الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كواليس» تحضير الحلويات أكثر إبهاراً من منصات العرض

«كواليس» تحضير الحلويات أكثر إبهاراً من منصات العرض
19 أغسطس 2012
نسرين درزي (أبوظبي) - تسجل الحلويات العربية بأصنافها المختلفة صدارة الاهتمامات مع بزوغ فجر العيد، وهي مع رونق مظهرها وشهية مذاقها لا تكون جاهزة أمام أعين المتسوقين إلا بعد برنامج طويل تقطعه، إذ تمر بمراحل عدة على أيدي صانعي الحلوى الذين يسهرون على تحضيرها خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان. ويكفي القيام بزيارة الى أحد معامل الحلوى عشية عيد الفطر لتكوين فكرة عن طبيعة العمل المتواصل الذي يملأ أرجاءها على مدار أكثر من 36 ساعة عمل متواصلة. والمشهد في كواليس محال بيع الحلويات لا يقل شهية عن جاذبية الرفوف المنمقة التي تعرض عليها صواني المعمول والبقلاوة والأصناف المحشوة والمغلفة. فهذه الأطايب المرتبطة بفرحة العيد وكرم الضيافة العربية منذ صبيحته الأولى وحتى بعد انتهائه ببضعة أيام، تستغرق عناء ومتابعة تستحق أن يضاء عليها. وهناك حيث منصات العجن والرق والتقطيع، تعمل خلية نحل بما لا يقبل أي تأخير أو خطأ بانتظار لحظة الصفر التي تعلن عنها نيران الأفران ومواقيتها. وبين هذه المهمة وتلك، فريق نشط يحتل كل فرد فيه دوراً يتكامل مع دور الآخر، ولابد أن يكون بحجم التوقعات وبما يرضي كل من اعتاد ألا يكتمل عيده إلا بصواني الحلوى التي تزين المجالس وتشارك بمظاهر التهاني في هذه المناسبة المباركة على الجميع. ويتحدث خبير صناعة الحلوى الشيف أمير الأيوبي عن أجواء التحضير لحلويات عيد الفطر بما يشبه حال الطوارئ. ويقول إن عملية تجهيز هذه الأصناف تتطلب من فريق العمل التزاماً يفوق أي مهمة أخرى خلال أيام السنة. وبما فيه عيد الأضحى أو مختلف المناسبات والاحتفالات الاجتماعية الأخرى. ويوضح أن غرفة العمليات التي يتم إعدادها لتحضير حلويات عيد الفطر ترتبط ارتباطاً وثيقاً بطبيعة شهر رمضان وظروف الصيام وارتقاب هلال العيد. الأمر الذي يجعل كل ساعة محسوبة وأي تأخير فيها غير مقبول مع التأكيد على أهمية أن تأتي الأصناف طازجة وساخنة إذا تطلب الأمر. ويذكر الأيوبي أن حجم الاقبال على الحلويات الشرقية أكثر ما يكون في شهر رمضان، وكأن الأمر بات أقرب الى التراث المحبب. وتأتي “طلبيات” عيد الفطر لتكمل هذا التقليد مع بعض الاختلاف في الأصناف. ففي حين يهتم الصائمون بالحلويات المشبعة بالقطر والمرشوشة بالفستق والصنوبر والجوز، يتحول الطلب خلال العيد الى المعمول على أنواعه. والسبب برأيه يعود ليس فقط الى العادات التي تتوارثها الأجيال وإنما كذلك الى طبيعة الحلوى نفسها. إذ أن غالبية الناس تفضل الأصناف المحشوة بالتمر لضيافة العيد، وكذلك الأصناف المغلفة كل قطعة على حدة. وهذا ما ينطبق كذلك على أنواع البقلاوة التي درجت العادة حديثاً، أن يتم تغليفها بالورق الشفاف على غرار المعمول بدلا من تقديمها مكشوفة، ولاسيما أن كثيرين يتقبلون ضيافة العيد لكنهم يفضلون تناولها في وقت لاحق. ويضيف الأيوبي أن توزيع الأدوار على العاملين في المعمل عشية عيد الفطر تتطلب الاستعانة بأكبر قدر من العمال. إذ أنه بحسب خبرته في المجال والتي تمتد لأكثر من 30 سنة، يتفهم خصوصية الموقف أمام تحضير أكثر من 3000 كيلو من العجين وتحويلها الى قطع حلوى جاهزة. ويشير الى أن تحويل المكونات الضخمة يتطلب وقتاً طويلاً وسعة في المكان ودقة في المقادير واجتهاداً من الشيف ومعاونيه. ويوضح أن كل قطعة حلوى تمر بأكثر من 10 مراحل باردة وساخنة قبل وصولها الى الزبون. وأن مبيعات العيد من أصناف الحلوى تخوض في كل مرة تحديات جديدة لا يمكن التغاضي عن تفاصيلها أو اعتبار نجاح التجربة أمراً واقعاً. ويلفت الى أن العمل المتواصل لإعداد حلويات عيد الفطر يبدأ سنويا في 28 رمضان ما بعد صلاة المغرب ولا ينتهي حتى جهوزية آخر صنف يخرج من المعمل الى صالة العرض بداية شهر شوال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©