الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تعيين الإبراهيمي رسمياً مبعوثاً دولياً إلى سوريا

تعيين الإبراهيمي رسمياً مبعوثاً دولياً إلى سوريا
18 أغسطس 2012
عواصم (وكالات) - أكدت الأمم المتحدة مساء أمس، أن الدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي تم تعيينه رسمياً ليحل محل كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوسيط دولي في الأزمة السورية، وذلك بعد نحو أسبوعين من استقالة الأخير. وفيما دعا الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم للمبعوث الجديد لتسهيل نجاحه في مهمته، بدا الإبراهيمي غير واثق بفرص نجاحه في وضع حد للنزاع الدامي منذ نحو 18 شهراً، قائلاً في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أمس، “ربما أفشل بالقدر نفسه.. لكن في بعض الأحيان نحن محظوظون ويمكننا إحراز اختراق”. وفي أول رد فعل له، أبدى البيت الأبيض رغبته في الحصول على مزيد من التفاصيل بشأن مهمة المبعوث الدولي الجديد لسوريا، قائلاً على لسان جون ارنست مساعد المتحدث باسم الرئيس باراك أوباما في لقائه اليومي مع الصحفيين “يلزمنا المزيد من الإيضاحات من الأمم المتحدة بشأن مهمة الإبراهيمي في منصبه الجديد”. من ناحيته، أعلن اليستير بورت الوزير البريطاني للشرق الأوسط وشمال أفريقيا “الدعم الكامل” من بلاده لتعيين الإبراهيمي موفداً دولياً خاصاً إلى دمشق، وأشاد بالخبرة الواسعة التي سيقدمها إلى هذا الدور المهم للبحث عن حل سياسي ينهي العنف في سوريا. كما أعرب بورت عن “الأمل بتوحد المجتمع الدولي لتقديم كل الدعم إلى الإبراهيمي للعمل مع كل أطراف النزاع لإنهاء أشهر من سفك الدماء”، مضيفاً أنه ينتظر أول مناسبة لعقد لقاء مع الموفد الجديد لبحث سبل “دعم الجهود الدبلوماسية الرامية لوقف العنف في سوريا”. بالتوازي، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس، إن الوسيط الدولي الجديد في الأزمة السورية سيحتاج إلى توافق في مجلس الأمن الدولي كي ينجح في مهمته، مشدداً في مؤتمر صحفي بأنقرة بقوله “تعيين الإبراهيمي أمر مهم، لكن ينبغي لمجلس الأمن مساعدته من خلال توحده.. كنا لا نريد لمهمته أن تفشل مثل سلفه عنان.. يتعين علينا إيجاد توافق في مجلس الأمن ولا نسمح بأي أساليب للتعويق”. من ناحيته، جدد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف رفض بلاده إقامة “منطقة حظر جوي” فوق سوريا “بذريعة أزمة إنسانية”، فيما أوضحت وزارة الخارجية الروسية أن مهمة المكتب التنسيقي (مكتب اتصال سياسي جديد) التابع للأمم المتحدة في سوريا، هي حث الأطراف المتنازعة على بدء الحوار السياسي. وفي وقت سابق، أعلنت الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة وروسيا أجرتا محادثات “مباشرة وكاملة وجدية جداً” حول سوريا وإيران، وذلك خلال زيارة لموسكو قامت بها وندي تشيرمان المسؤولة الثالثة في الوزارة أمس الأول. وقال ادواردو ديل بيي المتحدث باسم الأمم المتحدة “يعرب الأمين العام عن تقديره لرغبة الإبراهيمي في وضع مواهبه وخبراته الكبيرة في هذه المهة الحاسمة التي سيحتاج (ويتوقع حقاً)، من أجلها دعماً قوياً وواضحاً وموحداً من المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن”. ويؤكد هذا الإعلان ما قاله دبلوماسيون أمس الأول بشأن تعيين الإبراهيمي في منصب مبعوث مناط به التفاوض مع السلطات السورية وفصائل المعارضة لوقف العنف وإحلال السلام بعد اضطرابات دامية مستمرة منذ نحو 18 شهراً انذلقت معها سوريا لحرب أهلية. وسيصبح اسم منصب الإبراهيمي الذي تردد لأيام في قبول المهمة التي وصفها السفير الفرنسي في الأمم المتحدة جيرار ارو بأنها “مهمة مستحيلة”، الممثل الخاص المشترك لسوريا. وقال دبلوماسيون إن سبب تغيير اسم المنصب هو إبعاد الإبراهيمي نفسه عن عنان. وقال ديل بيي إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي يدعمان تعيينه. وأفاد دبلوماسيون بأن كل أعضاء مجلس الأمن يؤيدون الإبراهيمي. وأوضح ديل بيي “الدبلوماسية من أجل دعم حل سلمي للصراع في سوريا ما زالت على رأس أولويات الأمم المتحدة”. وأضاف “زيادة القتال والعسكرة ستؤدي فقط إلى تفاقم المعاناة وزيادة صعوبة الطريق إلى حل سلمي للأزمة يؤدي إلى انتقال سياسي يتماشى مع الطموح المشروع للشعب السوري”.” وقال مسؤولون آخرون بالأمم المتحدة إن من المتوقع أن يصل الإبراهيمي إلى نيويورك الأسبوع المقبل (يبدأ غداً الأحد) لمقابلة بان كي مون لبحث خطط بشأن نهج جديد في التعامل مع الصراع السوري الذي يقول ناشطون مناهضون لنظام الرئيس الأسد إنه حصد أكثر من 23 ألف قتيل. وقال ديل بيي إن بان كي مون شكر عنان الحائز جائزة نوبل للسلام والذي قبل القيام بمهمة المبعوث الخاص المشترك إلى سوريا قبل نحو 6 أشهر “على جهوده المتفانية ومساهماته في مسيرة السلام في سوريا”. وصرح عنان الذي يترك منصبه نهاية الشهر الحالي بأن خطته للسلام في سوريا تعثرت بسبب الانقسام داخل مجلس الأمن الدولي. وأصيب عنان بخيبة الأمل بسبب الخلاف بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن. وصوتت روسيا والصين أكثر من مرة ضد قرارات لمجلس الأمن يدعمها الغرب ودول عربية تنتقد الحكومة السورية وتهددها بعقوبات، وقالت إن الولايات المتحدة وأوروبا ودول عربية تسعى إلى تغيير النظام. فيما تتهم القوى الغربية موسكو التي هي أكبر موردي السلاح إلى سوريا، بأنها تدعم حكومة الرئيس الأسد، كما تتهم إيران بتقديم مساعدات عسكرية للأسد. وكان دبلوماسيون قد ذكروا في وقت سابق أن الولايات المتحدة لا ترى فائدة تذكر من تغيير مبعوث السلام، وزادت مساعداتها غير الفتاكة للمعارضة السورية المسلحة. وعمل الإبراهيمي (78 عاماً) مبعوثاً للأمم المتحدة في العراق بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 وأطاح الرئيس الراحل صدام حسين، إضافة إلى أفغانستان قبل وبعد نهاية حكم “طالبان”، وفي جنوب أفريقيا مع خروجها من نظام التفرقة العنصرية. وجاء الإعلان بشأن تعيين الإبراهيمي بينما يستعد مراقبو الأمم المتحدة في سوريا للانسحاب بسبب العنف. وأكد الإبراهيمي الأسبوع الماضي أنه يريد إنهاء الخلافات الدولية بشأن سوريا. وقال الأسبوع الماضي “يجب أن يتحد مجلس الأمن والدول الإقليمية لضمان إمكانية حدوث انتقال سياسي بأسرع ما يمكن..لا يمكن لقادة العالم أن يبقوا منقسمين أكثر من ذلك”. وعلى صعيد متصل، قال دبلوماسيون إن روسيا ألغت اجتماعاً أمس، يضم الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن ودولاً رئيسية في الشرق الأوسط بشأن سوريا فيما يعرف باسم “مجموعة العمل الدولية”، وذلك بسبب عدم تأكيد معظم المشاركين لحضورهم. وقال دبلوماسي لـ”رويترز” بعد أن طلب عدم الكشف عن اسمه “لم يؤكد أحد تقريباً حضوره، لا الأميركيين ولا الأوروبيين ولا العرب.. لم يكن هناك اهتمام يذكر بهذا الاجتماع”. وأعلن السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين عن خطط عقد الاجتماع أمس الأول بين روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا وقطر والكويت ودول أخرى للاتفاق على “دعوة كل أطراف الصراع في سوريا لإنهاء العنف بأسرع ما يمكن”. وقال متحدث باسم البعثة الروسية في الأمم المتحدة، إن الاجتماع الذي كان مقرراً في نيويورك أمس، تأجل بناء على طلب من بعض أعضاء المجموعة، فيما توقع دبلوماسيون آخرون أن اجتماع مجموعة العمل لن يتم مطلقاً على الأرجح. وكانت المجموعة قد عقدت الشهر الماضي بدعوة من عنان، اجتماعاً على المستوى الوزاري في جنيف، أكد فيه المشاركون التزامهم خطة السلام السداسية التي تستهدف وقف إطلاق النار وتقديم مساعدات إنسانية وبدء محادثات بشأن الانتقال السياسي في سوريا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©