السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجفاف يفاقم أزمات زامبيا

25 أغسطس 2015 22:31
المرة الأخيرة التي يتذكر فيها موناندي سياتامبيكا وصول مستوى المياه إلى هذا الحد المتدني في بحيرة كاريبا في زامبيا كانت قبل 20 عاماً. ومع جفاف أكبر خزان صناعي للمياه في العالم، تتقلص الفرص الاقتصادية لزامبيا. وحذر سياتامبيكا (35 عاماً)، الذي يعمل مرشداً سياحياً في نزل في سينازونجوي على الساحل الشمالي للبحيرة، من أن «الوضع خطير للغاية نظراً لانخفاض مستوى المياه.. الأمور ستكون أسوأ مما كانت عليه العام 1995». وزامبيا الواقعة في جنوب أفريقيا، وهي ثاني أكبر منتج للنحاس في القارة، تحصل على ما يقرب من نصف إنتاج من الكهرباء من محطة كهرومائية عند بحيرة كاريبا. والعجز في الكهرباء يفاقم أزمة اقتصادية في الوقت الذي تكافح حكومة الرئيس «أدجار لونجو» كي تعبر أزمة الانخفاض الشديد لأسعار المعادن والعجز متفاقم في الموازنة وانهيار في عملة البلاد. وبحيرة كاريبا هي أكبر خزان مياه صنعه الإنسان في العالم، وتمتد على الحدود الزامبية الزيمبابوية، وتقدم 1830 ميجاوات من الكهرباء للبلدين عندما تدار المحطة الكهرومائية فيها بكامل قدرتها. وأشارت بيانات رسمية إلى أن منسوب المياه خلف سد البحيرة بلغ 40? يوم 19 يوليو، أي أقل من نصف ما كان عليه قبل عام. وطلبت شركة المرافق زيسكو المحدودة المملوكة للدولة، من شركات التعدين، ومن بينها شركة جلينكور وفيدانتا ريسوسيز، أن تقلص طلبها على الطاقة بنحو 30?، مما أدى إلى تقلص إنتاج الصناعة التي تشكل نحو 12? من الاقتصاد. والعائدات تتعرض بالفعل لضغوط بعد انخفاض سعر النحاس 20? في بورصة لندن للمعادن منذ يناير الماضي. وكما أوضح كلير ألينسون، المحلل المختص بشؤون أفريقيا في «أوراسيا جروب» في واشنطن، فإن «حدوث أزمة متعلقة بالجفاف في زامبيا سيقلص توقعات النمو المالي في المدى القريب». وأضاف ألينسون أن تحصيص الطاقة «سيقوض النشاط الاقتصادي، ليس في التعدين فقط، بل سيؤدي بصفة عامة إلى جني عائدات أقل». وبدأ المستثمرون يتخلون عن الأصول الزامبية التي كانت مفضّلة ذات يوم بسبب البيئة السياسية المستقرة للبلاد والنمو الاقتصادي الجيد الذي بلغ متوسطه 6.8? سنوياً خلال العقد الماضي. كما انخفضت قيمة العملة المحلية الكواشا الزامبي 20? مقابل الدولار هذا العام، وباعت الحكومة سنداتها الثالثة الشهر الماضي بمعدل عائد بلغ 9.38، وهو أكبر عائد على الإطلاق لسندات دولة أفريقية في سوق السندات يوروبوند. وفي يونيو قلص وزير المالية ألكسندر تشيكواندا توقعاته للنمو الاقتصادي لهذا العام إلى 5.8? من نسبة كانت تزيد على 7? قبل شهر من بدء عملية تحصيص الكهرباء بثمانية ساعات في اليوم. وذكر موشيبا نيامازانا، الباحث الاقتصادي في جامعة زامبيا، أن مع الأخذ في الاعتبار تقليص حصة الكهرباء، فقد يبلغ التوسع 4? أو أقل هذا العام وهو أبطأ إيقاع منذ العام 2000. ويعتقد كينجسلي كاسويند، المتحدث باسم الاتحاد الوطني للمزارعين الزامبيين، أن أزمة الطاقة تمثل مشكلة معقدة للمزارعين الذين يعانون من انخفاض نسبته 22? في محصول الذرة لهذا العام، مما يزيد من احتمال وجود عجز في الطعام وارتفاع أسعاره. ويحذر سياتامبيكا من أن زامبيا ستدخل أكثر الشهور حراً في أكتوبر ونوفمبر، وحتى عندما تهطل الأمطار، وهو ما يحدث عادة في نهاية نوفمبر، ليس من المؤكد أن تعود مستويات المياه إلى سابق عهدها على الفور. وأضاف سياتامبيكا، وهو يقف على الشاطئ الرملي على بحيرة كاريبا وينظر إلى ضياء شمس ما بعد الظهيرة، أن بعد العام 1995 «ظلت المياه منخفضة لثلاث أو أربع سنوات.. إنها لا تعود هكذا وكفى»، بل تستغرق وقتاً. ماتيو هيل - لوساكا *ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©