي قريتي بلعين والنبي صالح غرب وشمال غرب رام الله، ورشوهم بالمياه النتنة الممزوجة بمواد كيماوية ملوثة، ما أدى إلى إصابة عشرات الفلسطينيين ودعاة سلام إسرائيليين ومتضامنين أجانب بحالات اختناق وتقيؤ شديدة. في الوقت نفسه، قام مستوطنو مستوطنة “ماعون” اليهودية بتقطيع أكثر من 30 شجرة زيتون في بلدة يطا جنوب الخليل. وتوغلت قوات إسرائيلية مصحوبة بدبابات وجرافات عسكرية في الأراضي الزراعية شرق رفح بجنوب قطع غزة، حيث قامت بعمليات تمشيط وسط إطلاق نار كثيف. وشهدت حدود مدينة غزة الشرقية، الليلة قبل الماضية، اشتباكات بين مسلحين فلسطينيين وقوة إسرائيلية خاصة حاولت التسلل إلى المنطقة الصناعية هناك. وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن الحدود الشرقية لقطاع غزة شهدت أيضاً تحركات نشطة، لأعداد كبيرة من الدبابات والآليات الإسرائيلية داخل السياج الحدودي، في حين أطلقت زوارق حربية إسرائيلية النار على قوارب صيادي الأسماك الفلسطينيين في بحر غزة.