الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مناسبة لإعادة العلاقات

19 أغسطس 2012
ها نحن ذا نعيش هذه الأيام الجميلة مناسبة عيد الفطر المبارك، والذي لا تكتمل سعادتنا به إلا بصفاء القلوب وإضفاء التسامح في علاقاتنا مع الآخرين. فالإنسان يوصف بالمخلوق الاجتماعي، كما أنه كتلة من المشاعر لها جانب جميل كالحب والود والتسامح والرضا، وجانب غير جميل كالبغض والكره والحقد والأنانية، والاحتكاك والتعايش بين الناس أمر طبيعي؛ لأن الإنسان يصعب عليه العيش بمعزل عن الآخرين؛ لأنه أمر غير محبب لا من الناحية النفسية ولا الاجتماعية، خاصة إذا كان سبب الابتعاد مشاعر الكره والبغض والحقد والألم. فتلك المشاعر تنتج عنها خلافات كبيرة، فكم فرقت بين الإخوة، والأزواج، والأهل، والزملاء، وغيرهم، وهدمت ما بني في سنين في لحظة غضب أو انفعال، أو بالأصح في لحظة «عدم الحكمة»! فالتسامح ليس مجرد كلمة تقال وإنما سلوك ومنهاج يتبع لحفظ الأرواح وحقن الدماء وسلامة الصدور ونشر الحب والود والوئام. عندما يدرك الإنسان أنه جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع، ويدرك أن الناس ليسوا سواسية، وأن التعامل له فنونه وأخلاقياته فإنه يعرف كيف يتصرف بما يحقق له التكيف الإيجابي. قصص كثيرة عشنا أحداثها أو سمعنا بها، فيها من الغرابة ما يشيب له الرأس، أخ يقاطع أخته ولا يتكلم معها لسنين طوال! رجل يهجر زوجته وأبناءه ولا يعرفون عنه شيئاً! ابن لا يسلم على أبيه وأمه وكأنهما أعداء له. إنها مشكلة حقيقية عندما تقطع الأرحام لأسباب غير منطقية أو لخلاف بسيط أخذ رد فعل أكبر من حجمه، كمشاكل الإرث، والأبناء، والزوجات، والخدم وغير ذلك. السؤال المهم هنا: هل يقودنا الغضب أو الانتقام للذات إلى فعل أمور نحن لسنا بحاجة لها؟ هل علينا أن نفني أنفسنا ونُتعب أجسادنا لفعل شيء كان يكفيه قول: «سامحك الله» أو البقاء صامتاً تجنباً لتبعات الموقف السلبية؟ إن بين ردات الفعل السليمة وغير السليمة «لحظة إدراك». فإن أدركت في موقف ما عواقب ما قد يحدث لاستطعت حسن التصرف. عزيزي القارئ لتكن هذه المناسبة بداية صحيحة لعلاقاتنا مع آبائنا، إخوتنا، أخواتنا، أرحامنا والأقارب وكل من نحب ونعز ونقدر. لتكن بداية نرى فيها حقيقة أمور كثيرة قد نكون لم ندركها من قبل، أو فهمناها خطأ، وهذه فرصة جميلة أن نبني ما لم نقدر على بنائه سابقاً. فكثير من الناس نجدهم يجعلون من رمضان محطة لتصحيح مسارهم وجدولة حياتهم بما يحقق لهم النجاح والإنجاز والرضى، والتخطيط لذلك. وهذه الأيام هي أيام البدء لما جهز له. فليكن هذا العيد عيد فرحة وسعادة وعمل جاد وصادق يحمل في طياته كل حب ووئام وجدية نحو مستقبل مشرق. وكل عام وأنتم بخير وعيدكم مبارك. dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©