فكرة ذكيّة تلك التي تداعت إلى عقول خبراء شركة “جولي كلاود” الفرنسية الجديدة عندما عمدوا يوم الجمعة الماضي إلى إطلاق كمبيوتر جديد من فئة “النيتبوك” تحت اسم “جوليبوك” Jolibook، يتميز بانخفاض ثمنه بالمقارنة مع أجهزة مشابهة له في قوّة الأداء. وتكمن هذه الفكرة في اختصار آلآف التطبيقات التي لا لزوم لها بالنسبة للغالبية العظمى من المستخدمين والتي كانوا يدفعون ثمنها من دون داعٍ.
وقالت مصادر الشركة إن “النيتبوك” الجديد سوف يكون منافساً قوياً للأجهزة التي تنتجها الشركات العالمية الكبرى بكل من السعر وقوة الأداء من دون أن تحدّد سعره. ويأتي “النيتبوك” بحزمة تجهيزات متطورة، وبنظام تشغيل من طراز “إن550 مزدوج النواة” تبلغ سرعته 1.5 جيجاهرتز، وقرص صلب سعته 250 جيجابايت.
ولم تكشف الشركة عن قنوات توزيع جهازها الواعد، إلا أن من المتوقع أن يتم بيعه عن طريق موقعها الإلكتروني. ومن المنتظر أن يتم إطلاقه التجاري في أوروبا أولاً ثم في بقية دول العالم في وقت لاحق.
و”جولي كلاود” هو أيضاً اسم نظام للتشغيل قامت الشركة الفرنسية بتصميمه لهدف محدد يكمن في إلغاء الحواجز القائمة بين أجهزة الكمبيوتر الخاصة بسطح المكتب وتلك المتخصصة بالإبحار في شبكة الإنترنت.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن طارق كريم المدير العام التنفيذي لشركة “جولي كلاود” التي يوجد مقرّها في باريس تأكيده على أن “جوليبوك” يجب ألا ينظر إليه باعتباره مجرّد جهاز نيتبوك جديد يضاف إلى قائمة الأجهزة الموجودة في الأسواق، بل إنه يمثل بحدّ ذاته أسلوباً جديداً في مفاهيم الحوسبة المتنقلة. وأشار كريم إلى أن “جوليبوك” يمكن أن يعدّ أول “كمبيوتر فيسبوك” يهبط إلى الأسواق.
وعبّر كريم عن أهم المفاهيم التي تطرحها شركته عندما قال إن من يشتري جهاز كمبيوتر محمولاً يعمل بنظام مايكروسوفت للتشغيل، يتوجب عليه بعد ذلك شراء برنامج “مايكروسوفت أوفيس” والبرمجيات المضادة للفيروسات، والعديد من البرمجيات الأخرى حتى يتسنى له تحقيق الفائدة التي يريدها من الجهاز.
ويتساءل كريم: “من هم أولئك الذين يجدون أنفسهم رهائن لهذه الأساليب العتيقة في الحوسبة؟، إنهم بلا شك المستخدمون الذين لا يفهمون المعنى الحقيقي للحوسبة، والذين لا يعلمون أن في وسعهم الحصول على برمجيات مجانية بدلاً من دفع المبالغ الطائلة لشرائها”.
ويضيف كريم ملاحظات مهمة حيث يقول: “في عالم الأعمال، يمكن أن تكون لبرنامج أوفيس أهميته العظيمة؛ وأما في عالم المستهلكين العاديين، فإن برنامج ويندوز برمته غير ضروري. وربما تكون الغالبية العظمى من الناس العاديين لا تعي هذه الحقائق. ولهذا السبب، يأتي النيتبوك جوليبوك ليحرر الناس من كل هذه التكاليف الباهظة التي يدفعونها من غير داعٍٍ”.
ولا تكمن قوة منافسة “جوليبوك” بسعره المنخفض فحسب، بل وأيضاً في حزمة التجهيزات المجانية التي يقدمها، ومنها نظام التشغيل والتطبيقات. وسوف يدفع العملاء رسوماً شهرية زهيدة مقابل الاشتراك في بعض التطبيقات بما فيها التخزين السحابي للمحتوى بدلاً من تخزينه على القرص الصلب للجهاز.
عدد اليوم
