افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وفخامة براتيبا باتيل رئيسة جمهورية الهند أمس المركز التجاري الهندي الدائم في منطقة التعاون بجوار مركز اكسبو الشارقة.
وسيسهم المركز الذي أقيم على مساحة 20 ألف قدم مربعة في تدعيم حركة التبادل التجاري بين الهند والإمارات بصفة عامة والشارقة بصفة خاصة حيث تعد الإمارات الشريك التجاري الأول للهند في المنطقة .
بدأت وقائع الاحتفال باستقبال صاحب السمو حاكم الشارقة لفخامة رئيسة جمهورية الهند لدى وصولها، كما كان في استقبال فخامتها سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة وسمو الشيوخ وكبار المسؤولين.
ورحب صاحب السمو حاكم الشارقة بفخامة رئيسة الهند منوهاً سموه بعلاقات الصداقة الوطيدة التي تجمع بين الإمارات والهند منذ القدم، مشيداً سموه بجهود القائمين علي تأسيس المركز التجاري الهندي الدائم من كلا الجانبين متمنياً سموه مزيداً من الازدهار لعلاقات التبادل التجاري بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الهند.
وأشادت فخامة براتيبا باتيل رئيسة جمهورية الهند بالحفاوة والاستقبال الحار الذي لقيته في إمارة الشارقة مؤكدة الدور الكبير الذي يقوم به صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في نهضة الإمارة وقيادة التطور الحضاري والتطور في جميع المجالات برؤية ثاقبة ونظرة مستقبلية.
ووجهت فخامتها الدعوة لصاحب السمو حاكم الشارقة لزيارة جمهورية الهند وقد قبلها سموه على أن يحدد موعدها فيما بعد مشيدة بالعلاقات المتميزة بين الجانبين والتي تمتد الى عقود طويلة ماضية وتزداد عمقاً يوماً بعد يوم.
وقالت في كلمة لها إنها تفتخر بكونها أول رئيس للهند يقوم بزيارة رسمية للشارقة بمناسبة افتتاح المركز والمعرض التجاري الهندي الدائم والذي يعتبر جسراً للتواصل بين دولة الإمارات والهند.
وأكدت رئيسة الهند على أن المركز التجاري الهندي في الشارقة سيكون له دور في تعزيز العلاقات الوطيدة بين الجانبين ليس في القطاع التجاري والاقتصادي فقط بل في جميع المجالات ومن بينها المجال الثقافي بطبيعة الحال لافتة إلى المكانة المتميزة لإمارة الشارقة كإمارة كرمتها منظمة اليونسكو في العام 1998 باختيارها عاصمة للثقافة العربية.
وأشارت الى الموقع المتميز لإمارة الشارقة والذي تتطلع الهند من خلالها لتكون منفذاً لإعادة تسويق وتصدير المنتجات والسلع الهندية الى دول المنطقة وغيرها من الدول المجاورة.
وتطرقت رئيسة الهند الى النمو في حركة المبادلات التجارية بين الإمارات والهند حيث وصل الى 120 مليار درهم “43 مليار دولار” معربة عن أملها أن يتضاعف هذا الرقم خلال السنوات المقبلة وأن تزداد معدلات الاستثمار بين الجانبين وفي شتى المجالات خاصة وأن دولة الإمارات لديها كل مقومات جذب الاستثمارات من تشريعات وبنية تحتية لافتة الى أن المركز التجاري الهندي سيكون له دور هام في الترويج التجاري والاستثماري بين الجانبين.
وقد بدأت مراسم الاحتفال بالسلام الوطني لدولة الإمارات وجمهورية الهند ثم القى أحمد محمد المدفع رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة كلمة توجه فيها بخالص الشكر والتقدير لصاحب السمو حاكم الشارقة وفخامة رئيسة جمهورية الهند برعاية افتتاح المركز والذي يأتي تقديراً وانعكاساً لاهتمام فخامتها بدعم مبادرة تأسيس المركز ومساندة جهود الشارقة في تعزيز التعاون المثمر والبناء بين بلدينا، ولتبرز بصورة جلية مدى عمق العلاقات الوثيقة الممتدة بجذورها في أحقاب التاريخ الحافل، بعقود من الصداقة المتميزة .
وأكد في كلمته حرص إمارة الشارقة دوماً على أن تكون نموذجاً أمثل للإسهام في تطويرها ونموها في ظل الدعم والمساندة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بدءا من احتضان الإمارة لخبرات فنية عاملة وكفاءات استثمارية هندية ناجحة ثم مروراً بتخصيص أراض لمقار الجمعية الهندية والعديد من المؤسسات التعليمية الهندية بمكارم سخية من سموه “وليصبح المركز الهندي الذي نحتفل بافتتاحه اليوم ثمرة جديدة يانعة من ثمار هذه الرعاية الكريمة ونتاج متابعة سموه الحثيثة والمشجعة للجهود المشتركة في التواصل الإيجابي بين الجانبين”.
وأعرب سوديش ك. أغروال رئيس مجلس إدارة مركز التجارة والمعارض الهندي في كلمته بهذه المناسبة عن تشرفه وفخره بتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة وفخامة رئيسة جمهورية الهند بحضور الافتتاح الرسمي لمركز التجارة والمعارض الهندي في الشرق الأوسط والتي تعود فكرة افتتاحه وافتتاح مراكز تجارية متخصصة أخرى لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، مشيراً الى أن فكرة هذه المراكز تعد فريدة من نوعها في العالم.
وأوضح في كلمته أن مركز التجارة الهندي سيعمل على الترويج للتجارة والاستثمار بين الهند ودولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقال إنه تم تأسيس منتدى قادة الأعمال في المركز الذي سيضم قادة عالم التجارة والصناعة والمهن ليكونوا أعضاء فيه.
كما سيشكل المنتدى منصة مثالية للتفاعل والتواصل على أعلى مستوى وسيكون مكاناً ضرورياً للتفاعل والتخاطب بين الوفود والجهات المعنية الزائرة. وأشار إلى أن مركز التجارة الهندي ليس منظمة ربحية وقد قام الأمناء بالتبرع بخمسة ملايين درهم لإنشاء وإدارة المركز. ثم تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة وفخامة الرئيسة الهندية بازاحة الستار عن اللوحة التذكارية للمركز.
وقد وجهت السيدة سريبريا مدير عام مركز التجارة والمعارض الهندي الشكر والامتنان العميقين لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة وموظفي الغرفة .
من جانبه، قال حسين محمد المحمودي مدير عام غرفة تجارة وصناعة الشارقة إن انطلاق هذا المركز يأتي في إطار تنفيذ توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بالعمل على التواصل الاقتصادي والحضاري والثقافي مع الدول الشقيقة والصديقة.
وأشار إلى أهمية استثمار مكرمة سموه السخية في تخصيص أراضي مدينة اكسبو الشارقة بمنطقة الخان لإقامة مراكز ومعارض دائمة لدول تحظى بكافة وسائل الدعم والمساندة من الغرفة والدوائر الحكومية في الإمارة لتكون صروح معبرة عن العلاقات المتنامية لدولة الإمارات مع تلك الدول وفتح مجالات أمام التعاون المثمر والمستمر في مختلف المجالات بإسهام فاعل من قطاع الأعمال .
وأضاف المحمودي أن المركز التجاري الهندي يمثل نتاج الجهود المشتركة ويعكس مدى عمق وتنامي العلاقات بين الإمارات والشارقة من جهة والهند من جهة أخرى.
الجدير بالذكر أن مدينة اكسبو الشارقة والتي تحتضن عدداً من مراكز ومعارض تجارية دائمة لعدة دول تأتي ضمن مشروع حيوي تشرف علية الغرفة للإسهام في تأسيس قواعد متينة لعلاقات التعاون الاقتصادي وبشكل مباشر بين رجال الأعمال والمستثمرين المحليين ونظرائهم من الدول الممثلة في تلك المراكز إضافة إلي الهدف الأساسي تنمية العلاقات بين الشارقة ودول العالم وجعلها وسائل فعالة للتعريف بنماذج الإنتاج الصناعي والتجاري والإنساني لهذه الدول بصورة مجتمعة في مكان واحد .
وحضر وقائع افتتاح مركز التجارة والمعارض الهندي الشيخ سعود بن خالد بن سلطان القاسمي المستشار في مكتب سمو الحاكم والشيخ عبدالله بن محمد آل ثاني رئيس دائرة الطيران المدني والشيخ محمد بن سعود القاسمي رئيس دائرة المالية المركزية والشيخ خالد بن عبدالله بن سلطان القاسمي رئيس دائرة الموانئ البحرية والجمارك والشيخ خالد بن صقر بن حمد القاسمي رئيس دائرة الأشغال والشيخ سالم بن عبد الرحمن بن سالم القاسمي مدير مكتب سمو الحاكم.
كما حضرها عبدالرحمن بن علي الجروان المستشار في الديوان الأميري وسالم بن محمد العويس المستشار بمكتب سمو الحاكم وراشد أحمد بن الشيخ رئيس الديوان الأميري واللواء حميد محمد الهديدي مدير عام شرطة الشارقة والدكتور عمرو عبد الحميد مستشار صاحب السمو حاكم الشارقة لشؤون التعليم العالي.
ورافق فخامة الرئيسة الهندية خلال الزيارة معالي مريم الرومي وزيرة الشؤون الاجتماعية والسفير محمد سلطان عبدالله العويس سفير الدولة لدى جمهورية الهند وام كيه لوكيش سفير جمهورية الهند لدى الدولة.
عدد اليوم
