الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ضرب الأزواج ظاهرة خطيرة ضد الدين والقيم

ضرب الأزواج ظاهرة خطيرة ضد الدين والقيم
25 نوفمبر 2010 21:10
عنف النساء وعصيان وتمرد الزوجات على أزواجهن من الظواهر التي تفشت في بعض المجتمعات العربية، فقد كشفت إحصائيات عدد من المركز الاجتماعية المتخصصة أن 10 في المئة من الرجال المتزوجين يتعرضون للعنف من زوجاتهم مما يصل إلى حد العاهات المستديمة، وأن نحو 30 في المئة من الزوجات يضربن أزواجهن ويعتدين عليهم بالسباب مع تفشي ظاهرة الخُلع، حيث يبلغ عدد الرجال المخلوعين 44 ألفا كل عام، كما تكونت جمعيات غير حكومية تدافع عن حقوق الأزواج المقهورين لحمايتهم من بطش زوجاتهم، وتخصيص عدد من الملاجئ للأزواج المجني عليهم، وانتشار مراكز التأهيل النفسي للرجال المعنفين. وأكد علماء الدين أن هذه الممارسات تتعارض مع الضوابط التي اقرها الإسلام كأساس للعلاقة الزوجية القائمة على المودة والرحمة والكفيلة بحفظ الأسرة واستقرارها. يقول الدكتور محمود الضبع- أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة قناة السويس- إن الشريعة الإسلامية وضعت حقوقا وواجبات على جميع أفراد الأسرة، وأوجبت الالتزام بها ومراعاتها بهدف إشاعة الاستقرار والطمأنينة في أجواء الأسرة، والتمسك بهذه الحقوق والواجبات يؤدي إلى تعميق الأواصر وتمتين العلاقات، وينفي كل أنواع المشاحنات والخلافات المحتملة، والتي تؤثر سلبا على جو الاستقرار الذي يحيط بالأسرة، ويؤثر على استقرار المجتمع. القوامة والطاعة وأوضح أن المنهج الإسلامي جعل للزوج حق القوامة، ويقول الله تعالى: «الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم» النساء 34، فقد أعطى الله سبحانه وتعالى هذا الحق للزوج ليقود الأسرة ويصلح أحوالها، فهو المسؤول عنها وله التوجيه والإشراف، وواجب الزوجة مراعاة هذا الحق لأن من الحقوق المرتبطة بالقوامة والطاعة، وقال الرسول- صلى الله عليه وسلم: «أن تطيعه ولا تعصيه، ولا تتصدق من بيتها إلا بإذنه، ولا تصوم تطوعا إلا بإذنه، ولا تمنعه نفسها، وإن كانت على ظهر قتب، ولا تخرج من بيتها إلا بإذنه». وقال إنه يجب على الزوجة أن تبتعد عن كل ما يغضب زوجها ويؤلمه نفسيا ومعنويا، فلا يجوز لها أن تدخل بيته أحدا بغير علمه، أو تسمعه ما يؤذيه ويسخطه من العبارات النابية، أو تقدم على التصرفات غير اللائقة التي تظهر سوء خلقها معه. ويضيف أن الزوجة مطالبة بمراعاة وضع زوجها ومكانته في تعاملها معه خاصة أمام أبنائه، فيجب عليها أن تشعرهم بمقام والدهم، موضحا أن المنهج الاسلامي حرص على منع تمادي الزوجة في تصرفاتها التي لا تنم عن حسن الخلق، وتجرف الأسرة إلى أجواء التوتر والصراع، فارشد إلى حق الزوج في استخدام العقوبات الكفيلة بوقف سلوكياتها الخاطئة وعودة الأمور إلى طبيعتها. تأديب الزوجة تقول الدكتورة ملكة زرار- أستاذ الشريعة والداعية الإسلامية- إن الإسلام بين حقوق الزوجين وما يجب أن يراعيه كل منهما وفي حالة حدوث الشقاق، يجب عليهما الالتزام بالقواعد الشرعية الكفيلة بإنهائه في مهده، أو التخفيف من حدته على كلا الزوجين، فإذا كانت الزوجة هي المسببة للشقاق والنشوز بعدم طاعتها للزوج وعدم احترامه وتسلطها عليه بالقول أو الفعل، فللزوج حق اتخاذ المواقف التي تعالج نشوزها، ولكن يجب أن يكون موقفه تجاهها عادلا بعيدا عن الأهواء ونزعات الانفعال والعصبية. وتؤكد أن هناك مراتب ودرجات لتأديب الزوجة غير المطيعة التي لا ينفع معها الوعظ والإرشاد، وتتسلط على زوجها بالقول أو الفعل، والشريعة وضعت عقوبات متدرجة تبدأ من الأخف إلى الأشد، وتراعي موقف المرأة ومقدار نشوزها وإعراضها وعدم طاعتها بعد بذل النصيحة والموعظة، يقول الله تعالى: «واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا» ويجب على الزوج أن يصبر على أذى زوجته فيبدأ باستخدام بعض الأساليب التي تخوفها من الله تعالى وتذكرها بحقوقه عليها ووجوب احترامه وتقديره، فإن لم تتوقف عن سلوكياتها يهجرها بالإعراض عنها من غير إخلال بما يحفظ حياتها من غذاء ولباس، وإذا تمادت ولم ينفع معها الوعظ يكون من حقه ضربها ضربا رقيقا غير مبرح، وفى حالة استمرار تعنتها ونشوزها عليه أن يسعى في المصالحة ببعث حكم من أهله وحكم من أهلها، مصداقا لقوله تعالى:»وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا». وقالت إن الإسلام جعل الطلاق وإنهاء العلاقة الزوجية حلا أخيراً إذا لم تنفع جميع محاولات الإصلاح وإعادة العلاقات إلى طبيعتها، وإذا لم تتوقف المشاكل واستحكم الشقاق، مضيفة أن الرسول-صلى الله عليه وسلم- حث الزوجين على التعقل والتدبر والابتعاد عن مواطن الخلاف والحرص على استمرار الحياة التي يسودها الود والحب والتعاون وأن يكون الصبر والتفهم وسيلة التغلب على المشاكل المعكرة لصفو المودة والوئام، ويقول الله تعالى: «وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير». كما أمر تبارك وتعالى الزوج بالمعاشرة بالمعروف فقال: «وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعَل الله فيه خيرا كثيرا». تفكك أسرى يقول الدكتور حامد أبو طالب- أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر- يجب أن تقوم العلاقة بين الزوجين على الاحترام والتقدير فلا يعمد أي منهما إلى الأذى أو الإساءة للآخر، أو السلوكيات غير المنطقية التي تنم عن روح الغل والإصرار المقيت بما يؤدي إلى تسميم أجواء الأسرة بالتوترات الدائمة والمشاكل التي لا تنقضي وتتسبب في التفكك الأسرى. ويؤكد أن عنف النساء من الظواهر الاجتماعية المستجدة على المجتمعات العربية، وتجاهل القيم الإسلامية وغياب الوعي الديني الصحيح من قبل الزوجين أدى إلى بروزها على صفحات الجرائد وفى وسائل الإعلام، فالأفكار المادية تسيطر على عقول وقلوب الكثيرين وتسببت في تلاشي مفاهيم المودة والرحمة والعشرة بالمعروف وأصبحت العلاقات تقوم على الماديات، مما اوجد أوضاعا ظالمة ومجحفة داخل الأسرة، فنجد بعض الزوجات يستقوين على الازواج بالمال او بالعمل أو بنفوذ اسرهن ويرفضن قوامة الزوج وشجعهن على التمادي انتشار أفكار التحرر والجمعيات النسوية المتطرفة التي تستخدم وسائل الإعلام في بث المفاهيم التي تستهدف تغريب الأسرة العربية. نصائح الرسول ويضيف أن الإسلام وضع منهجا متكاملا يحفظ الحياة الزوجية من الاضطراب وعدم الاستقرار نتيجة السلوكيات غير المشروعة سواء من جانب الزوج أو الزوجة. وقال إن بعض الأزواج يتعامل مع الزوجة باللامبالاة والتعالي، ويسعى بكل قوة إلى سلب إرادتها وحقها في المشورة وعدم الاستجابة لطلباتها المشروعة والمن عليها وإكراهها على القيام بعمل لا ترتاح له معنويا ونفسيا ومعاتبتها والإساءة إليها أمام الأولاد وأمام الاخرين، بل ومعايرتها بمن هن أفضل منها وإذلالها عندما تطلب منه حقا من حقوقها المشروعة وتهديدها بالزواج من أخرى أو بالطلاق عند حدوث سوء تفاهم بينهما. وهذه السلوكيات وما في حكمها تجعل الحياة الزوجية شقاء وبؤسا ويجب على الزوج تجنبها للمحافظة على الجوانب الروحية وتقوية روابط المودة والرحمة بين أفراد الأسرة، والله تعالى يقول: «وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شيء عليم» الأنفال 75، ويقول الرسول- صلى الله عليه وسلم: «استوصوا بالنساء خيرا»، ويقول أيضا- عليه الصلاة والسلام: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي». ويوضح أن من الزوجات من تتجاهل نصائح الرسول- صلى الله عليه وسلم- في وجوب تقدير الزوج واحترامه والصبر عليه، والتي باتباعها يعم الاستقرار والطمأنينة الأسرة، فتكلف زوجها ما لا يطيق في أمر النفقة، وتجلب على زوجها المشاكل بالأفعال والأقوال المنكرة، وقال- صلى الله عليه وسلم: «أيما امرأة أدخلت على زوجها في أمر النفقة وكلفته ما لا يطيق، لا يقبل الله منها صرفا ولا عدلا إلا أن تتوب وترجع وتطلب منه طاقته». عواقب التقليل من شأن الزوج يقول الدكتور حامد أبو طالب إن للزوج حقوقا يجب أن تحرص الزوجة على تأديتها وعلى رأسها حقه في القوامة وواجبها في الطاعة فيما يرضي الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام، وتجاهل حقوق الزوج يتسبب في تضييع مكانته في نفوس أبنائه، فلا يحفظون له مقامه، ولا يطيعون أوامره، ولا يستجيبون لإرشاداته ونصائحه، فيحدث ما لا تحمد عقباه وتنفصم العلاقة بين جميع أفراد الأسرة وتتقوض أركانها.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©