الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاتجار بالأدوية المزيفة يزدهر في دول أفريقية

27 أغسطس 2013 00:13
كتبت على لافتة وموضوعة أمام صيدلية في ياوندي عاصمة الكاميرون عبارة «دواء الشوارع يقتل والشوارع تقتل الدواء». ففي الكاميرون وساحل العاج وكينيا، يزدهر الاتجار بالأدوية المزيفة في سوق شوارع تدر على مزاوليها أموالاً طائلة. من المضادات الحيوية إلى أدوية مكافحة الملاريا أو السكري المزيفة، مروراً بالمحاليل المرطبة، لم يفلت أي مجال صيدلي من قبضة التجار، وفق معلومات جمعتها مكاتب «وكالة فرانس برس» في أفريقيا. قال أحد الباعة الجائلين في السوق المركزي في ياوندي واسمه بليز دجومو «هذا عقار ديكلوفين فورت المضاد للالتهاب وهو يسجل أفضل المبيعات». وهناك نحو 100 بائع من أمثاله يجلسون تحت مظلات في شوارع ياوندي ويبيعون بضائعهم المكدسة في علب كرتونية على مرأى من الجميع.وفي أفضل الحالات، قد لا تعطي الأدوية المزيفة أي مفعول. وفي أسوئها، قد تسمم متناويلها. فهي تباع بالقطعة الواحدة في الأسواق العامة من قبل بائعين جائلين غير مرخص لهم بالبيع أو بقالين يمزجونها في أغلب الأحيان بأدوية تم شراؤها بطريقة شرعية أو سرقت من المستشفيات. وتدر هذه التجارة أموالاً طائلة. وذكر رئيس «النقابة الوطنية للصيادلة» في ساحل العاج السابق في الفترة بين عامي 2005 و 2012 بارفيه كواسي أن التجار ينقسمون إلى نوعين، هما المهربون الصغار وأفراد الشبكات الإجرامية الدولية التي تؤمن نقل الأدوية من مواقع تصنيعها النائية في الهند أو الصين. وأضاف أنه وضع مكافحة الاتجار بالأدوية المزيفة في قلب أولوياته، فتعرض لمحاولتي اغتيال في مقر النقابة، كدليل على أن «مصالح كبيرة معرضة للخطر، وليست فحسب مصالح المهربين الصغار». وبات الاتجار الأدوية المزيفة يشكل نسبة مابين 20 و25% من سوق الأدوية في ساحل العاج. أما في كينيا، فقد بلغ نسبة 30% في عام 2012، تماماً مثل الكاميرون، وفق إحصاء المكتب الكيني للصيدلة. وفي جمهورية الكونجو الديمقراطية ودول أفريقية أُخرى إحصائيات رسمية تعكس حجم هذا القطاع الذي يقدر بحسب عمليات الضبط. ففي نيجيريا، مثلا، كانت الأدوية المزيفة أو تلك المنتهية صلاحيتها تشكل 70% من المبيعات في عام 2002. ويبدو أن السلطات هناك قد نجحت في احتواء هذه الظاهرة حيث تقوم بإرساء نظام تدقيق بالرسائل النصية تتضمن الرقم المتسلسل الخاص بكل دواء، ما يسمح للمستهلك بالتأكد من أنه أصلي. لكن في دول أفريقية كثيرة، تقتصر مكافحة الاتجار بالأدوية المزيفة على عمليات ضبط تقوم بها الشرطة من حين لآخر أو حملات توعية عامة لا تؤثر كثيراً على المستهلكين، حيث لا تعوض التكاليف الطبية التي تثقل كاهل العائلات الفقيرة، ويعتبر سعر الدواء حجة قاطعة غير قابلة للدحض.وقالت مشترية تدعى نادين ميفو قصدت سوق ياوندي المركزي «أتيت إلى هنا لأشتري دواء ضد الملاريا يخفف من معاناة أولادي. وهذه الأدوية أرخص بكثير هنا وأنا لم أواجه أي مشكلة بسببها».
المصدر: ياوندي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©