بيروت - جودت صبرا:
تعتبر إزالة الالغام والقنابل لاسيما العنقودية منها والتي خلفها العدوان الاسرائيلي الاخير على لبنان من أهم أولويات المشروع الاماراتي لدعم واعمار لبنان· وهو المشروع الذي أطلق بمبادرة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''·
وأكد العقيد الركن سيف جابر العليلي رئيس لجنة نزع الألغام أن المهلة الزمنية المحددة لإنجاز المهمة هي خمسة عشر شهراً وبالتحديد في نهاية عام ،2007 مشيراً إلى أن عناصر من القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة ستشارك في أعمال إزالة الألغام والقنابل العنقودية بالإضافة إلى أنه تم تكليف شركتين بريطانيتين بتنفيذ المشروع هما '' شركة الباكتيل'' و''شركة أرمور جروب'' ·
وقد أقيم احتفال منذ أيام في ''فندق واستراحة صور'' تحدث فيه كل من سفير دولة الإمارات العربية المتحدة السيد محمد سلطان سيف السويدي الذي قال: تنفيذاً للمبادرة التي أطلقها سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله ورعاه'' لإزالة الألغام والقنابل العنقودية من الأراضي اللبنانية يسرني في هذا اليوم الإعلان عن بدء العمل لفريق إزالة الألغام والقنابل العنقودية والقذائف غير المتفجرة من جنوب لبنان ضمن إطار المشروع الإماراتي لدعم وإعمار لبنان· وأضاف: إن هذا المشروع ما هو إلا امتداد لمشروع التضامن الإماراتي لنزع الألغام والذي بادر به وأمر بتنفيذه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه'' والذي نفذ في الفترة من شهر مايو 2002 ولغاية شهر مايو عام ·2004
إن يد العون البيضاء التي يمدها شعب وحكومة دولة الامارات العربية المتحدة لأشقائهم ابناء الشعب اللبناني تنبع من روابط الاخوة وروح المحبة التي يكنها أبناء الامارات لاشقائهم بلبنان، ويوماً بعد يوم تؤكد دولة الامارات العربية المتحدة أنها عنوان للمواقف العظيمة التي تأتي دائماً في توقيتها المناسب ولذلك يتعاظم مردودها الايجابي وتكتسب اهمية خاصة وانها رمز لمبادرات الخير والاعمار والانسانية التي نشرتها وتنشرها أياديها البيضاء في أماكن كثيرة من العالم·
ومن المتوقع أن تستغرق عملية إزالة الالغام نحو 18 شهراً ·
ومن أجل الاطلاع على تفاصيل هذا الملف بدقة كان لـ''الاتحاد'' حوار مع رئيس لجنة نزع الالغام الاماراتية العقيد الركن سيف العليلي، الذي شرح بعناية كل ما يحيط بهذا المشروع من معطيات وما يواجهه من معوقات· وفيما يلى نصه :
؟ ما خطة العمل ؟ وكيف تحددت منطقة نشاط الفريق ؟
؟؟ منذ اليوم الاول لوصول فريق دولة الامارات لنزع الالغام الى جنوب لبنان، قام الفريق بعملية كشف ميداني للمنطقة التي تقسم الى قسمين:
- القسم الاول: تطهير المنطقة الواقعة الى الشمال من نهر الليطاني وتعرف بالمنطقة السادسة من حقول الالغام، والشراك الخداعية، وحقول الالغام غير المسجلة، وهذه الحقول تم زرعها بالالغام من قبل الجهات اللبنانية سابقاً· اما بالنسبة الى حقول الالغام الاسرائيلية التي زرعت في المنطقة نفسها فقد تم تسلم سجلاتها وخرائطها من الجيش الاسرائيلي بواسطة مكتب الامم المتحدة وهو مكتب تنسيق نزع الالغام في جنوب لبنان في مدينة صور·
ويوجد في هذه المنطقة - أي السادسة - 631 حقلاً من الالغام الاسرائيلية و124 حقلاً من الألغام مزروعة من قبل منظمات لبنانية وهي غير مسجلة ولكن مواقعها معروفة، وتقع المنطقة السادسة الى الشمال من مجرى نهر الليطاني، ويتوقع أن تحتوي على ما لا يقل عن 20 ألف لغم تم زرعها قبل سنة ·2000
اما بالنسبة الى القنابل العنقودية، فهي منتشرة في جميع ارجاء الجنوب اللبناني وبالتالي فإن هناك فرق عمل تعمل الآن على المرور في هذه المناطق وتحديد مواقعها ليس فقط للبدء بالمشروع الاماراتي ولكن لدرء المخاطر عن المواطنين العاديين، ولذلك خصصنا فرقاً لتحديد مواقع هذه القنابل، وسيبدأ الفريق بالعمل في إبطال مفعول هذه القنابل·
- القسم الثاني: وهو إزالة القنابل العنقودية والقنابل غير المنفجرة، وهناك خمس مناطق محاذية للشريط الحدودي مساحتها 580 كلم2 تم تطهيرها سابقاً من حقول الالغام والشراك الخداعية· وبناءً على المشاورات مع المسؤولين اللبنانيين، اخذنا المنطقة نفسها التي تم تطهيرها من الالغام سابقاً لكي نطهرها الآن من القنابل العنقودية والقنابل غير المنفجرة وهي قذائف المدفعية وقذائف الطيران وكل انواع القذائف الموجودة في المناطق الخمس·
؟وما العقبات التي تواجهكم في تنفيذ المشروع ؟
؟؟تتمثل هذه العقبات في نقص المعلومات الخاصة ببعض المواقع، بحيث تكون المعلومات غير كافية للتعرف إلى الحقل أو النوع العائق للعمل على الارض ولهذا السبب نضطر الى عملية بحث تستغرق بعض الوقت اولاً واكتشاف مشاكل غير محسوبة ثانياً ومنها انه بعد الانتهاء من العمل في حقل معين نفاجأ بأن هذا الحقل مربوط بحقل آخر غير مسجل وغير معروف، وفي هذه الحالة نضطر إلى إكمال العمل لتنظيف الحقل المكتشف من الالغام مما يستلزم وقتاً اضافياً·
؟وكيف تتعاملون مع مشكلة القنابل العنقودية ؟
؟؟القنابل العنقودية المزروعة في الاراضي اللبنانية الجنوبية غير عادية، حتى في الحرب العالمية الثانية لم يحصل كما حصل في لبنان· اضافة الى ان صعوبة البحث عن القنابل العنقودية في مناطق مغروسة بالاشجار وفي الاودية لا يمكن العثور على القنابل بسهولة، ونضطر الى ازالة الحشائش لاكتشافها· وفي هذه الحالة نواجه صعوبات وبعض التأخير في العمل ولكننا وضعنا شرطاً جزائياً على الشركات لاتمام العمل في موعده·
وهناك عقبات اخرى وتتمثل بفصل الشتاء الذي لا يساعد على العمل بحرية خصوصاً في شهر يناير وفبراير اضافة الى ديسمبر، حيث تغطى الارض بالثلوج ومياه الامطار، فضلاً عن امكانية اكتشاف مناطق مضروبة بالقنابل العنقودية غير مكتشفة حتى الآن ولم يتم الوصول اليها بعد ومن خلال العمل يتم تحضيرها·
عدد اليوم
