رامسفيلد يقر بفشل جهود الاستقرار

واشنطن - وكالات الأنباء: أقر وزير الدفاع الاميركي المستقيل دونالد رامسفيلد بأن الجهود العسكرية الأميركية لتحقيق الأمن والاستقرار في العراق لم تنجح، فيما لم تكن لدى الجيش الأميركي الخبرة لمحاربة متطرفين مسلحين لا يتحركون بوفق تنظيم هيكلي واضح· وفي أول خطاب يلقيه منذ إعلان الرئيس الأميركي جورج بوش قبول استقالته يوم الاربعاء الماضي، قال رامسفيلد لطلاب في جامعة ولاية كانساس الأميركية مساء أمس الأول ''إن غزو العراق والاطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان نجاحا هائلا ولكن في المرحلة التالية لا تسير الأمور على ما يرام بشكل كاف وتفتقر الى السرعة والجودة المطلوبتين''· وشدد رامسفيلد على أن ''قيام عراق ديمقراطي ينعم بالسلام هو ما يأمله ويرجوه كل المعنيين''· وعدد ''المكتسبات التي تحققت منذ سقوط النظام العراقي السابق، خصوصا وضع الدستور العراقي وتشكيل حكومة ومعاودة والمستشفيات العراقية عملها وانتعاش التجارة وبروز صحافة حرة''· لكنه استدرك قائلا ''إن العنف بين المجموعات الداخلية، مجموعات مسلمة متطرفة ومجموعات مسلمة أخرى، أوجد وضعا شديد التعقيد· أقول بصراحة إن بلدنا ليست لديه خبرة في السيطرة على متطرفين عنيفين لا يملكون جيشا ولا قوات بحرية ولا جوية ويعملون في الظلام''· وأعلن أن بوش ووزير الدفاع الجديد روبرت جيتس ''سيواصلان تصحيح الوضع في العراق، لكن التعامل مع المتطرفين يتطلب صبرا ومثابرة كما كان الوضع خلال الحرب الباردة ومقاومة الشيوعية''· وأضاف ''إذا كنا نملك المثابرة والتصميم فسننجح في رؤية الشعب العراقي يتولى الأمور في بلاده ويحكمها ويضمن أمنها، وهذا طبعا ما نأمله ونرجوه''· وشدد على ضرورة ''وضع استراتيجيات لمحاربة التطرف وتطوير قدرة الدول المسلمة الصديقة على مواجهته على حدودها''· ورفض رامسفيلد عندما فتح باب الاسئلة الرد على سؤال عن تقييم أدائه كوزير للدفاع لمدة ست سنوات· وقال ساخرا ''سأدع التاريخ يعتني بذلك وأترك له الحكم عليٌ''· وقد انبرى رئيس أركان الجيش الأميركي السابق الجنرال المتقاعد ريتشارد مايرز للدفاع عنه حين قدمه الى الحضور، فأشاد بولائه لقيادته ونفى اتهامات بأنه لم يكن يأخذ برأي مستشاريه العسكريين· وقال ''كانت لديه العديد من الفرص لتحميل المسؤولية للعسكريين ولم يفعل ذلك مرة واحدة''· وأضاف ''كان من السهل جدا عليه ان يلصق تهمة ما حدث في سجن أبو غريب بوزارته او ببعض الافراد· لم يفعل ذلك يوما وظل يدير الوزارة بالطريقة التي يراها صحيحة''·