الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نساء يفضلن التسوق في «الوقت الضائع» ويشتكين من ارتفاع الأسعار

نساء يفضلن التسوق في «الوقت الضائع» ويشتكين من ارتفاع الأسعار
19 أغسطس 2012
شهدت الأسواق في الأيام الأخيرة رواجاً كبيرة، دللت عليه حالة الازدحام والإقبال على شراء مختلف البضائع من سلع غذائية وملابس وحقائب، وغير ذلك من مستلزمات العيد، رغم شكوى البعض من ارتفاع الأسعار، خاصة النساء اللاتي كثر انتقادهن للتخفيضات، ووصفنها بأنها وهمية تستغل الصرف المبكر لرواتب شهر أغسطس بمناسبة عيد الفطر المبارك، لكنهن وجدن بكثافة في الأسواق، وأقبلن على الشراء، بطريقة تؤثر على حجم ميزانية الأسرة، رغم تأكيد الكثيرات استعدادهن لرمضان والعيد منذ فترة. إلى ذلك قال عدد من المستهلكين إن فرحة العيد عند الصائم، لا تكتمل إلا من خلال استعداده لشراء حاجيات العيد التي تعد من الأساسيات في الأيام الأخيرة من رمضان حتى ليلة العيد، فالملابس الجديدة والأحذية والحقائب والعطور والساعات وتأثيث المنزل من الأشياء التي تمنح العيد بهجته وترسم الفرحة على وجوه الجميع. هناء الحمادي (أبوظبي) - أسواق مكتظة بالمستهلكين، ازدحامات مرورية تصل إلى حد الاختناق، ملابس من شتى الماركات تعج بها المحال التجارية، إلا أن هذه الفرحة باتت منقوصة بالنسبة لكثير من الناس نظراً لارتفاع أسعار تلك المستلزمات، تزامناً مع حلول العيد وقدوم العام الدراسي الجديد، مما يثقل كاهل البعض ويشكل عبئاً مادياً عليهم، لكن على الرغم من حالة الغلاء التي تلهب أسعارها رؤوس الكثيرين إلا أن كثيراً من الناس لا يحبون لمناسبة العيد أن تمر دون أن يتمكنوا من التعبير فيها عن فرحتهم وانتهاز الفرصة كي يحسنوا من الناحية المزاجية لهم بإضفاء نوع من التجديد على أمورهم الحياتية الخاصة سواء بشراء ملابس جديدة أو بمحاولة فرض نوع من أنواع التجديد على مفروشات المنزل أو تجميله، وغيرها مما يمكنه أن يزيد من بهجة الحياة والنفوس. هوس التسوق وقالت اليازية الدرمكي، طالبة جامعية إن الكثير من الرجال يترددون على الأسواق في رمضان، لكن حاجيات النساء من السوق لا تنتهي، من الأيام الأخيرة في الشهر الكريم، وصولاً إلى ليلة العيد، من خلال التنقل بين المراكز التجارية، حيث تعتاد المرأة على التسوق والاستعداد للعيد حتى آخر لحظة. فتجدها تشتري للعيد قبل دخول رمضان لتتخلص من الزحمة وارتفاع الأسعار، ثم تعاود الشراء في بداية الشهر لأنها اكتشفت بأن ما أشترته ليس كافيا، ثم تعاود التسوق في منتصف الشهر؛ لأن هناك كماليات لم تنته من شرائها، لكنها تعود في ليلة العيد لتتسوق بحجة أنها نسيت أن تأخذ لون الحقيبة والإكسسوارات مثل لون الفستان. ولفتت إلى أن سلسلة التسوق لدى النساء لا يمكن قطعها في رمضان، فالبعض لا يشعر بأجواء هذا الشهر الفضيل، إلاّ حينما يزور الأسواق بشكل دائم ويتسوق، وهذا ما اعتادت عليه النساء، فحرب التسوق يدخلها في طرق لا يمكن أن تنتهي حتى يطل العيد، حيث تقول لنفسها دائما: نسيت غرضاً واحداً وسأذهب لشرائه فقط. وقالت نادية علي، موظفة إن زيادة الأسعار التي بدأت تلهب جيوب الجميع وتستنفد ميزانية الأسر، أدت إلى لجوء كثير منهم خاصة إلى الاقتصاد في نفقات العيد وإيجاد وسائل وطرق جديدة للتحايل على غلاء الأسعار، فمنهم من لجأ هذا العام إلى محاولة تخفيض حجم المشتروات ومنهم من لجأ إلى بعض المراكز التجارية المعروفة باعتدال أسعارها لتفادي الأسعار المرتفعة. ومن جانبها تجد لمياء حمدان مسعود متعة التسوق في الأيام الأخير من رمضان، وتذكر سبب ذلك بقولها إن الكثير من المحال التجارية تمارس حيله على الكثير من المستهلكين، حيث تعرض منذ بداية رمضان كل بضاعتها القديمة والجديدة، لكن مع اليوم الأخير تكون قد احتفظت في مخازنها بمجموعة من الموديلات الحديثة والحقائب النسائية ولا تطرحها إلا في تلك اللحظة لتأكدها من هوس النساء غير المحدود في التسوق في الساعات الأخيرة مع إعلان العيد. وتضيف: بمجرد عرض تلك الموديلات تصلني رسالة نصية من المحل بوصول تشكيلة جديدة مؤكداً صاحب المحل إنني من زبائنه الدائمين، فلذلك سيكون لي سعر خاص بمناسبة العيد. إيداع الرواتب وأرجعت الأختان ميثاء ونورة عبدالعزيز سبب ارتياد كثير من الأسر للتسوق في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك إلى تزامنها مع إيداع الرواتب في حسابات الموظفين، إلى جانب أن أصحاب بعض المحال التجارية، يلجأون إلى حيل استغلالية، بحيث يخفون الملابس الجديدة في المستودعات حتى دخول العشر الأواخر من الشهر الفضيل بغية تصريف بضاعاتهم القديمة في بداية الشهر، ما يجبر عدداً من المتسوقات إلى الصبر حتى اليوم الأخير من شهر رمضان، وشراء الملبوسات الجديدة، ما يسهم في الازدحام الشديد على الأسواق التجارية، على الرغم من أنهن لا يؤيدن التسوق في شهر رمضان، لكونه يعيقهن عن التزود بالعبادات وفعل الخير. عادة شرائية وترى مريم جمعة الراوي، موظفة أن التسوق للعيد عادة تشعر معها المرأة بالمتعة، لأن الأسواق تكون مفتوحة لأوقات متأخرة من الليل، فتستطيع المرأة قضاء حوائجها في ذلك الوقت الطويل، كما يمكنها أن تنتقل بين سوق وآخر في اليوم الواحد، بخلاف الأيام الأخرى التي قد تكون ساعات التسوق قليلة التي تحدد فيها قفل في وقت مبكر، فيصعب التسوق بشكل متواصل. وتوافقها الرأي صديقتها وفاء عبدالله وتقول: جرت العادة أن الناس يتسوقون للعيد في هذا الشهر لإحساسهم بالعيد وقربه، والتجهيز له من كافة الجوانب، كما أن بعضهم الآخر يتسوق في آخر أيام الشهر ضانين أن كل جديد في الأسواق يكون بتلك الفترة الحرجة. أما جمعة محمد المنصوري، رب أسرة، فقد اعتاد على دخول السوق في رمضان، مبدياً دهشته من الكم الهائل للمتسوقين الذين لا نراهم إلاّ في هذا الشهر، وقال: أرفض دخول السوق في هذا الشهر أولاً لازدحامه، وثانياً لزيادة أسعاره، ولكن ربما احتاجني أحداً أن أرافقه للسوق شريطه أن لا امكث طويلاً ولا أكرر الذهاب إلى السوق عدة مرات. وفرة المنتجات من جانب آخر أشار يونس عماد الدين صاحب محل لبيع الملابس الجاهزة بالمارينا مول بأبوظبي، الى أن الزبائن منذ بداية شهر رمضان يقومون بعملية التسوق استعداداً للعيد، لكن مع صرف الرواتب وقرب العيد بعد عدة أيام ازدادت نسبة عملية التسوق وزادت معها الأسعار بنسبة تصل إلى 15%. وأضاف قمنا باستيراد كميات كبيرة ووافرة من المنتجات سواء في مجال الملابس أو باقي السلع التي يطلبها الناس من ضمن لوازم العيد. وعن نوعية المشتروات التي يحب الناس شراءها بمناسبة الأعياد في البلاد يقول: ليست الملابس فقط هي تلك التي يلجأ إليها الناس في شراء احتياجاتهم في الأعياد، لكن كثيراً منهم يحب أن يقوم بشراء مفروشات جديدة وإكسسوارات جديدة وثريات جديدة والبعض يقوم بشراء أثاث جديد ابتهاجاً بالعيد، إلى جانب هدايا العيد للأهل الأقارب وشراء الذهب، خاصة إن كثيراً من الناس يفضلون أن يقوموا بتوزيع الهدايا على بعضهم البعض في مناسبات الأعياد المختلفة. أما عن أكثر السلع والمنتجات التي يزيد الإقبال عليها في الأعياد بشكل عام، فيوضح عماد الدين أن ملابس النساء والأطفال والأحذية تعد من أكثر السلع والمنتجات التي يزيد الإقبال على شرائها في الأعياد بشكل عام، وبالطبع يزيد الإقبال على لعب الأطفال أكثر في هذه المناسبة. وفي قسم العباءات النسائية بمنطقة الخالدية بأبوظبي، يؤكد نبيل حسين أحد البائعين بالقسم أن العباءات النسائية تعد من أكثر السلع التي يزداد الإقبال عليها في الأعياد والمناسبات السعيدة بشكل عام لأن المرأة تحب أن تظهر بأفضل حال في أثناء الزيارات مع الأهل والأقارب والأصدقاء التي تزداد في الأعياد. وعن أسعار العباءات النسائية يقول نبيل: عادة ما تبدأ أسعار العباءة السادة بـ 200 درهم، وهي من النوع المتوسط المستوى، وهناك عباءات بـ 500 درهم أما العباءة الواحدة التي تتميز بفصات منقوش وحبات الخرز فالسعر يختلف وقد تصل أحيانا من (600إلى1000) درهم فما فوق، حسب القماش ونوعية التطريز وهي تعد من العباءات حديثة التصميم بمناسبة العيد. وقال أحمد صالح إن الشباب يكثر تواجدهم في الأسواق أيضاً، خاصة في محال بيع العطور، لشراء بعض العطور الخاصة بهم، أو كهدايا للآخرين، على اعتبار أن اللحظات الأخيرة قد تحمل المزيد من التخفيضات، أو طرح بعض الأنواع الجديدة، مشيراً إلى أن بعض أصحاب المتاجر يستغلون هذا الإقبال، برفع أسعار بعض الأنواع. ويرى محمد علي أنه يجب التسوق وشراء احتياجات العيد مبكراً تفادياً للزحام وارتفاع الأسعار، حيث تشهد الأسواق هذه الأيام زحاماً شديداً، نتيجة للإقبال المتزايد من قبل الكثير من الأسر على التسوق، خاصة إنهم يتواجدون بكثرة في مراكز التسوق، نتيجة لارتفاع درجة الحرارة، مما يصعب خروجهم إلى الحدائق والأماكن المكشوفة، فما يكون أمامهم إلا مراكز التسوق. دعوة إلى ترشيد الاستهلاك ترى راية المحرزي عضوة جمعية الإمارات لحماية المستهلك أنه في ظل الظروف الحياتية الصعبة وارتفاع مستوى المعيشة، خاصة في شهر رمضان، بسبب تعدد المتطلبات والمناسبات، فإنه من الصعب جداً أن يكون هناك تقنين بين الأسر في صرف الراتب، لاّ أنه إذا استطاعت أن تستخدم أسلوب الترشيد في حجم المصروفات، وقد يكون ذلك أمراً جيداً، موضحة أن ذلك يكون عن طريق التخطيط الورقي، حيث يأتي رب الأسرة بورقة ويسجل الأوليات التي تحتاجها الأسرة، مع التقيد بذلك في كل مراحل الانفاق، حيث إن هناك من يفعل ذلك ويلوم نفسه كثيراً، بسبب تضخم مصروفاته، واضطراره للاستدانة أحياناً، ويقرر التخطيط لوضع ميزانية، لكنه سرعان ما ينسى ذلك، ويعود إلى طريقة إنفاقه المعتادة، بمجرد أن تطأ قدماه مراكز التسوق. وقالت إن تكاليف الحياة أصبحت صعبة، وعلى كل واحد منا ترشيد الانفاق، حتى يستطيع الوفاء بمتطلباته الشهرية دون عناء أو أن يكون مضطراً للاستدانة، وذلك لن يكون إلاّ من خلال جدول يسجل فيه أولوياته، ولابد أن يلغي أمورا غير مهمة أو يمكن تأجيلها إلى الشهر الذي يليه من أجل أمور أخرى أكثر أهمية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©