الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سفراء النوايا الحسنة».. ألقاب في ميزان العمل الإنساني

«سفراء النوايا الحسنة».. ألقاب في ميزان العمل الإنساني
22 يناير 2015 21:08
تامر عبد الحميد (أبوظبي) «سفير نوايا حسنة» لقب يطلق على شخصيات عامة لها مكانتها في منطقتها، أو مشاهير للقيام بأعمال إنسانية، وفي الفترة الأخيرة تم تنصيب مشاهير عرب من قبل منظمة الأمم المتحدة للاستفادة من شهرتهم في الإسهام بنشر الوعي ودعم القضايا، لكن ماذا فعل هؤلاء المشاهير؟ وما النشاطات الإنسانية التي قدموها؟ وهل «سفير نوايا حسنة» أصبح لقباً ليس إلا؟ أسئلة كثيرة طرحتها «الاتحاد» على نجوم نصبوا سفراء للنوايا الحسنة مؤخراً. بصمات واضحة أكد المهندس طارق حمدان، رئيس مجلس أمناء نادي النوايا الحسنة والمدير الإقليمي في الإمارات للمنظمة العالمية للسلم والرعاية والإغاثة التابعة للأمم المتحدة، أن هناك فنانين نالوا لقب «سفير الإنسانية» قبل أن يتم تنصيبهم سفراء للنوايا الحسنة؛ إذ أنهم يتفاعلون بشكل كبير لخدمة المجتمع والإنسانية، مثل الفنانة صفية العمري، التي تعتبر أول سفيرة للنوايا الحسنة، حيث تم تنصيبها منذ 28 عاماً، بعد أن تم ترشيحها من قبل منظمة الأمم المتحدة نظراً لمساندتها الدائمة للأزمات الاجتماعية والحالات الإنسانية، الأمر نفسه ينسحب على الفنانة إلهام شاهين، التي شاركت في حملات إنسانية خيرية عدة حتى قبل أن تحصل على اللقب. في المقابل، أكد حمدان أن مشاهير حصلوا على لقب «سفير نوايا حسنة»، سعوا إليه من أجل الدعاية الإعلامية، ولم يقدموا شيئاً بعد تنصيبهم لخدمة المجتمع والإنسانية، مشيراً إلى أهمية الدور الذي يقوم به سفراء النوايا الحسنة التابعون للمنظمة في تنفيذ ودعم برامج المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لمنظمة الأمم المتحدة، والتي تخدم العمل الإنساني، موضحاً أن المنظمة نجحت في القيام بأدوار بارزة جعلت لها بصمات واضحة في الأزمات الإنسانية حول العالم. شرط التفاعل قال حمدان: «يطلب من سفير النوايا الحسنة التفاعل مع الأزمات والكوارث الإنسانية، إما بالحضور الفعلي، أو بإطلاق مبادرات إنسانية أو تصريحات إعلامية حولها، وتأتي أدنى درجات التفاعل بـ «تغريدة» على تويتر». وعما يتردد حول سعي مشاهير لشراء اللقب، لم ينكر حمدان أن هناك بعض الجهات والمنظمات المخولة بتنصيب سفراء نوايا حسنة تبيع اللقب للمشاهير، مؤكداً أن هناك جهات «معروفة بالاسم» كل هدفها دعوة الأغنياء والمشاهير ليكونوا أعضاء سفراء نوايا حسنة مقابل المال، مشيراً إلى أن هذه الجهات تتابعها الأمم المتحدة منذ سنوات وتستعد لمحاسبتها قريبا. وحول الشروط التي يضعها نادي النوايا الحسنة في الإمارات، قال حمدان: «يتم تنصيب المختارين سفراء للنوايا الحسنة بعد توافر شروط عدة أهمها الإنجازات التي قدمها في مجال عمله، ثم الإنجازات التي يقدمها في أعمال الخير، إضافة إلى سمعته الشخصية الطيبة، إلى جانب عقد جلسة نقاش مع المرشح نفسه، للتحدث معه حول خططه المستقبلية لخدمة المجتمع، وما هي مبادراته المبدئية للبدء في تفعيل اللقب». إسعاد الطفولة «الفنان لا يحتاج إلى منصب رسمي لكي يكون له دور فعال في الأنشطة الاجتماعية والإنسانية»، هذا ما أكده الفنان فايز السعيد، الذي اختير منذ فترة للقب الممثل الخاص لأمين عام منظمة «إمسام»، العضو في منظمة الأمم المتحدة بقسم الفنون والترفيه للشرق الأوسط والخليج، ويأتي هذا العمل في إطار جهود مؤسسات النوايا الحسنة لإسعاد الطفولة في الوطن العربي والعالم. وأوضح «أحرص أن أتواجد في المناسبات الخاصة بالأعمال الخيرية حتى قبل تنصيبي سفيراً للنوايا الحسنة، فمن واجبي كإنسان أولاً وفنان ثانياً أن أخدم مجتمعي والإنسانية سواء بأعمال شخصية أو فنية»، مشيراً إلى أنه كثف جهوده لتقديم أعمال ذات صلة بالطفولة، حيث زار مراكز عدة تعنى برعاية الطفولة، بالإضافة إلى تقديم أوبريتات خيرية بمشاركة أطفال معاقين. مسؤولية كبيرة نصبت الإماراتية أريام مؤخراً سفيرة للنوايا الحسنة في حفل بدبي إلى جانب شقيقتها الدكتورة رانيا شعبان والممثلة بدرية أحمد. إلى ذلك، قالت: «حلمت باختياري لأكون عضوا في نادي النوايا الحسنة، لكي أعمل في النور، فقبل أن أعين سفيرة شاركت في حملات خيرية لكني لم أعلن عنها حتى لا يقال إنني أقوم بدعاية إعلامية»، مشيرة إلى أن لقب «سفيرة» أعطاها مساحة أكبر لتقوم بواجباتها الإنسانية على أكمل وجه. وتمنت أن تكون على قدر المسؤولية الكبيرة، خصوصاً أنه لقب يضعها في مواجهة صعبة مع الناس، في حال لم تستطع القيام بواجباتها. وكشفت أريام أنها، وبالتعاون مع الهلال الأحمر، ساعدت في جمع أغطية وملابس لدعم أهل الشام في ظل الطقس البارد، إضافة إلى خطة مع منظمة الرعاية والسلم والإغاثة لزيارة مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن. وحول ما يشاع عن شراء اللقب، ردت أريام: «لم أدفع درهماً لترشيحي لهذا المنصب، فهناك شروط يجب أن تنطبق على المرشحين قبل التنصيب، وإذا لم تتوافر لن ينصب»، لافتة إلى أنه رغم أهمية اللقب لها، إلا أنها ليست في حاجة لكي تدفع من أجل القيام بأعمال خيرية، طالما تفاعلت معها حتى قبل نيلها اللقب. شقيقتان تحملانه قالت الفنانة والدكتورة رانيا شعبان، التي نصبت مؤخراً سفيرة للنوايا الحسنة، إن اللقب تكليف وليس تشريفاً، وهو صفة لنقل محتوى ما لدعم قضية بارزة، والتنسيق مع الجهات المعنية للمساهمة في تخفيف معاناة أو حل قضية أو تقديم مساعدة، مضيفة «سفير النوايا الحسنة يجب أن يكون قادرا على توظيف لقبه في عمل إنساني، أما من يتوهم بأنه لقب فقط فأنصحه بأن يتحلى بالشجاعة للتنازل عنه لكي يحفظ احترامه بين الناس». وأضافت: «قامت المنظمة العالمية للسلم والرعاية والإغاثة برفع تقارير حول نحو أربعين مرشحاً وكنت ضمنهم، وطلب مني تقديم تقرير مفصل عن مشاركاتي الإنسانية، والتي ساعدت على أن أتلقى مكالمة هاتفية بإعلاني وشقيقتي أريام كأول شقيقتين في العالم نحصل على هذا اللقب». وحول ما يتردد عن شراء اللقب، أوضحت «من يقول ذلك، فمن المؤكد أنه حاول الحصول عليه ولم يستطع، لذلك أطلق هذه الإشاعة، ونسي أن هناك شعوباً متأزمة، وأطفالا بحاجة ماسة للدعم». وعن إسهاماتها الخيرية منذ أن تم تنصيبها، أشارت إلى أنها شاركت في حملات إغاثة شملت أطفال غزة، وفعاليات دعم للمعاقين، إلى جانب مشاركتها في حملة «تراحموا» لمساعدة أهل الشام. الجسمي.. «فوق العادة» يعد حسين الجسمي أكثر الفنانين نشاطاً في تفاعله مع الأزمات والكوارث الإنسانية، إذ يحمل روحاً متعاونة، استحق على أثرها اهتمام الأمين العام لمنظمة «إمسام» وسفرائها، بتعيينه وترقيته إلى رتبة «سفير فوق العادة» بعد أن كان سفيراً للنوايا الحسنة لسنتين. وبدأ الجسمي مشواره في خدمة المجتمع بالمشاركة في الحملة الوطنية للوقاية من نقص حمض «الفوليك»، وزار مجتمعات فقيرة في أفريقيا وآسيا. ومن أبرز نشاطاته زيارته مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، والمستشفى الإماراتي - الأردني الميداني بمنطقة المفرق. أين إليسا وميساء؟ قال المهندس طارق حمدان إن أغلب المشاهير، الذين تم تنصيبهم سفراء للنوايا الحسنة مؤخراً، تفاعلوا مع الكوارث الإنسانية، باستثناء إليسا وميساء مغربي، إذ لم تظهرا في أي عمل إنساني أو خيري تابع لمنظمة الأمم المتحدة حتى الآن، مشيداً في الوقت نفسه بالدور الكبير الذي يلعبه سفير النوايا الحسنة الجديد محمد فؤاد، الذي تم تنصيبه مؤخراً في حفل بدبي، في خدمة الإنسانية، لاسيما أنه قدم فعالتين خلال العام الماضي، الأولى حفل ذهب ريعه لأطفال الشوارع، والثانية إقامة حفل لذوي الاحتياجات الخاصة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©