السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشاهد مختلفة ترصد وداع شهر رمضان واستقبال أيام العيد

مشاهد مختلفة ترصد وداع شهر رمضان واستقبال أيام العيد
19 أغسطس 2012
أحمد السعداوي (أبوظبي) - أحدهم يمسك كتاب الله محاولاً تلاوة أكبر قدر من آياته قبل انتهاء الشهر الكريم، وآخر يتجول بين واجهات المحال التجارية بعينيه لاختيار وشراء ما يروقه من ملابس جديدة، وثالث مصطحباً أطفاله في جولة خارج المنزل تمزج بين النزهة وشراء ما يلزمهم من احتياجات العيد وحلواه التي تدخل البهجة على قلب الكبير والصغير على حد سواء، تيمناً واحتفاءً بدخول الضيف الكريم وهو عيد الفطر المبارك، بما يحمله من معان روحانية عالية تزيد من بهجة المسلمين بعد مسيرة إيمانية جميلة تضمنت اغتراف الخيرات والحسنات خلال أيام وليالي شهر رمضان. مشاهد مختلفة عكست احتفال الناس بقدوم العيد، وتوديع شهر الخير والبركة بعد أن غمرهم بحسناته وأعماله الطيبة على مدار ثلاثون يوماً، حيث يقول الطبيب البشري محمود الخالدي 37 سنة، إن الأيام الأخيرة من رمضان يقتنصها في تخصيص أغلب وقته للتقرب من الله، وتعويض ما فاته من قراءة القرآن والتعبد خلال شهر رمضان بسبب ظروف انشغالات العمل أو الانشغالات الأسرية، مؤكداً أن تلك الأيام لا تعوض لكونها ساعات محدودة غير أن بها كمية من الحسنات يمكن تجميعها لا تتكرر طوال العام، كما أن زيادة الذكر والعبادة في تلك الأيام يمثل مخزونا إيمانيا قويا يستضيء به الشخص لفترة زمنية كبيرة عقب انتهاء مواسم رمضان وعيد الفطر. صلاة العيد أما عن أول أيام العيد فيقضيه الخالدي مع أسرته ولا يخرج من منزله أبداً في ذلك اليوم إلا لقضاء صلاة العيد في أحد الأماكن المخصصة لذلك، بينما يستمتع باقي اليوم بالجلوس إلى أطفاله أو مشاهدة بعض الفضائيات التي تقدم أعمالاً كوميدية تتناسب مع فرحة الهيد وبهجته. ولفت الخالدي إلى أن لأبنائه وزوجته نصيبا مهما في الأيام الأخيرة من رمضان، حيث يخرج معهم للتبضع وشراء ملابس جديدة لهم وأيضاً اصطحابهم إلى أحد المطاعم لتناول الإفطار خارج المنزل، وبعدها تبدأ جولة داخل المراكز التجارية والمحال لشراء ما يحتاجونه للاحتفال بالعيد. من ناحيته يذكر المحاسب المالي محمد جمال 29 سنة، إن الأيام الأخيرة من رمضان بها نعمة العتق من النار التي وعد بها الله سبحانه وتعالى المؤمنون المجتهدون في العبادة في تلك الأيام، ولذلك يحرص على الاقتراب أكثر من الله في تلك الأيام ويحاول اعتكاف ما يتيسر له من أيام للاعتكاف والتي غالباً تكون في نهاية الأسبوع بحسب ظروف عمله، ويبين جمال أن للاعتكاف في تلك الأيام متعة خاصة لا يستشعرها إلا من قام بها وجربها بنفسه، وهي فرصة لزيادة حصيلته من حفظ بعض سور القرآن الكريم، والتثبت مما كان يحفظه من قبل، فضلاً عن الإكثار من الصلوات والاستغفار في أوقات السحر داخل المسجد، كونها أكثر الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء، وفيها تنزل الهبات والعطايا الربانية سواء بالمغفرة والتوبة، أو بسعة الرزق وتيسير الحال. أما العيد فيقضيه جمال مع أصدقائه الشباب في المنزل أو في النزهات الخارجية كونه لا يزال أعزب، وذلك بعد أن يقوم بتهنئة أهله في مصر بقدوم العيد من خلال محادثتهم على الشبكة العنكبوتية صباح يوم العيد عقب عودته من الصلاة. الصوم والعمل سمر الجهني 26 سنة وتعمل مسؤولة مبيعات في إحدى الشركات، تقول إنها تنتظر أيام العيد بفارغ الصبر بعد شهر من التعب نتيجة الجمع بين الصوم والعمل، ولذلك تخطط دائما ً في كل عيد أن تخرج بصحبة صديقاتها إلى أحد الأماكن الجديدة والجميلة في الدولة، وهذا العام تنوي أن تذهب إلى مدينة العين وزيارة جبل حفيت، وستأخذ جولة في أماكن متنوعة في أبوظبي، ولكن بغرض الاستمتاع والمشاهدة فقط وليس بغرض العمل أو حتى الشراء. سلطان الشحي 31 سنة ويعمل موظفاً حكومياً، يقول إن نهاية شهر رمضان تجعله يشعر بشيء من الوحشة إنه سيفارق هذا الشهر الكريم، الذي يختلف عما سواه من أيام العام بسبب كثرة التواصل وزيادة المحبة والألفة وجو التراحم بين الناس، والأهم من كل ذلك مقدار الحسنات والأعمال الصالحة التي يجنيها المسلمون خلال أيام وليالي رمضان، غير أن عزاءه في ذلك، بحسب الشحي، أن هناك أياما أخرى جميلة ستعقب شهر رمضان، وهي أيام عيد الفطر المبارك والتي تعتبر هي الأخرى منحة إلهية يفرح بها المسلمون بعد نجاحهم في صيام وقيام شهر رمضان، ويرى الشحي أنه يجب اغتنام عطلة عيد الفطر والتخطيط لقضائها بشكل جميل ومختلف عن غيرها من العطلات، حتي يعود الناس إلى أعمالهم بكل نشاط وحيوية، خاصة وأن عودة المدارس تتزامن تقريباً مع انتهاء إجازة العيد. ويذكر الشحي أن والديه سيكون لهما نصيب من الوقت يقضيه معهما خلال هذا العيد، حيث سيسافر إلى مدينة رأس الخيمة ليلة العيد ليقضي أول أيام العيد بصحبة والديه، وأيضاً يستمتع أبناؤه باللعب مع أقربائهم وأولاد عمومتهم في بيت الجد، وهو من الطقوس الجميلة التي يحرص عليها في اليوم الأول من كل عيد منذ أن تزوج ورزقه الله بأبناء. عادات رمضانية عبيد الظاهري 46 سنة صاحب عمل خاص، يذكر من جانبه أن نهاية رمضان تأتي محملة دائماً بالخير الكثير ففيها وعد الله بالعتق من النار، وتكثر فيها الصدقات ويخرج فيها الناس زكاة الفطر وزكاة المال، وهي جميعاً من الأعمال المحببة إلى الله وترتقي بالمسلمين إلى مكانة كبيرة عند الله سبحانه وتعالى. ومن العادات المرتبطة بهذه الفترة من رمضان من كل عام، يشير الظاهري إلى شراء الملابس الجديدة لأبنائه الخمسة، حتى من كبر منهم وصار طالباً جامعياً، وكذلك شراء الحلوى بأنواعها المختلفة لتقديمها للضيوف والأقارب بالإضافة إلى بهجة الأبناء بأجواء العيد والنشاط التي يدب في البيت عقب الإعلان عن رؤية الهلال،انتظاراً لحلول اليوم الجديد محملاً بمعاني الفرح والتواصل بين الأهل سواء من خلال الترتيب للزيارات العائلية، أو حتى تبادل الرسائل والمكالمات الهاتفية مع الأصدقاء لتهنئتهم بحلول العيد. ويلفت الظاهري إلى أنه لابد أن يضع تصوراً لقضاء العيد والخروج مع العائلة إلى أماكن مختلفة سواء داخل أبو ظبي أو غيرها من إمارات الدولة، وفي أحيان قليلة يكون السفر إلى الخارج إذا ما سمحت الظروف المادية بذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©