الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات تبث الحياة في مدارس عدن

الإمارات تبث الحياة في مدارس عدن
27 فبراير 2016 20:01
مهجة أحمد سعيد (عدن) بسرعة مذهلة، وخطى واثقة، نجحت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية في رسم البسمة على وجوه طلاب عدن والمحافظات المحررة من قبضة ميليشيات الحوثي وعفاش الغاشم، وتمكنت الهيئة خلال فترة وجيزة من توفير كافة متطلبات العملية التعليمية وتأهيل وصيانة «132» مدرسة من ضمن «145» مدرسة مقرر إعادة تأهيلها خلال العام عن طريق مكاتب هندسية وشركات مقاولات كبرى قامت بترميم وتأهيل المرافق التعليمية وتجهيز المدارس التي تضررت من الحرب وصيانتها، بخلاف إقامة «22» مظلة شمسية وتوزيع أكثر من «800» حقيبة مدرسية خلال العام الدراسي الأول من إجمالي «10000» حقيبة بتكلفة إجمالية تقدر بـ «80» مليون درهم، مما أسهم بشكل فعال في دعم العملية التعليمية وتهيئة بيئة جيدة تمكن التلاميذ من اكتساب العلم والمعرفة. وقابل أهالي وأولياء الأمور في المناطق التي تم تحريرها هذا المجهود بالشكر، وأثنوا على كل من ساهم بصورة في عودة أبنائهم إلى مقاعد الدراسة وصيانة المدارس الأمر الذي يسهم في مواصلة تعليمهم، بعد انطلاق العام الدراسي في موعده المحدد في منتصف شهر سبتمبر من العام الماضي بعد شهرين فقط من عملية التحرير بدعم كامل من التحالف العربي ومشاركة بطولية وتضحيات من الإمارات العربية المتحدة سواء بالرجال أوالمعدات أوالمال، علاوة على جهد كبير في ترسيخ الأمن والاستقرار بالمدن المحررة. ومنذ الأيام الأولى لتحرير عدن ومحافظات الجنوب اهتمت الإمارات العربية المتحدة بالعملية التعليمية، وأبدت حرصاً شديداً على عدم توقف العام الدراسي، وعملت بشكل دؤوب على عودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة، فسخرت كل الإمكانيات لإزالة آثار الدمار والتشويه الذي لحق بمدارس مدينة عدن جراء الاشتباكات والقصف، بهدف تشجيع الطلاب على الذهاب للمدرسة وعدم البقاء خارج أسوار الدراسة حتى لا يكونوا فريسة سهل لعمليات التجنيد في سن مبكرة وضمهم إلى معسكرات تدريب يتلقون بها توجيهات وأفكار ضالة أو محرضة على الإرهاب. يؤكد نائب مدير بمكتب التربية والتعليم بعدن، حسين بافخسوس، لـ «الاتحاد» أن انطلاق العام الدراسي 2015 - 2016م بموعده المحدد، بعد ترميم المدارس من قبل الهلال الأحمر الإماراتية وإعادة الدراسة، كما كانت بالسابق، بل أفضل، وفي حلة جديدة جعلت المدارس بيئة صالحة للتعلم، حيث توافد الطلاب لمدرسة، والهيئات التعليمية كل إلى مقار الدراسة، وبدأت العملية التعليمية والتربوية في أحسن حال، من خلال المتابعة وجدنا العملية تسير على ما يرام والمعلمين يؤدون واجبهم والفرق التوجيهية بالمديريات تتابع سير العملية التعليمية، وتجاوزنا الظروف التي مرت بها المحافظة، ويمكننا القول إن الأوضاع اليوم في مدارسنا أفضل مما كنا نتوقع بكثير، بفضل الله أولاً وبجهود الهلال الأحمر الإماراتية، حيث توفر الأثاث المدرسية ومختلف الوسائل التعليمية والتقنية، ولا زال هذا المدد مستمراً من الإمارات الشقيقة. أضاف: بدورنا نقدم كل الشكر والعرفان للأشقاء الإماراتيين على ما قدموه، ولا يزالوا يقدمونه، فدعم الهلال الأحمر لم يقتصر على التأهيل والصيانة فقط، وهناك مشاريع أخرى قدمتها الهلال الأحمر تتمثل في توزيع الحقيبة المدرسية لطلاب المراحل الابتدائية، كلمسة إنسانية، للأسر التي تضررت من الحرب، والتي فقدت الدخل المادي، وبالتالي تجد صعوبة في توفير احتياجات الطلاب. وقال: تمكننا من خلال مساعدات الهلال الأحمر من تجاوز كل العقبات وتحقيق إنجازات ملموسة خلال ستة أشهر ونجني ثمارها الآن، كأجراء العملية الامتحانية في محافظات عدن ولحج وإبين والضالع بنجاح الذي نظمها المكتب بعدن بالمساعدة المالية التي ساعدتنا في شراء الطابعة السرية لاستمارات الامتحانات واستكمال الفصل الدراسي الأول والانتقال للثاني بكل ثبات. الآثار الإيجابية كانت واضحة في عملية ترميم وصيانة المدارس الذي تبنت الهلال الأحمر الإماراتية تمويلها والإشراف عليها، وهو ما أكده رئيس شعبة المشاريع والتجهيزات بمكتب التربية والتعليم بعدن، ناصر أحمد محمد، وقال: أعمال التأهيل شملت مدارس التعليم الأساسي، والثانوي، ورياض الأطفال، ومكاتب التربية والتعليم بالمديريات، والكل هذا يصب في خدمة العملية التعليمية والتربوية بمدينة عدن، لأن المدارس التي كانت مدمرة ومتضررة كان لها تأثير نفسي سلبي على الطلاب، لكن الهلال الأحمر الإماراتية قامت بعمل جبار لن ينساه الشعب اليمني، فقد ظهرت مدارس عدن بمظهر لم يكن مألوفاً، أدخلت البهجة والسرور في نفوس الطلاب. وأضاف: قدمت الهلال الأحمر الإماراتية أربعة آلاف مقعد مزدوج للمدارس المحتاجة، ولديهم خطة لاستكمال تأسيس بقية المدارس وتزويدها بالمستلزمات التي تخص الطلاب والمعلمين والمعلمات والإدارات المدرسية، إضافة إلى تزويدنا بأجهزة كمبيوتر حتى يتمكن الطلاب من التعامل مع التقنية بشكل يزيد من فعالية التعلم. ويضيف مدير إدارة التعليم العام بالمكتب بعدن، نبيل عبد المجيد: تعرض عدن لعدوان غاشم تضررت خلاله كثير من المدارس والمنشآت التعليمية، مما أعاق العملية التعليمية وعطل الكثير من المرافق التربوية، وبدعم من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي حققنا إنجازات ملموسة، ولا زالت هناك مشاريع جاري تنفيذها، بفضل الدعم السخي للهيئة ، فنحن نشعر اليوم بأن العام الدراسي بدأ يستقيم ووتيرة العملية التعليمية والتربوية تسير في الاتجاه الصحيح، وقد تمكنا من تنفيذ خطة التعليم العام بشكل طبيعي، واستقرت العملية، وبفضل الله ثم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وبمشاركة قوية وفاعلة من الإمارات العربية المتحدة تم تطبيع الحياة العامة في مدينة عدن. وتقول كفاح علي البكيلي، بمدرسة العريش بخور مكسر: بعد تجهيز هذا المدرسة بأدوات مناسبة تمكننا من إعطاء ما لدينا من خبرة لطلابنا، والجهود التي بذلتها دولة الإمارات، وتوفير كافة المستلزمات الدراسية والأثاث التي يحتاجها الطلاب خلال فترة قصيرة موقف إنساني رائع لن ينساه اليمنيون، فإدخال هذه التحسينات ساهم في إقبال عدد كبير من الطلاب على الدراسة، وأعاد البسمة والأمل للتلاميذ الذين كانوا بأمس الحاجة لمثل هذه الظروف الجيدة بعد ما قاسوه بسبب الحرب، وأضافت: هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا، فالتعليم أمر بالغ الأهمية، ويجب أن يتاح لأبنائنا حق الحصول على المعرفة والدراسة. وأشارت رئيسة شعبة التدريب والتأهيل بمكتب عدن، مايسة عشيش، إلى أن العلمية التعليمية تسير بصورة طبيعية نتيجة لدعم الهلال الأحمر الإماراتية وتكاتف جهود الجهات التربوية وأولياء الأمور، فدور الهلال الأحمر الإماراتية كان حجر الزاوية في إعادة بناء العملية التعليمية، ولا نزال نتطلع لدعم مماثل في تأهيل الكادر التربوي بالبرامج التدريبية في مجالات الدعم النفسي والتربوي للمعلمين والتلاميذ وأولياء الأمور، وبرامج بناء السلام وترسيخ ثقافة الحوار في البيئة التعليمية، مشيرة إلى أنه سيتم تنفيذ برامج للدعم النفسي بالتعاون مع منظمة اليونيسيف ويستهدف هذا البرامج ثلاثة وأربعين مدرسة ويقوم المشاركون فيه بتدريب ستة وثمانين مدرباً وألف وخمسة وستين معلماً ومعلمة في موضوعات مرتبطة بعملية الدعم النفسي بهدف تعزيز مبدأ السلام وحل المشاكل على أساس التفاهم والحوار وترسيخ مبادئ التعايش السلمي وقبول الآخر بين الطلاب والمعلمين. وأضافت عشيش: إذا استطعنا أن نسير على هذا النهج في المدارس ستنعكس النتائج بشكل طبيعي على المجتمع، لأن المدارس هي المكان الأنسب لترسيخ القيم الراقية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©