اتفاق الأكثرية و المعارضة على تخفيف احتقان الشارع

اتفق ممثلون للاكثرية البرلمانية والمعارضة في لبنان امس خلال اجتماع مشترك مع قادة الأجهزة الأمنية الرسمية على منع تكرار المواجهات التي شهدتها شوارع بيروت خلال الايام الماضية· وقالت مصادر أمنية إن الاجتماع بحث سبل معالجة المواجهات عبر العمل على التهدئة وتخفيف الاحتقان وتأمين سبل الاستقرار وحماية السلم الأهلي حيث تم التوافق على رفع الغطاء عن أي مخالف وعلى المباشرة في اتصالات ميدانية في الأحياء بما يساهم في تخفيف التوتر وعدم تكرار ما حصل''· وحضر الاجتماع ممثلون عن ''حزب الله'' و''حركة امل'' (معارضة) وممثل عن تيار المستقبل (اكثرية) الى جانب كبار قادة الجيش وقوى الامن الداخلي· وكانت هذه الاطراف تبادلت تحميل المسؤولية عن المواجهات التي تبرأ منها كل فريق· وأمل النائب محمد قباني (اكثرية) أن يتم الالتزام الفعلي من قبل القوى السياسية بالاتفاق الذي تم التوصل اليه بين الأكثرية والمعارضة وأن تعطى التغطية السياسية الكاملة للقوى الشرعية الامنية لرفع الغطاء عن المخالفين، مشيرا الى أن ''تيار المستقبل'' سيكون اول الملتزمين بهذا الاتفاق· وأكد تيار ''المستقبل'' أن بيان قيادة الجيش حول الاحداث التي حصلت في بعض شوارع بيروت يعيد الى القوى الامنية الشرعية مسؤولية التصدي الى اعمال الشغب وتوفير مقومات الحماية للمواطنين وهذا سيكون محل دعم كامل من قبل التيار باعتباره السبيل الوحيد الذي لا غنى عنه في مواجهة أي إشكال· ودعا كل المواطنين والمناصرين في بيروت الى التعاون التام مع الجهات المختصة وتحديداً مع الجيش وقوى الامن الداخلي·· وكانت قيادة الجيش حذرت المواطنين من المشاركة في التجمعات التي تسفر عن اعمال شغب أسفر أخطرها مساء السبت الماضي عن وقوع 20 جريحا تجنبا لتعريض أنفسهم للتوقيف تحت طائلة اعتبارهم مشاركين بالتحريض والإخلال بالأمن· واعتبرت في بيان المواجهات التي تلحق كذلك أضرارا بالممتلكات تأتي نتيجة اللهجات العالية للخطاب السياسي بين الجهات المتنافسة، داعية وسائل الإعلام الى عدم نقل الصور التي تثير حساسية الرأي العام وتذكي نار الفتنة· وشبهت صحف لبنانية امس هذه المواجهات ببدايات الحرب الاهلية (1975-1990)، معربة عن خشيتها من تطورها· وكتبت صحيفة ''النهار'' الموالية ''اختصر مشهد الشوارع شبه المقفرة لا سيما منها تلك التي تشهد صدامات متكررة، المخاوف المتصاعدة من ظاهرة تفجر الاحتقانات على خلفية مذهبية· ورأت صحيفة ''الاخبار'' المعارضة أن بيروت بدت خلال اليومين الماضيين أقرب الى ساحة مواجهات ذكر بعضها بصور الحرب الاهلية لناحية التوترات بين الاحياء ونصب حواجز طيارة وتوقيفات على الهوية· وكتبت ''الأنوار'' المستقلة ''الحرب تبدأ في النفوس وهي قد بدأت فشوارع بيروت يلفها الاحتقان''، واضافت ''ما يجري يمكن اعتباره حربا بالمفرق اما في ظل عجز عن شن حرب اهلية شاملة او أن ما يجري هو تهيئة او تحمية لمثل هذه الحرب''·