انتهى شهر رمضان الكريم، وقد استثمره كثيرون في تنفيذ حمية غذائية صحية تتناسب وساعات الصوم، والتحكم في كميات ونوعيات ما يأكلون بعد الإفطار، في ضوء متابعة صحية إيجابية تتفق وحالتهم الصحية، ولا سيما أولئك الذين يعانون من مشاكل في السمنة وضغط الدم المرتفع والسكري وما إلى ذلك من أمراض.
هذه الحالات تجرنا للحديث عن دراسة أميركية حديثة كشفت أن الذين يعانون من ضغط الدم المرتفع ويريدون تخفيف وزنهم يفضل لهم اختيار حمية منخفضة الكربوهيدرات. ووجدت الدراسة أن الأشخاص زائدي الوزن أو البدينين الذين يتبعون حمية غذائية منخفضة الكربوهيدرات ينقصون معدل الوزن نفسه تقريباً الذي ينقصه أولئك الذين يتبعون حمية غذائية قليلة الدهون. غير أن الحمية منخفضة الكربوهيدرات كانت لها نتائج إيجابية أفضل، من ناحية تأثيرها على ضغط الدم.
وكانت معظم الدراسات السابقة على أساليب تخفيف الوزن تدرج أشخاصاً زائدي الوزن أو بدينين لكنهم أصحاء من الأمراض الأخرى. أما الدراسة الحالية فأدرجت بدينين مصابين بأمراض مثل السكري وأمراض القلب.
وقد قام الباحثون بوضع 146 مريضاً في أحد برنامجين للحمية الغذائية، حيث أعطي الفريق الأول تعليمات لتناول حمية غذائية منخفضة الكربوهيدرات، وأعطي الفريق الثاني تعليمات بتناول 120 ميليجراماً من عقار “أورليستات” ثلاث مرات يومياً، وتناول حمية منخفضة السعرات الحرارية ومنخفضة الدهون أيضاً.
وقد تلقى جميع المشاركين في الدراسة تعليمات النظام الغذائي الخاص بهم، وبعد 48 أسبوعاً أنقص الفريق الذي اتبع حمية غذائية منخفضة الكربوهيدرات نحو 9.5 بالمئة من أوزانهم، في حين أنقص الفريق الآخر الذي تناول أورليستات 8.5 بالمئة من أوزانهم، ورغم أن الفارق لم يكن كبيراً في نسبة الوزن المفقود كما أن التحسن في مستوى الكوليسترول كان متشابهاً في الفريقين، إلا أن الحمية منخفضة الكربوهيدرات أظهرت نتائج أفضل من ناحية خفض ضغط الدم.
فقد انخفض ضغط الدم الانقباضي في الفريق الذي اتبع الحمية الغذائية منخفضة الكربوهيدرات بنسبة 6 بالمئة، وانخفض ضغط الدم الانبساطي بمقدار 4.5 نقطة، أما في الفريق الذي تناول أورليستات فلم يشهد ضغط الدم انخفاضاً يذكر، حيث انخفض لديهم ضغط الدم الانقباضي بمقدار 1.5 والانبساطي بمقدار 0.4. وقد نشرت الدراسة في مجلة أرشيفات الطب الباطني في عددها الأخير.
وفي دراسة سابقة نشرت في جريدة الجمعية الطبية الأميركية، وأشارت إلى أن الفرق يحدث وفق مدى التزام الشخص بالحمية التي اختارها. وبعد عام خرج ما يقرب من نصف أفراد العينة من الدراسة، ولكن الأشخاص الذين استمروا في المشاركة فقدوا المقدار نفسه من أوزانهم.
khourshied.harfoush@admedia.ae
عدد اليوم
