انقسامات داخل معسكر العراق

شهد مقر إقامة الوفد العراقي بفندق عدن، حالة من الانقسام غير المعلنة، بين اللاعبين على خلفية الصراعات الداخلية التي بدأت تطفو على السطح عقب التعادل السلبي أمام منتخب الإمارات، الذي كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، وأدت لإطلاق عدد من أعضاء الوفد العراقي تصريحات إعلامية كشفت إلى حد كبير عدم الانسجام بين أفراد الجهاز الفني وبعضهم البعض من جهة وبينهم واللاعبين من جهة أخرى. وشوهد لاعبو المنتخب العراقي في تجمعات داخل فندق عدن، حيث يتنقلون من الطابق المخصص لغرفهم إلى مطعم الفندق في جماعات متفرقة، بحيث يلازم مصطفى كريم كل من هوار ملا محمد وصالح سدير وحيدر رعد، بينما يشاهد يونس محمود دائماً بصحبة كرار جاسم وقصي منير ونشأت أكرم. وكانت مشادة خفيفة قد دارت بين مصطفى كريم ويونس محمود على خلفية التصريحات التي أدلى بها كريم عقب المباراة الأولى أمام الإمارات، وأكد خلالها أنه كان لديه ثقة في أنه كان سوف يسجل لو سمح له الجهاز الفني بالتسديد بدلاً من يونس، مما أغضب “السفاح” المعروف عنه قوة شخصيته بين زملائه اللاعبين. وعلى الجانب الآخر لم تكن الانقسامات بين اللاعبين هي كل ما يدعو للدهشة بمقر البعثة العراقية، حيث انقسم أيضاً الجهاز الفني عن الإداري بصورة ملحوظة على خلفية التصريحات التي أدلى بها وليد طبره مدير المنتخب وهاجم خلالها المدرب الألماني سيدكا معتبراً أنه غير كفء لإدارة المنتخب، وهو ما سبب حالة من الفتور في العلاقة بين الجانبين، حيث يحرص المدرب الألماني على النزول للمطعم أو التجول بالفندق مع معاونيه. وفي محاولة لمنع زيادة حدة الانقسامات منع الجهاز الإداري جميع لاعبي المنتخب العراقي من متابعة الصحف لعدم تشتت الذهن في البطولة، فضلاً عن عدم متابعة القنوات الرياضية المكلفة بمتابعة “خليجي 20” . وكان السفير العراقي باليمن قد حرص على زيارة مقر الوفد العراقي والتقى اللاعبين خلال الفترة الأخيرة بهدف رفع معنويات “أسود الرافدين” والعمل على بث الثقة فيهم. وتخشى الجماهير العراقية من الانقسامات الحالية بين صفوف المنتخب والتي قد تطيح به بعيداً، على الرغم من أنه يضم أفضل العناصر الحالية، فضلاً عن ارتفاع عدد اللاعبين المحترفين بين صفوفه.